"الإندبندنت": اجتماع زعماء الكواد لأول مرة وجها لوجه يمثل تهديدا جديدا للصين.. بلدان المجموعة الرباعية لديها نزاعات حدودية مع بكين.. الصين تترقب تحركات أمريكا الأخيرة وتصف ما يجرى حاليا بتمهيد لظهور "ناتو" جديد

سلطت صحيفة الإندبندنت البريطانية الضوء على اجتماع مجموعة الكواد (Quad) أو النقاش الأمني الرباعى الذى جرى أمس الجمعة بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية، اليابان، أستراليا، والهند في غرفة الشرق بالبيت الأبيض.

ولفتت الصحيفة إلى رد فعل الصين صوب هذا الاجتماع الذى حرص دائما على التقليل من شأن هذه المجموعة، لكن صحيفة جلوبال تايمز المتحدثة باسم الحزب الشيوعى الصينى وجهت خطاب شديد اللهجة اليوم إلى هذا الاجتماع.

انتقدت الصحيفة الصينية الرئيس الأمريكى جو بايدن متهمة إياه بتفضيل المصالح الأمريكية والنرجسية بشكل فاق سلفه الرئيس السابق دونالد ترامب، حسب ما ذكرت الإندبندنت.

في أخر اجتماع افتراضى بين مجموعة الكواد في مارس الماضى نوقشت أمور مثل توفير مليار جرعة لقاح لفيروس كوفيد-19 لبعض الدول في أسيا بحلول العام 2022، لكن فى الاجتماع الأخير كانت الصين هى لب الحديث وتوسعاتها المزعومة في منطقة المحيطين الهندى والهادئ.

لقاء زعماء مجموعة الكواد فى البيت الأبيض
لقاء زعماء مجموعة الكواد فى البيت الأبيض

ويرى تقرير الإندبندنت أن مجموعة الكواد تمثل تهديد عسكرى وإستراتيجى لبكين أكثر من حلف الأوكوس (Aukus) الذى يجمع بين كل من بريطانيا، أمريكا، وأستراليا، رغم أن الأخير يحظى بتغطية إعلامية أكبر نظرا لفسخ أستراليا لتعاقد أبرمته مع فرنسا لشراء غواصات تفضيلا لغواصات نووية أمريكية.

ويوضح التقرير أن سبب تهديد مجموعة الكواد لبكين أن بلدين فى المجموعة يرون في الصين تهديد مباشر حتى ولو استخدموا لهجة مغلفة بالهدوء في العلن، البلدين هما الهند واليابان، فالأولى لديها خلافات حدودية مع الصين في جبال الهيمالايا، والثانية تتنازع مع الصين في جزر سينكاكو المتواجدة شرق بحر الصين.

أجرت أساطيل دول مجموعة الكواد الشهرالماضى مناورة بحرية تسمى مالابار بساحل جوام الأمريكية، وكانت المناورة طقسا سنويا يجمع بين البحرية الأمريكية والهندية منذ تسعينيات القرن الماضى لكنها شهدت توقف طويل قبل أن تعود ضامة كل من أستراليا واليابان.

جانب من مناورات مالابار التى جمعت بين دول الكواد العام الماضى
جانب من مناورات مالابار التى جمعت بين دول الكواد العام الماضى

واشتركت دول الكواد في شهر أبريل الماضى مع فرنسا فى مناورة لابيروز في خليج البنغال، حيثت ترى إدارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أن على فرنسا التواجد بشكل أكبر في منقطة الهندى-الهادى.

وكان اجتماع الأمس هو أول اجتماع يجرى وجه لوجه بين زعماء الدول الأربعة منذ تأسيس المجموعة قبل 14 عاما، وهو ما اعتبرته الإندبندنت علامة فارقة لرغبة هذه الدول في لعب دور أكبر خلال المرحلة القادمة، لمواجهة توسعات الصين المزعومة في بحر الصين الجنوبى، وسيطرتها المحكمة في هونج كونج، وتهديدها الأخير بغزو تايوان.

وأبدى رئيس الوزراء اليابانى "يوشيهيد سوجا" شكواه بشكل متكرر من اختراقات السفن الصينية لمياه جزر سينكاكوا، وقد بلغ عدد المرات التى اخترقت فيها الصين هذه البحيرات 157 مرة خلال العام الجارى حسب وسائل الإعلام العالمية.

وعلى جانب أخر تعرضت استراليا التي تعتبر الصين شرك تجارى ضخم لزيادات ضريبية على صادراتها للصين وبعض الهجمات الإلكترونية بسبب مطالبتها العام الماضى بفتح تحقيق خاص حول أسباب انتشار فيروس كورونا، ومشاركتها في مناوروات مالابار البحرية.

ويتوقع المراقبون حسب صحيفة الإندبندنت مزيد من العقوبات الاقتصادية من جانب الصين على استراليا التى من شأنها الإضرار باقتصاد كانبرا.

وكانت الصين قد رأت دائما في اجتماعات مجموعة الكواد شيئا أقرب إلى "زبد البحر" حسب ما وصفها وزير الخارجية الصينى وانج يى من قبل، لكن بدءا من العام الماضى أصبحت بكين ترقب تحركات مجموعة الكواد كتهديد محتمل لأمنها القومى على المدى القريب.

وكانت اجتماعات المجموعة قد ناقشت أمورا أخرى تمس السياسات الصينية مثل تطوير شبكات الجيل الخامس من الإنترنت وصناعة أشباه الموصلات التى تحتكرها الصين بشكل كبير.


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع