بالصور..كيف حولت الجماعات الإرهابية جبال أسيوط إلى معاقل للتدريبات.. وكيف قضى عليها الأمن بقتل 25 إرهابيًا وداعشيًا.. الكشف عن أخطر 4 خلايا إرهابية بينهم خلية تابعة لداعش.. والطائرات تدك معاقلهم فى الجبال


أسيوط - هيثم البدرى

تعتبر جبال محافظة أسيوط واحدة من الجبال التى تتميز بطبيعتها الوعرة، حيث تقع المحافظة بأكملها بين جبلين هما الجبل الشرقى، والجبل الغربى وهو ما تم استغلاله سياسيا، وجنائيا حيث أصبح لفترات مأوى الجماعات الإسلامية أواخر الثمانينات وقت المواجهة مع الدولة وجنائيا فهو يستغل من قبل الهاربين من أحكام بالحبس فى قضايا قتل وسرقة وسلاح وقطع طرق. 

وتمكنت مديرية أمن أسيوط بالتنسيق مع وزارة الداخلية وتحت إشراف الأمن الوطنى من اكتشاف أكثر من خلية إرهابية وتصفية 25 إرهابى وآخرين كانوا يستقرون بجبال أسيوط كان أهمها جماعات إرهابية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية " داعش " التى اتخذت من جبال مركز البدارى مكانا لها بالتنسيق مع أخطر الهاربين من قضايا جنائية.

تنظيم داعش فى الجبل الشرقى بمركز البدارى

وتورط هذا التنظيم المكون من إرهابيين وجنائيين فى اختطاف دكتور صيدلى من قرية تاسا بمركز ساحل سليم يدعى " أمير موريس " تحت تهديد السلاح،  داخل المدينة وباستخدام إحدى سيارات الدفع الرباعى وبعدها استقبلت أسرة الطبيب إتصالا هاتفيا من الخاطفين، حيث طلبوا فدية قدرها ٥ ملايين جنيه.

 

بعد هذه الواقعة مباشرة تم تشكيل فريق بحث ضم كافة قطاعات الأجهزة الأمنية وممثل فيها قيادات امنية على أعلى مستوى ضم الفريق ضباط الأمن الوطنى وضباط مباحث مديرية أمن أسيوط والأمن العام

 

ومن خلال السير فى خطة البحث وردت معلومات للفريق بوجود مزرعة بالجبل الشرقى بقرية الجمسة دائرة مركز ساحل سليم وأنه من المحتمل وجود الطبيب المخطوف هناك فتم إعداد القوات ومهاجمة المزرعة ولم تعثر القوات على أى شخص ولكن المفاجأة كانت العثور على مخزن كبير للمتفجرات فى غرفة مجاورة بذات المزرعة وحينها تأكد لفريق البحث أن القضية ليست قضية خطف فحسب، وتم إبلاغ قوات الحماية المدنية والمفرقعات، وبفحص المخزن عثر على كميات كبيرة من نترات الصوديوم والكبريت ودوائر كهربائية وأدوات تركيب المواد المتفجرة وبقايا أوراق تدل على احتمالية وجود خرائط كانت تستخدم فى عمل رسومات للمواقع التى يستهدفونها وأسلحة نارية، وتم التحفظ على المخزن ونقل محتوياته وتحريز ما يمكن تحريزه وإرساله إلى النيابة العامة ،وبعد تضييق الخناق على الخاطفين قاموا بإطلاق سراح الصيدلى.

بدأت بعدها مديرية أمن أسيوط بالتنسيق مع وزارة الداخلية وقوات العمليات الخاصة والمنطقة الجنوبية العسكرية تهديد أماكن اختباء العناصر الإرهابية والجنائية.

واستغلت هذه العناصر الطبيعية الجبلية الوعرة للجبل الشرقى واتخذت منه مقرا حيث يمكنها رؤية اى سيارات شرطة او اى حملات امنية وبعد تحديد أماكن الجماعات الإرهابية نفذت قوات العمليات الخاصة هجوما على الأماكن المتوقع وجود العناصر فيها وقام الطيران بقصف المواقع المستهدفة وبعدها بدأت قوات الأمن بالدخول لهذه المناطق وتمشيط المنطقة وبالبحث بالأماكن المستهدفة تبين وجود آثار لوجود اشخاص ومعيشة وبعض العشش والأسلحة التى كانوا يحملونها كما عثر خلال البحث عن شخصين مقتولين جراء إطلاق النار وكشفت معلومات الامن الوطنى أنه تم العثور على أعلام ورايات سوداء وأسلحة وذخيرة ومخططات لتنفيذ أعمال إرهابية.

تصفية خلية إرهابية بالجبل الشرقى بمركز أبنوب.
 

 كانت آخر الخلايا الإرهابية التى تم ضبطها وتصفيتها " خلية مكونة من 7 أشخاص كانوا قد اتخذوا من صحراء عرب العوامر على الطريق الصحراوى الشرقى بالجبل الشرقى بمركز أبنوب مأوى لهم للتخطيط لتنفيذ أهدافهم.

وكانت معلومات قد وردت إلى جهاز الأمن الوطنى بمحافظة أسيوط بوجود عناصر إرهابية تابعة لبعض التنظيمات الإرهابية مختبئة فى جبل أبنوب بمنطقة عرب العوامر على الطريق الصحراوى الشرقى، وبتدقيق المعلومات والتحرى ورصد المنطقة بأحدث الأجهزة والمصادر السرية، ومتابعة التحركات، تبين صحة المعلومات بوجود عدد من الأشخاص غير معلوم عددهم.

على الفور قامت الأجهزة الأمنية بالتنسيق فيما بينها، وتجهيز حملة مكبرة ضمت قيادات مديرية أمن أسيوط، وجهاز الأمن الوطنى، وعدد من المدرعات، وسيارات الشرطة، وسيارات الدفع الرباعى نظرا للطبيعة الوعرة للمنطقة المختبئين فيها، وسيارات الإسعاف، وقامت قوات الأمن بتحديد أماكنهم ومهاجمة المنطقة، وحال دخول القوات إلى المناطق المحددة فوجئت القوات بإطلاق نار كثيف، وبدأت بينهما اشتباكات لأكثر من ساعة ونصف انتهت بإسكات مصدر النيران.

 بدأت بعد ذلك القوات فى تمشيط المكان والبحث عن فارين من الاشتباكات، وبعد الاطمئنان على القضاء على الخلية اصطحبت القوات رجال الإسعاف وسيارات الشرطة إلى مكان تواجدهم، فعثروا على 7 جثث هم جملة الخلية الإرهابية وعثروا بحوزتهم على أسلحة متعددة استخدموها فى مبادلة القوات إطلاق النيران، كما عثر على سيارات مسروقة، وموتوسيكلات كانوا يستخدمونها للتنقل من وإلى مكان اختبائهم.

وقالت مصادر أمنية ـ فضلت عدم ذكر اسمهاـ إن المتهمين السبعة من محافظات مختلفة خارج محافظة أسيوط، وأن هذه الخلية كانت تخطط لاستهداف أماكن ومنشآت بالمحافظة فضلا عن أن الأماكن المتمركزين فيها بالقرب من الطريق الصحراوى الشرقى، وبالقرب من بعض الأكمنة على الطريق، ومن بين الأسماء التى لقيت مصرعها من الخلية كل من "اسلام.س 32 سنة، "مصطفى. أ " 31 سنة ، و" حسن.ع" 33 سنة، و4 آخرين جار تحديد هويتهم، وتم تحويل جثث الإرهابيين السبعة إلى مستشفيات أسيوط الجامعية وقيام مجموعات من مدرعات الشرطة بتمشيط الجبل بحثا عن هاربين أو قتلى جراء الاشتباكات التى وقعت.

خلايا الجبل الغربى بصحراء أسيوط

أما الجبل الغربى فهو أكثر وعورة من الشرقى وطرق الوصول إليه أكثر صعوبة وعادة ما تستخدم الجماعات الإرهابية سيارات الدفع الرباعى للتنقل والموتوسيكلات لجلب الأكل والشرب ووسائل المعيشة وتمكنت مديرية أمن أسيوط من تصفية خلية ارهابية مكونة من ٣ أشخاص ينتمون للجماعات الإرهابية من محافظتين مختلفين كانوا يختبئون فى الجبل الغربى فى منطقة بين مركزى القوصية ومنفلط وكانت معلومات قد وردت لقطاع الأمن الوطنى والأمن العام مفادها وجود عناصر إرهابية مختبئة بالجبل الغربى تم إعداد مأمورية بالتنسيق مع كافة القطاعات وتم الدفع بقوات الأمن ومجموعات قاتليه برئاسة قيادات مديرية أمن أسيوط، وحال وصول القوات لمكان الخلية الإرهابية أطلق الإرهابيون النار على القوات التى بادلتهم إطلاق النيران وتمكنت من قتل الثلاثة وعثر بحوزتهم على أسلحة متعددة وطلقات نارية وجار تمشيط المنطقة ونقل الجثث إلى إحدى مشارح مستشفيات أسيوط.

كما تمكنت المديرية أيضا من تصفية 7  اتخذوا من الجبل الغربى بنطاق مركز منفلوط وكرا لها بعد مشاركتها فى أعمال ارهابية واستعدادها لتنفيذ أعمال ارهابية اخرى.

ودلت التحريات أن هؤلاء الاشخاص قد يكونوا هاربين من العمليات الإرهابية الأخيرة التى استهدفت الإخوة المسيحيين فى محافظات الإسكندرية والمنيا وغيرها، فتم جمع المعلومات الكافية عن الخلية والتى بينت أنهم يتلقون التدريبات البدنية والعسكرية على استخدام السلاح، وإعداد المتفجرات تمهيداً للاستمرار فى تنفيذ مخطاتهم الإرهابية، وبالتنسيق بين كافة الأجهزة الأمنية بالمحافظة تم الدفع بقوات الامن المركزى والمدرعات وعناصر قتالية إلى الأماكن المحددة والتى تبعد نحو ١٥ كم داخل طريق جبلى من بداية الطريق الغربى الرئيسى وتمت تصفيتهم.

خلية عمارات ديروط

ومؤخرا تمكنت قوات الأمن من تصفية خلية إرهابية مكونة من 6 أشخاص والعثور على 5 بنادق آلية وقنبلة دفاعية و83 طلقة آلية وملابس عسكرية ووسائل إعاشة وشعارات تكفيرية.

المتحدث الرسمى للجماعة الإسلامية

من جهته قال الشيخ حمادة نصار المتحدث الرسمى باسم الجماعة الإسلامية بأسيوط إن فكر الهروب إلى الجبال، واستخدامها كأماكن تنفيذ العمليات لجأت إليها جماعات التكفير، والهجرة فى سبعينات القرن الماضى التى خرجت من بطن جماعة الإخوان المسلمين، وأول من نشر هذه الفكرة الشيخ عبد الفتاح إسماعيل ،وتلقفها منه طالب كلية الزراعة بجامعة أسيوط شكرى مصطفى، والذى تم إعدامه على خلفية اختطاف، وقتل الشيخ الذهبى وزير الأوقاف المصرى ولكن قضت عليهم الدولة ووجدنا، أن هذه الطريقة يسهل رصدها، وتتبعها أمنيا، ولذلك غيرت الجماعة ولجأت للزراعات والجنائن والحدائق والبساتين مستغلة كثافة الأشجار وكنا نعرف أن وجودنا وسط الأهالى يصعب من مأمورية الشرطة فى ضبطنا.

وتابع: لكن فكرة الدواعش هو فكر تكفيرى محض فهو يكفر كل الأنظمة وكل المشايخ وليس لهم قاعدة شعبية والشعب المصرى بطبيعته متدين ولا يقبل الفكرة المتطرفة أبدا لذلك تلجأ هذه الجماعات لتدريباتها وتنفيذ عملياتها فى هذه الجبال.

أمن أسيوط

وقال مصدر أمنى فضل عدم ذكر اسمه أن جهاز الأمن الوطنى بالتنسيق مع كافة الإجهزة وقطاعات الأمن يتابع بشكل مستمر تحركات العناصر الهاربة سواء من جماعة الإخوان المسلمين او الجماعات المتسسلة إلى محافظات مصر بمسمياتها المختلفة وبعض أفرادها الذين ارتكبوا وقائع وما زالوا يختبئون داخل الجبال مشيرا إلى أنه بعد 30 يونيو تمكنت الأجهزة الأمنية من رصد أكثر من خلية إرهابية وتصفية أكثر من 25 إرهابى مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية تواصل جمع المعلومات وتمشيط المناطق الحدودية ومتابعة تحركات العناصر الإرهابية.

 

بعض الإرهابيين بعد مصرعه
اسلحه الإرهابيين

مطاردات الشرطة للخلايا الإرهابية

مطاردات الشرطة للخلايا الإرهابية

 

مقتل ارهابيين بأسيوط
مقتل ارهابيين بأسيوط

 

مطاردة الإرهابيين فى أسيوط
مطاردة الإرهابيين فى أسيوط

 

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع