كتب : محمود جاد ـ رباب فتحى
وبعد التضارب اللافت الذى ظهر واضحا بتمسك الجناح الذى يقوده الرئيس دونالد ترامب وفريق مستشاريه وغالبية نواب الكونجرس الأمريكى من الجمهوريين بفرض حزمة عقوبات رادعة على قطر، والحد من نشاطها المالى والسياسى فى دعم وتمويل الكيانات والتنظيمات الإرهابية، مقابل انحياز وزير الخارجية والنواب الديمقراطيين للتهدئة والتزام الحياد السلبى فى إدارة الأزمة بين الدوحة والدول العربية، يستعد تيلرسون لمغادرة مبكرة للبيت الأبيض، دفعت صحيفة "تليجراف" البريطانية للتعليق عليها بقولها إن وزير الخارجية "يعانى التهميش".
وتعد جولة تيلرسون الخليجية الأخيرة، والتى التقى خلالها قبل أكثر من أسبوعين أطراف الأزمة القطرية فى المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر، بخلاف مشاوراته مع المسئولين فى الكويت التى لعبت دور الوساطة فى تلك الأزمة، بمثابة القشة التى قسمت ظهر البعير، بعدما كشفت انحياز تيلرسون اللافت للرؤية القطرية الداعمة للإرهاب، الأمر الذى دفع مراقبون للربط بين علاقات وزير الخارجية السابقة خلال توليه الإشراف على عملاق النفط "إكسون موبيل" برجال أعمال ومسئولين قطريين سابقين وحاليين.
ودفع الموقف الأمريكى المتضارب أثناء وبعد جولة تيلرسون الخليجية مراقبون لوصف سلسلة الزيارات التى تمت بين العواصم الخليجية المختلفة بـ"النكسة الدبلوماسية" بعدما عجزت عن أن تحرك ساكنا فى الأزمة التى تقترب من الدخول فى شهرها الثالث.
وسبق للرئيس الأمريكى دونالد ترامب التأكيد فى أكثر من مناسبة على ضرورة التصدى للدور الذى تلعبه قطر فى دعم وتمويل الإرهاب، بخلاف الخطاب الذى تبناه وزير الخارجية الأمريكى ولا يزال تجاه الأزمة.
وفى تقرير سابق، قال المجلس الأطلنطى للأبحاث إن "الأزمة بين قطر وجيرانها من الدول العربية التى تطلبها بنبذ الإرهاب ووقف تمويله تدفع بتصعيد التوترات فى منطقة الخليج على حساب المصالح الأمنية الأمريكية وتراجع النفوذ الأمريكى لصالح إيران وتركيا".
وأضاف المجلس فى تعليق كتبه الباحث على مرهون، أن القوى الإقليمية مثل طهران وأنقرة أصبحت أطرافا صاحبة مصلحة فى هذا الصراع، تتخذ خطوات فعالة فى تشكيله بطرق تتناسب مع مصالحها ورؤيتها الإقليمية، ولن يؤدى ذلك إلا إلى إدامة الصدع وتعقيد جهود المفاوضات، حيث أن العلاقات مع إيران وتركيا هى التى تقود المطالب من قطر، على حد قوله.
وتابع المجلس فى تقريره: "الولايات المتحدة لديها مصلحة أمنية فى منع انتقال الصراع إلى مسرح إقليمى آخر. لكن إذا بقى موقف الولايات المتحدة مقسما، فأن واشنطن يمكن تعانى قريبا من تآكل نفوذها داخل المنطقة".
هذا الخبر منقول من اليوم السابع