سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 9 يوليو 1969 .. الكتيبة 43 صاعقة تبدأ معركتها البطولية فى لسان «بور توفيق» ضد إسرائيل

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 9 يوليو 1969 .. الكتيبة 43 صاعقة تبدأ معركتها البطولية فى لسان «بور توفيق» ضد إسرائيل
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 9 يوليو 1969 .. الكتيبة 43 صاعقة تبدأ معركتها البطولية فى لسان «بور توفيق» ضد إسرائيل

أصدر الفريق أول محمد فوزى، وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة، «يونيو 1967 - مايو 1971» توجيهاته إلى قيادة الجيش الثالث الميدانى باحتلال «لسان بور توفيق»، وتدمير قوات العدو الإسرائيلى به، ويذكر فى مذكراته «حرب الثلاث سنوات- 1967 - 1970» عن «دار المستقبل العربى- القاهرة» الأسباب التى دعته إلى ذلك قائلا: «ظهرت أهمية لسان بور توفيق بعد عملية إصابة معمل تكرير الوقود ومخازنه فى الزيتية جنوب السويس، حيث يمكن موقع اللسان من استخدام العدو لنيران المدفعية المباشرة ضد منطقة البترول وميناء الأدبية، علاوة على عدم إمكانية استخدام ميناء السويس نفسها بحرية تحت تهديد نيران العدو المباشرة»، ويؤكد فوزى أنه فور إصدار توجيهاته، أنه بدأت قيادة الجيش التخطيط للعملية، وخصصت الكتيبة 43 صاعقة للقيام بها.

 

جاءت توجيهات «فوزى» أثناء خوض الجيش المصرى لحرب الاستنزاف ضد العدو الإسرائيلى بعد نكسة 5 يونيو 1967، واحتاج تنفيذ هذه العملية إلى تدريبات واستعدادات خاصة يتذكرها اللواء معتز الشرقاوى، أحد أبطال سلاح الصاعقة المصرية، وشارك فيها وكان برتبة «ملازم أول».

 

يكشف «الشرقاوى» فى حوار خاص أجرته معه «مجموعة 73 مؤرخين» ومنشور على موقعها الإلكترونى، أن المقدم صالح فضل قائد مجموعة الصاعقة التى تشمل الكتائب 33 و43 و53 تلقى التعليمات بتنفيذ العملية، وكان الرائد أحمد شوقى قائدا للكتيبة 43، بينما يقود الكتيبة 33 الرائد خالد نديم، ويقود الرائد أسامة إبراهيم الكتيبة 53، وبدأت أعمال التحضير على مستوى قيادة المجموعة من أعمال استطلاع ودراسات، وبعد فترة من الاختبارات تم اختيار الكتيبة «43 صاعقة» للقيام بتلك العمليه نظرا لاعتبارات معينة ومعايير محددة، وضعها قائد المجموعة المقدم صالح فضل، ويضيف الشرقاوى: «بدأ التدريب فى أحضان جبل عتاقة، وكان يتم التدريب بالذخيرة الحية بطريقة تجعل أى مسؤول عسكرى يرانا نتدرب يصاب بالهلع من خطورة وشدة التدريب وكأننا فى أرض قتال فعلية، وانتقلنا إلى معسكر بالقرب من حلوان، لضمان سرية أكثر فى التدريب، يؤكد الشرقاوى: «كنا معزولين تماما عن الدنيا، ولم نكن نعرف الهدف الذى سنقوم به، حتى عرفنا أنه لسان بور توفيق».

 

استمرت التدريبات يوميا لمدة تزيد على الشهر، وانضمت إليها سرية قاذفات لهب من سلاح الحرب الكيماوية، ومهندسون عسكريون، وقبل التنفيذ بثلاثة أيام تم التجهيز للتحرك إلى بور توفيق، ويؤكد «الشرقاوى»، أنه زار عدة مرات كتيبة المظلات فى القطاع المواجة لموقع لسان بور توفيق الذى تحتله إسرائيل للوقوف على آخر معلومات عما يحدث فى الجانب الآخر، ويكشف: «كان قائد سرية الهاون 120 ملم فى تلك الكتيبة ضابط صديق لى اسمه سليمان الحضرى، وأخبرنى بوجود 44 دبابات متمركزة فى الموقع بصورة دائمة، وأن سيارة كانتين «تعيينات وترفيه» إسرائيلية تقودها فتاة فائقة الجمال تأتى يوميا إلى الموقع».

 

 يواصل «الشرقاوى»: «تحركنا إلى بور توفيق على هيئة جماعات صغيرة، وإمعانا فى التمويه أعد قائد الكتيبة بالتعاون مع قوات المظلات أكثر من بدروم بالفيلات المواجهة للقناة، لكى تكون مكان تمركز للقوات التى ستنفذ العملية، وكانت معداتنا تصل إلينا عبر سيارات نقل مموهة تصل ليلا بدون أن تلفت انتباه العدو، وظللنا فى بدروم العمارة يومين وليله واحدة»، لكى لا يتم رصدنا بواسطة العدو أو بواسطة البوليس الدولى المنتشر على ضفتى قناة السويس».

 

يضيف «الشرقاوى»: «وصلت سرية مدفعية ذاتية الحركة 1522 ملم محملة على دبابات جوزيف ستالين بقيادة الرائد سامى المصرى لتدعيمنا، وانتشرت تلك المدافع بجوار المبانى تحقيقا للإخفاء والتمويه، وكانت خطة التمويه قد بدأت قبل وصولنا إلى بور توفيق بسبعة أيام، حيث قامت مدفعية الجيش الثالث بعمليات قصف مدفعى منتظم طوال هذه الأيام وفى وقت محدد من الرابعة بعد الظهر إلى الخامسة، فتعود العدو اللجوء إلى الملاجئ فى ذلك الوقت، وتم اختيار موعد التنفيذ فى الخامسة عصرا، وفى وجود ضوء الشمس ساطعا نظرا لأن سرعة التيار تكون صفر تقريبا والبحر فى أعلى مد فى ذلك التوقيت».

هكذا كان كل شىء معدا بتخطيط متقن، وبدأ التنفيذ يوم 9 يوليو «مثل هذا اليوم» من عام 1969، حتى ليل العاشر، فماذا حدث فيه؟.

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع