سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 22 ديسمبر 1986.. أحمد بهاء الدين يؤكد تمسكه بكل كلمة كتبها فى كتابه «محاوراتى مع السادات».. وموسى صبرى يتهمه بالنرجسية

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 22 ديسمبر 1986.. أحمد بهاء الدين يؤكد تمسكه بكل كلمة كتبها فى كتابه «محاوراتى مع السادات».. وموسى صبرى يتهمه بالنرجسية
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 22 ديسمبر 1986.. أحمد بهاء الدين يؤكد تمسكه بكل كلمة كتبها فى كتابه «محاوراتى مع السادات».. وموسى صبرى يتهمه بالنرجسية

تواصلت معركة الكاتبين الصحفيين، أحمد بهاء الدين، وموسى صبرى، حول ما ذكره بهاء فى كتابه «محاوراتى مع السادات»، وبدأ موسى المعركة يوم 18 ديسمبر 1986، باتهام «بهاء» بأن الذاكرة خانته، خاصة فى واقعة زيارة موسى له فى منزله، ورفض بهاء لطلبه بالذهاب معه للقاء مصالحة مع الرئيس السادات فى أسوان.. «راجع، ذات يوم، 18 ديسمبر 2021».

 

نشرت «الأخبار» يوم 22 ديسمبر، مثل هذا اليوم، 1986، رد «بهاء»، مؤكدا أنه متمسك بكل كلمة كتبها فى كتابه، وتحدى «موسى» فى روايته حول ما دار أثناء زيارته له فى منزله، حيث كان مريضا بالأنفلونزا، قائلا: «أقترح إذا كان هذا الكلام مسجلا كما تقول فى مذكراتك أن تطلع عليها أى صديق مشترك لنا، وسوف أقبل شهادته بلا تردد، وبالتالى فإن تعليقى الوحيد هو أننى متمسك بكل كلمة كتبتها دون أى تعديل، بما فى ذلك واقعة زيارتك لى لاصطحابى معك إلى أسوان لمقابلة الرئيس السادات».

 

أضاف بهاء: «أؤكد لك أننى لم أطلب مقابلة السادات قط منذ ديسمبر 1977، وبالتالى لم يحدث قط أن رفض السادات مقابلتى، وكنت أقول لمن يحدثنى فى هذا الموضوع فى تلك الفترة: لا شك أنه يشرفنى دائما أن أقابل رئيس دولتى مهما كان الخلاف السياسى، خصوصا إذا كان السادات بالذات الذى عرفته جيدا، ولكن أى لقاء سيكون غير ذى موضوع.. فأنا مختلف معه سياسيا وعلى مسائل جوهرية، والرئيس أمر بمنعى من الكتابة فى الأهرام لهذا السبب، وأن نلتقى معناه إما أن يعدل عن آرائه السياسية وهو أمر غير معقول طبعا، وإما أن أغير أنا من آرائى الأساسية من أجل أن أعود إلى الكتابة فى الأهرام، وهو أيضا أمر غير وارد.. فماهو المتوقع إذن من هذا اللقاء».

 

وكشف «بهاء» عن أن السادات عرض عليه العودة إلى رئاسة تحرير الأهرام بعد وفاة رئيس تحريرها على حمدى الجمال، يوم 11 سبتمبر 1979، وأن السيدة جيهان السادات هى التى نقلت إليه هذا العرض، ولكنه اعتذر لنفس السبب السابق المنطقى.. وأضاف: «طبعا تستطيع السيدة جيهان لو أرادت أن تكذب هذه الواقعة أيضا.. ولكننى مرة أخرى أقول إننى أسجل بأكبر قدر من الأمانة ما حدث، ومن حق أى إنسان بعد ذلك أن يقول ما يشاء، وأنت تعرف أننى لم أتعود محاولة التقرب من أى صاحب سلطة، ولا محاولة الادعاء أمام الناس أننى صاحب علاقة مع مسؤول أيا كان، ولكن ليس سرا أن الرئيس السادات وهو ما أعتز به حتى بعد أن سافرت إلى الكويت، كان يستدعينى كى أكتب له خطاباته الكبرى فى المناسبات المهمة، وتعاقب فى تلك الفترة على منصب سفير مصر فى الكويت دبلوماسيان كبيران، السفير عز العرب أمين، ثم السفير ممدوح عبدالرازق، وكان كل منهما هو الذى يبلغنى استدعاء الرئيس السادات لى وبالمكان المحجوز على الطائرة، ويمكنك الرجوع إلى أحدهما أو كليهما».

 

ذكر «بهاء»: «كذلك ليس سرا أننى كتبت للرئيس السادات بعض الوثائق المهمة، مثل «ورقة أكتوبر»، والمذكرة المشهورة التى أرسلها إلى معمر القذافى، بعد أن طلب من ممدوح سالم «رئيس الوزراء» أن يرسل لى كل أوراق الدولة السرية والمراسلات الخاصة بعلاقات ليبيا فى تلك المرحلة، والأمثلة كثيرة، والأحياء كثيرون، كما أن بعض الأوراق بخط الرئيس السادات ما زالت لدى حتى الآن، رغم أننى لست من هواة حفظ الأوراق ولا كتابة مذكرات يومية، فأنا أيها الزميل العزيز لا أنتحل وقائع ولا أتمسح فى ذكرى، ولو شئت لكتبت أضعاف ما كتبت فى هذا الكتاب، ولكننى ألزمت نفسى بكل مسؤولية أدبية وأخلاقية من وجهة نظرى طبعا التى قد تخالفنى فيها».

 

وحول ما نسبه موسى إلى بهاء، بأن سفره إلى الكويت كان بغرض عمل بوليصة تأمين كبيرة القيمة لأولاده، قال بهاء: «إن هذا الأسلوب من الإيحاء غير برىء»، وأوضح أنه سافر بعد أن أصيب بجلطة فى شريان المخ أدت إلى شلله شهرين، وسافر إلى مستشفى البحرية بأمريكا للعلاج، ولأن الأطباء طلبوا منه الابتعاد عن العمل الشاق والتوتر سنتين على الأقل استقال من رئاسة تحرير الأهرام، ووافق على عرض رئاسة تحرير «العربى» الكويتية لأنها مجلة شهرية ثقافية، لا تحتاج إلى جهد شاق.. وأضاف بهاء: «ليس العمل لتأمين مستقبل أسرتى عيبا ما دام علنيا ورسميا وشريفا، ولكننى أؤكد لك، ولعلك تعلم ذلك أن فترة عملى فى الكويت لم تحقق لى مع الأسف «بوليصة التأمين» هذه التى تتحدث عنها أو تتخيلها، فأنت تعرف أن الذى يعمل نظير مرتب شهرى ثابت لا يحقق ثروة فهو ليس تجارة ولا مقاولات ولا استيراد ولا تصدير».

 

رد موسى بتعليق طويل، متهما «بهاء» بالنرجسية التى جعلته يضع السادات أمامه وكأنه «تلميذ خائب يتوسل لأستاذه أن يمن عليه بدرجة النجاح».  


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع