"برودة الانتخابات البرلمانية" فى لبنان تتجاوز برودة الطقس.. لا ترشيحات بارزة حتى الآن.. ومهلة تسجيل المرشحين فى 15 دائرة تكاد تنتهى.. والحريرى وتيار المستقبل خارج المنافسة.. والبرلمان يناقش ميزانية الاقتراع

وسط عالم مضطرب سياسيا انتظارا لما ستسفر عنه الحرب الروسية ـ الأوكرانية من نتائج ستحدد ليس فقط شكل الشرق بل العالم بأكمله، ينتظر لبنان أيضا الانتخابات البرلمانية التى ستجرى مايو المقبل فى 15دائرة انتخابية، وستحدد شكل المشهد السياسى داخله خلال السنوات القليلة القادمة.

الملاحظ على أجواء الاستعداد لتلك الانتخابات أن برودة طقس الشتاء ربما انتقلت إليها، فمع اقتراب موعد إغلاق باب الترشيحات للانتخابات النيابية لم يسجل حتى الآن تقديم ترشيحات لشخصيات بارزة على مستوى القوى السياسية الأساسية التي تتريث خطوتها خاصة فى ظل ضبابية المشهد السياسى ، إلى جانب ابتعاد رئيس الوزراءالأسبق سعد الحريرى وأعضاء حزبه تيار المستقبل عن المنافسة الانتخابية ، علاوة على مخاوف عدم المشاركة من قبل الناخبين فى العملية الانتخابية، فى ظل حالة الإحباط التى يعيشها المواطن اللبنانى لأسباب متعددة .

بطء الخطوة فى المحطات الأولى لتلك الانتخابات يُشكل عامل قلق لا تعرب عنه غالبية القوى التي تتهيأ للاستحقاق الانتخابي ولكن القوى الحزبية الكبيرة تسعى إلى تحفيز قواعدها الشعبية على التفاعل مع الانتخابات القادمة ولكن لا تجد جدوى حتى الآن ويبقى انتظار ما ستحمله الأسابيع القليلة المقبلة على صعيد بلورة الاتجاهات العامة والتحالفات الأساسية في الدوائر الانتخابية.

وقال مصادر سياسية فى لبنان ، وفق صحيفة " الديار" اللبنانية "صحيح اننا ذاهبون الى الانتخابات في مايو المقبل لكن المشهد الانتخابي على صعيد حسم التحالفات في عدد من الدوائر وبلورة اللوائح تفرض التريث قليلا. اما الترشيحات فستحسم في غضون اسبوع قبل المباشرة بعملية تقديمها رسميا قبل انتهاء موعدها".

تسجيل المرشحين

يمثل مارس آخر مهلة لتسجيل المرشحين و اللوائح الانتخابية بما يفرض اكتمال صورة التحالفات الانتخابية التي يبدو لافتاً أنها تأخرت في معظم المناطق ولدى معظم القوى السياسية والحزبية والمدنية بما يعكس وتيرة عامة في لبنان تتسم بالبرودة الانتخابية.

وألمح المرجع الى "ان هذه الانتخابات تعتبر الاكثر حساسية وضبابية في آن معا، وهناك حسابات معقدة تحتاج الى بعض الوقت، خصوصا ان الاجواء العامة تساهم ايضا في اضفاء مثل هذه الاجواء وتطرح علامات استفهام حول الاستحقاق الانتخابي ومساره".

67a209b400.jpg

حزب القوات اللبنانية

شدد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، على أن الانتخابات النيابية المقبلة مصيرية، وأنه على كل لبنانى ألا يتعب ويمل من إقناع الناخب بأهمية صوته وحسن خياره على خلفية أنه سيحصد ما سيزرعه، أي أن صوته في صندوق الاقتراع هو ما يحدد نتائج الانتخابات، وهذا المفهوم بات معلوما لدى كثر ولكن ليس الجميع، من هنا أهمية العمل الدؤوب في هذا المجال من خلال التوعية على هذا المفهوم الذي إذا أدخل بشكل صحيح نربح المعركة، وخصوصا ان اللعبة باتت معروفة بأن الانتخابات تحدد المصير وتتوقف عند كل ورقة توضع في صناديق الاقتراع. وفق الوكالة الوطنية لإعلام لبنان.

c8a50ebd91.jpg

أضاف جعجع: "البعض يفكر ان هذه الانتخابات لن تغير شيئا، والبعض الآخر يتأثر بالمال الانتخابي الذي ينتهي بعد الانتخابات او بتقديم الخدمات التي تعد أساسا حقا من حقوقه ويجب على الدولة تأمينها أسوة بسائر الدول. الجميع يلاحظ ان بقية الاحزاب إما تتثاقل الخطى او غائبة نهائيا، باستثناء حزب "القوات اللبنانية" وبعض المجموعات المستقلة التي تقوم ببعض الخطوات.

 أضاف جعجع قائلا، إن "ما وصلنا اليه من أزمات على الصعد كافة جاء نتيجة تصويت الناخبين في انتخابات 2018، من هنا ضرورة تحفيزهم على وجوب المشاركة في العملية الانتخابية وحسن الاختيار"، موضحا ان "بعض المرشحين والمجموعات، ولو انهم جيدون، ولكنهم كناية عن أدوات للعرقلة حتى لا ننال أكثرية نيابية، وهذه العرقلة ستتفاقم في كل المناطق حتى موعد الانتخابات النيابية". وقال: "لو نالت القوات آنذاك الكتلة الأكبر لما كنا عشنا ما نعيشه، وكانت اللعبة النيابية والوزارية تغيرت، وهذه بشهادة الخصوم قبل الحلفاء.

وأوضح أن القوات ليس هدفها نيل كتلة نيابية وازنة لزيادة عدد نوابها، بل الأمر متعلق بمصير البلد خلال الأربع سنوات المقبلة، اذ سنشهد مزيدا من الانحدار والانهيار في حال بقيت السلطة الحالية، الا إذا وجد من يضع حدا لها للبدء بعملية النهوض، وهذا الامر لن يتحقق بتغيير بسيط في عدد المقاعد النيابية بل يتطلب كتلا وازنة. الدولة تأكل بعضها البعض في ظل هذا الوضع المتدهور فيما لا نرى احدا في هذه الدولة يحرك ساكنا للتخفيف من معاناة الناس".

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع