تتواصل الجهود المصرية بصورة يومية لإعادة الطلبة أبناء مصر من دولة أوكرانيا عقب اندلاع الحرب داخلها مع روسيا مؤخراً، حيث أكدت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين فى الخارج، أنها تتابع بشكل يومى موقف أبنائنا فى أوكرانيا، موضحة أن الوزارة تعقد بشكل دائم جلسات عبر زوم بمشاركة أبناء الجالية والطلبة والهدف منها طمأنة الأسر والأهالى المصرية والطلبة الموجودين فى أوكرانيا.
وكشفت وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين فى الخارج، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، قائلة: "الحمد لله مفيش سوى حالة إصابة واحدة وهى لمواطن مصرى يدعى محمد سعد محمد زايد، وهو مواطن مصرى متزوج من أوكرانية من مدينة خاركوف المدينة وهى الأكثر قربا من الأحداث".
وتابعت: "التعليمات والتوجيهات كانت للمواطنين من السفارة هناك بعدم ترك المنزل فى الوقت الحالى فى ظل حالات عدم الاستقرار والمواطن خرج وقت الحظر وأصيب بثلاث طلقات والحمد لله حالته مستقرة والوزارة وأبناء الجالية على تواصل دائم معه للاطمئنان عليه، مؤكدة أنها حريصة على متابعة آخر المستجدات والاطمئنان على أوضاع أبناء الجالية المصرية فى أوكرانيا فى ضوء تطورات الوضع بالأزمة الروسية الأوكرانية.
ففى أسوان قدم تليفزيون اليوم السابع بثا مباشرا من منزل سيد عبدالدايم مصطفى، ابن محافظة أسوان وأحد العائدين من أوكرانيا بعد الحرب، وتحدثت أسرته عن سعادته بالعودة إلى أرض الوطن، حيث قال عبد الدايم مصطفى، والد الطالب سيد، إنه كان لا ينام خلال الأيام الأخيرة قبل عودة ابنه وكان دائم القلق عليه حتى عودته لأرض الوطن بسلام، وكان على تواصل دائم معه خاصة أن ابنه كان مقيم فى مدينة خاركيف الأوكرانية والتى شهدت تزايد وتيرة الحرب فيها.
وأضاف والد سيد العائد من أوكرانيا، أن ابنه خرج للسفر قبل 3 سنوات للالتحاق بالدراسة فى كلية الطب جامعة خركوف بأوكرانيا على نفقته الخاصة، بناء على رغبته وأمنيته فى الحصول على شهادة جامعية من أوروبا، ولديه ابن عمه طالبا أيضا فى كلية هندسة البترول فى روسيا، وكان يعود لمصر فى كل أجازة نهاية عام دراسى، وأشار إلى جهود الدولة المصرية فى إعادة أبنائها العالقين فى أوكرانيا خاصة جهود السفارة المصرية والجالية هناك، والتى قسمت العالقين إلى مجموعات وكان "سيد" ضمن 23 شخصا مصريا ومن دول عربية أخرى، تم إعادتهم لمصر مرة أخرى، وعلق قائلا: "وصل بهم الحال لدرجة أنهم كان معهم رقم السفير بنفسه لزيادة الاطمئنان".
وفى السياق، تحدث أحمد عبد الدايم، شقيق سيد، عن شعور والدتهم بعودة ابنها، ولا زالت تملؤها شعور السعادة منذ اللحظة التى علمت فيها ببدء إجراءات عودة ابنها لأرض الوطن، وكانت الأم تتواصل مع ابنها وكانت تقول له: "هحضرلك كل الأكل اللى بتحبه خاصة المحشى والملوخية".
يشار إلى أن سيد عبد الدايم مصطفى، أحد المصريين العائدين من أوكرانيا بعد الحرب مع روسيا، وهو ابن محافظة أسوان مركز دراو قرية المنصورية نجع القوز، وسافر إلى أوكرانيا قبل 3 سنوات، للالتحاق بكلية الطب جامعة خركوف، وهو الشقيق الأصغر لـ3 أخوات أكبر منه سنا.
وفى القليوبية قدم "تليفزيون اليوم السابع" بثا مباشرا عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي، التقى خلاله مع الطالب خالد أحمد، العائد من أوكرانيا بعملية الإجلاء التى قامت بها الدولة المصرية لأبنائها المقيمين بدولة أوكرانيا، بعد أن اجتاحتها القوات الروسية، والمقيم بمنطقة أبو زعبل بالخانكة بمحافظة القليوبية.
وفى البداية قال الشاب خالد أحمد، إنه يدرس بكلية الطب بأحد مدن أوكرانيا، بالمرحلة السادسة، موضحًا أن حرب كلامية بدأت منذ فترة بين أوكرانيا وروسيا ولم يكن يتوقع أن تحدث حربا بهذا الشكل المأساوى، إلى أن خرج الرئيس الروسى فى كلمة نقلها التليفزيون الأوكرانى معلنا فيها بدء عملية عسكرية شاملة فى مدن أوكرانيا، وبالفعل بعدها بدقائق بدأ القصف الجوى لكافة المناطق، وسمع الجميع دوى الانفجارات، وانطلقت صافرات الإنذار لتحذير المدنيين من هذا القصف وضرورة النزول للملاجئ حماية بأرواحهم.
وأضاف خالد، خلال حديثه لـ"اليوم السابع"، أنه بدأ هو وأصدقاؤه فى جمع ما يكفيهم من طعام خاصة بعد أن قام مواطنى أوكرانيا بتخزين كميات كبيرة من الطعام تخوفا من هذه الحرب، مشيرًا إلى أنه كان يتناول بعض الأدوية إلى أن نفذت هذه الكمية فاضطر النزول لشرائها من أحد الصيدليات إلا أنه وجدها جميعا مغلقة، وخلال جولته عرف أن هناك جهود لأبناء الجالية المصرية بأوكرانيا للانتقال لدولة رومانيا عبر الحدود، وبالفعل استعد وجمع كل ما يحتاجه خلال رحلته.
وأوضح، أنه تم نقل جميع المصريين بواسطة 3 أتوبيسات إلى الحدود الأوكرانية الرومانية، مشيرا إلى أنه بمجرد الوصول للحدود كان هناك تنسيقا بين سفارتى مصر بأوكرانيا ورومانيا لتسهيل دخول المصريين لرومانيا، وبالفعل خلال ساعات دخل الطلاب المصريين رومانيا على عكس باقى الجاليات التى مكثت على الحدود ما يزيد عن 5 أيام، وتم نقلهم للعاصمة الرومانية بواسطة السفارة المصرية هناك، وتقديم كافة التسهيلات من المأكل والسكن إلى أن تم التنسيق بين الخارجية المصرية ووزارة الهجرة مع السفارة المصرية لرومانيا، وتم خلال ساعات وصول الطائرة المصرية لنقل المصريين وعودتهم لوطنهم.
وفى الغربية قدم تليفزيون اليوم السابع بثا مباشرا جديدا من قرية ميت حبيش التابعة لمركز ومدينة طنطا فى محافظة الغربية، ولقاء مع أشقاء من أبناءً القرية فور عودتهما من أوكرانيًا بعد وقف الدراسة والحرب القائمة، وقال أحمد أيمن حسن لـ"اليوم السابع" إنه كان مقيما منذ طفولته فى دولة الإمارات وكان يدرس فى جميع المراحل الدراسية فى الخارج، وبعد نجاحه فى الثانوية العامة تقدم لدراسة الطب بدولة أوكرانيا، وبالفعل نجح فى الاختبارات والتواصل معهم وجاءت الموافقة بالتحاقه، وسافر وبدأ فى دراسة الطب البشرى وقضى 5 سنوات كاملة، حتى حدثت الحرب.
وأشار إلى أن الأوضاع داخل المدينة التى كان يعيش بها هو وشقيقته كانت آمنة حتى آخر لحظة من استقلالهم الاتوبيس الخاص بنقلهم، وبعد لحظات بدأ قصف المدينة التى كانوا يعيشون بها، موضحًا ذهبنا إلى الحدود الرومانية برفقة العديد من الطلاب زملائنا، وبعد وصولنا إلى الحدود الأوكرانية الرومانية وجدنا مسئولى السفارة المصرية فى استقبالنا.
وتابع بعد انتهاء الإجراءات بسرعة كبيرة فى أقل من 6 ساعات نظرا لأعدادنا الكبيرة، وذلك قبل العديد من الجنسيات المختلفة التى كانت موجودة على الحدود، مضيفًا أن السفارة وفرت مساكن لراحة الطلاب وكذا توفير المأكولات والمشروبات.
وأوضح: بعد ذلك قام السفير المصرى برومانيا فى استقبالنا وأبلغنا أن الرئيس عبد الفتاح السيسى أمر بتوفير طيارة نقل لجميع الطلاب، وبالفعل ظلت السلطات المصرية بجوارنا حتى إن وصلنا إلى مطار القاهرة وقاموا بتسهيل كافة الإجراءات منذ اللحظة الأولى وحتى اللحظة الأخيرة.
وفى كفر الشيخ رصدت عدسة اليوم السابع سعادة أسرة طالب كلية الطب من محافظة كفر الشيخ العائد من أوكرانيا، على متن الطائرة التى وجه بإرسالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لنقل الطلاب المصريين من المدن الأوكرانية.
وقال أحمد إبراهيم زهران، إنه سعيد بالعودة لأرض الوطن بعد ساعات من الرعب التى عاشها هو والطلاب والطالبات المصريين هناك، مؤكداً أنه والعشرات من الطلاب والطالبات يسكنون مدينة دبيرو إحدى المدن الأوكرانية، ويوم الخميس ليلة تعرض أوكرانيا للضرب قررنا العودة، ومن خلال السفارة المصرية والتواصل المستمر مع المسئولين انتقلنا للحدود الرومانية.
وأضاف زهران، أنه حرص الطلاب على حماية الطالبات المصريات من خلال تجميع المجموعة ال 150 طالب وطالبة وانتقلنا من خلال أتوبيسين للحدود الروانية، وهناك بمجرد معرفتهم بأننا مصريين وجدنا معاملة متميزة، ومن خلال التواصل المستمر مع السفير المصرى بأوكرانيا والمستشارة مروة نائبه السفير، انتقلنا للحجرات المخصصة للإقامة، ووجدنا كل الترحاب وتوفير مستلزماتنا، وعرفنا أن هناك طائرة وجه بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية وبالفعل انتقلنا للمطار بكل يسر وسهولة، حتى عدنا لأرض الوطن.
وقال زهران: كنا على ثقة بأن الدولة لن تتركها أبنائها، وهذا ما وجدناها منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مهام البلاد فأصبح للمصريين مكانة وقيمه، فكل التحية والتقدير للرئيس وكل أجهزة الدولة ووزير الهجرة التى كانت على تواصل مستمر معنا على مدار الساعة.
وأضاف إبراهيم زهران، والد أحمد، الحمد لله فقد أزاحت الدولة عنا الخوف والرعب الذى عشناه، خوف على أحمد وزملائه، فتحية وتقدير لكل أجهزة الدولة وللرئيس الذى حرص على سلامة أبنائه.
وقالت والدة أحمد زهران، مهما وصفت من حالة الرعب والفزع وفقدان الأمل فى عودة مصر سالما فلن تستطيع وصفها، ووسط حالة الرعب والفزع، كان لدينا الأمل بأن الرئيس والدولة لن يتركوا أبناءهم الطلاب، وبعد قرار وتوجيهات الرئيس دب الأمل فى قلوبنا، مؤكدة أنه عندما وجدت أحمد فى المطار سجدت لله، لعودته بسلامة الله، موجهه الشكر للرئيس وكل أجهزة الدولة، وأملها أن تحافظ الدولة على مستقبل هؤلاء الطلاب، وتطمئن كل أولياء أمور الطلاب أن الدولة لن تتركهم وسيعودون كما عاد أحمد.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع