شباب سيناء يعيدون إحياء تراث سباقات الإبل.. يحيون تقليد امتطاء الجمال على ظهر "الغبيط".. تزيين الجمال بمنسوجات ملونة.. ويستعدون لإطلاق مهرجان للعروض التراثية على ظهور الإبل بشرم الشيخ.. صور

نجح مجموعة من شباب سيناء فى إحياء جانب من تراث أدوات سباقات الإبل التقليدية المعروفة فى الماضى، بهدف المحافظة عليها، ويستعدون لتفعيل رسمى لمبادرتهم التراثية من خلال عروض بمهرجان الهجن فى مدينة شرم الشيخ فى مارس المقبل.

ومن أهم الأدوات التى حرص الشباب على استحضارها "الغبيط"، و هو الأداة المخصصة لركوب الجمال أثناء السير عليها لمسافات طويلة، تحافظ على من يمتطى ظهره ليبقى فى أمان أيا كان طول وبعد الطريق الذى يسلكه، والتى أصبحت من مقتنيات الماضى عند مربى وملاك الإبل، وعاد الشباب لإحياء استخدامها فى محاولة منهم لحفظ التراث وإبراز وجه جديد تنفرد به مناطق سيناء فى تسخيرها للإبل فى خدمتها.

وقال خليل أبو امطير الأحيوي، أحد الشباب من منطقة وسط سيناء، الذين حرصوا على إحياء التراث لـ"اليوم السابع"، إنهم كونوا فريقا من الهجانة المدربين من ملاك الإبل، وجهزوا لكل جمل "غبيط" خاص به، ويقدمون العروض فى مناسبات سباقات الهجن إلى جانب الفعاليات الرسمية.

وأشار أبو امطير، إلى أن "الغبيط" أداة ورثوها عن آبائهم وأجدادهم وهى بمثابة "المقعد" الذى يجلس عليه الهجان على ظهر البعير، ويعد بشكل مدروس ليحكم وثاقة على ظهر الجمل، ويتزين "بالخرج" وهو بمثابة مكان لحفظ كل المؤن أثناء التنقل من مكان لمكان ويكون هذا "الخرج" منسوج من خيوط زاهية اللون تعد بفن وحرفية  ويسمى الخرج "الرياشي" نسبة لقبيلة الرياشات التى تمتلك مهارة فن وصناعة "الخرج".

وتابع أبو امطير، إن الغبيط يعد أصغر من "الوثر" وهو المعروف بوضعه على ظهر الراحلة أيضا أثناء تنقلها، ويستخدم على وجه الخصوص ليركبة الهجان الماهر، لقطع مسافات طويلة على ظهره أو أثناء السباقات الشعبية فى الأفراح والأعياد.

وأكد أنهم يسعون إلى أن يكون إلى جانب كل فعالية سباق هجن أشواط خاصة بعروض الهجانة على ظهر الغبيط، كما أنهم يعدون لعروض تراثية منوعة على  فى مهرجان الهجن فى ميدان شرم الشيخ مارس القادم.

وأوضح أن هذه العروض ضمن عروض ومسابقات الجمال يتميز بها أهل سيناء، كما فى الخليج يتميز اهلها بأشواط " لعرضه" وهى مهارات رياضية على ظهور الإبل، لافتا انه بعد استخدام الراكب الآلى فى السباقات، اختفت كل ملامح السباقات التقليدية، وأنهم بهذه العروض يحافظون على بقائها حتى لا تسقط من الذاكرة، موضحا انهم قاموا بإحضار أدوات الغبيط وصناعتها وعمل دورات للشباب لكيفية تنفيذ العروض، وأن عددهم بعد كان قليلا وصل لنحو 100 من الهجانة المدربين بينهم شباب فى مقتبل العمر وكبار سن ممن يحفظون هذا الموروث بشكل جيد ويعلمونه للصغار.

وقال الباحث فى التراث جازى بن سعيد الترابين، إن "الغبيط" هو جزء من تراث الإبل المحفوظ عند بدو سيناء، حيث الاعتناء بها لايزال حاضرا، مشيرا ان من بين أدوات ركوب الجمال هى "الوثر" للركوب والنقل ، ويتم صنعه بحشو كيس الخيش من " العقير" وهى أعواد  القش الغير مدروس مفروك الحب، وكذلك الضلاف والشواغير، والغبيط  الحميدي، وهو اصغر حجما من الوثر و محشو من القش العقير،وقطعتان من الخشب تسمى "الغزالين " تربط بينهما من الأمام والخلف ، وتصل بينهما " العواطي" وهى أعواد ع لربط الغزال الامامى بالخلفي، وكل ناحية لها عودان متقاطعين ومثبتين فى الغزالين،ويغطى بالمشمع ويوضع على سنام البعير.

وأضاف أن من الأدوات التى تستخدم عند ركوب الجمال  "الرسن" وهو المقود المعروف للجميع، و"البطان"، وهو حبل وفيه حلقة من الحديد لإحكام الربط و يستخدم لتثبيت الوتر أو الغبيط على ظهر البعير، و "الحقب" وهو للجمل للسفر الطويل والتهجين ونقل الأحمال، و "الذفر" وهو حبل مربوط بمؤخرة الوثر من طرفى الحبل يوضع من تحت ذيل البعير للتحكم فى الأحمال على ظهره والوثر حتى لا يقع للأمام، وهناك "العذار" يوضع من خلف الرأس تحت الأذنين، و"الخزام" للجمل الذى يصعب السيطرة عليه ،وموضعه فى فتحة فى خشم البعير، ويوضع بها خيط متين "حلقة"، ويربط بها الخزام فيتم التحكم فى الجمل بالرسن والخزام.

وأكد أن من بين الأدوات "الغرضة" وهى مصنوعة من شعر الماعز تنسج، وتتدلى على النصف الخلفى من البعير بعدد من 2 إلى 4 ، وفوق هذا كله يوضع  "الخرج"، وله أنواع بينها ما يصنع من قماش المشمع، و الخرج "الرياشى"، وهو المنسوج نسبة إلى قبيلة "الرياشات" المشهوره فى صناعته واتقان جودته بحرفية، كما أن هناك "الدويرع والميركه"، وهى أدوات تعلق بالغبيط وتتدلى على كتفى البعير، و"الجاعد" للجلوس عليها فى ( بحر الغبيط) وهى المسافة بين الغزالين، وهناك "الحجزة"، وهى مصنوعة من الصوف أو بطانية وموضوعة خلف الغبيط عكس الإتجاه،  و"الحوية"، وتوضع خلف الراكب فى الغبيط على مؤخرة البعير وتثبت من الامام وتربط على صلب البعير ويركب فيه الشخص ويقال عنه "مردوف"، و "القربة"، والمزودة للدقيق، و"الكمامه" للجمل و"البلام" فيمتنع الجمل عن الهدير، والحماية من غدره إذا حاول عض راكبة .

 

اثناء التنقل
اثناء التنقل

 

الجمال على طبيعتها فى الجبال
الجمال على طبيعتها فى الجبال

 

الحديث والقديم
الحديث والقديم

 

خليل ابو امطير الاحيوى
خليل ابو امطير الاحيوى

 

زينة الجمل
زينة الجمل

 

عرض زينة الابل
عرض زينة الابل

 

على الجمال
على الجمال

 

محبى التراث يلتقون على ظهور الابل
محبى التراث يلتقون على ظهور الابل

 

مشاهد للعروض_1
مشاهد للعروض_1

 

هجانة على الجمال بالغبطان
هجانة على الجمال بالغبطان

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع