الحكاية بدأت باستغاثة من إحدى المستشفيات بدولة بوروندي التى ولد فيها التؤام الملتصق، تعاملت مع هذه الاستغاثة السفارة المصرية هناك وأرسلتها لعدة جهات فى مصر منها جامعة عين شمس وجامعة القاهرة ، وبعد دراسة تفاصيل الحالة تم التنسيق مع السفارة المصرية والخارجية المصرية ووصلت الحالة مصر فى نوفمبر 2019 ، لتبدأ الفحوصات والتجهيزات الخاصة بالعملية من أشعة وتحاليل ومناظير حتى قرار الفصل فى مايو الماضى بعد حوالى سنة ونصف من التحضير والتجهيز للعملية.
وعقب العديد من الاجتماعات التحضيرية تم الاستقرار على إجراء الجراحة وعملية الفصل باستخدام تكنيك ممددات الأنسجة تحت إشراف أطباء قسم جراحة التجميل لتوفير أنسجة تكفي للجراحة و فصل كل تؤام بشكل منفصل، وتم ذلك على عمليتين متتاليتين خلال الأشهر الستة الماضية، إلى حين الوصول لمرحلة عملية الفصل التام.
فى البداية قال الدكتور طارق يوسف مدير مستشفى الدمرداش الجراحي، إن عملية فصل التؤام الملتصق أجريت مجاناً مع تحمل جامعة عين شمس كافة نفقات الإقامة و العلاج والرعاية الطبية.
وأضاف مدير مستشفى الدمرداش الجراحي، لـ"اليوم السابع"، أنه تم فصل مناطق الالتصاق في منطقة البطن والفخدين وبعض الأعضاء المشتركة في الجهاز الهضمي و التناسلي و البولي.
وأكد الدكتور طارق يوسف أن التحضير لإجراء الجراحة استغرق عام كامل منذ استقبال التؤام وعمرهم 3 أشهر وبالتنسيق مع وزارة الخارجية المصرية تم التواصل مع مستشفيات جامعة عين شمس، نظراً لكفاءة الأطقم الطبية بها وخبرتهم في مجال عمليات فصل التوائم.
وأشاد الدكتور طارق يوسف بجهود الفريق الطبي وبخاصة الدكتور علاء الغنيمي استشاري جراحة الأطفال بمستشفيات جامعة عين شمس وهو طبيب مصري هاجر إلى فرنسا و تم إبرام بروتوكول أستاذ زائر معه وشارك مع الفريق الطبي في إجراء هذه الجراحة الناجحة، وتم التواصل معه مباشرة وإرسال كافة التقارير الطبية والأشعات وغيرها وجاء خصيصاً من فرنسا للمشاركة في جراحة فصل التوائم.
وأشار مدير مستشفى الدمرداش ، إلى أن العملية استغرقت 16 ساعة قام فيها كل فريق طبي بدوره ، بدءاً من جراحة التجميل ثم جراحة الجهاز الهضمي وجراحة الأطفال تحت إشراف الدكتور أحمد مدحت و الدكتور علاء الغنيمي، ثم فريق جراحة العظام و التخدير والرعاية المركزة، و حالة التؤام مستقرة و يخضعون للرعاية الطبية الكاملة.
ومن جانبه قال الدكتور محمد أمين أستاذ جراحة التجميل بطب عين شمس، إن التحضير للعملية بدأ منذ ما يقرب من عام ونصف بوضع خطة العلاج وزراعة ممدات أنسجة.
وأضاف أستاذ جراحة التجميل بطب عين شمس، فى تصريحات خاصة لليوم السابع، أنه تم زراعة 4 ممدات أنسجة وتكبيرها حتى الوصول للحجم المناسب لإجراء العملية، لافتا إلى أن الطفلين حالتهم مستقرة.
وفى نفس السياق قال الدكتور طارق حسن أستاذ جراحة عظام الأطفال، أنه تم العمل على غلق لحلقة الحوض وعمل شق عظمى لعظمة الحوض على الجانبين الأيمن والأيسر وغلقهما بخيوط جراحية تمر عبر العظام والغضاريف.
فيما أكد الدكتور طارق شبانة مدرس التخدير وأحد المشاركين فى عملية تخدير الطفلين قبل العملية ، أن التجهيز للعملية كان على أعلى مستوى ، لافتا إلى أن الإفافة للطفلين كانت ممتازة بكون ألم وهو ما يؤكد على التخدير السليم.
وأشار الدكتور طارق شبانة ، إلى أن عملية تحذير الطفلين كانت على التوالي نظرا لوضع الطفلين الصعب حيث تم تخدير كل طفل بمفرده.
وفى سياق آخر كشف الدكتور أحمد بسيونى تفاصيل استقبال الطفلين من دولة بروندى، موضحا أن الحكاية بدأت باستغاثة من إحدى المستشفيات بدولة بوروندي التى ولد فيها التؤام الملتصق، تعاملت مع هذه الاستغاثة السفارة المصرية هناك وأرسلتها لعدة جهات فى مصر منها جامعة عين شمس وجامعة القاهرة.
وتابع: وبعد دراسة تفاصيل الحالة تم التنسيق مع السفارة المصرية والخارجية المصرية ووصلت الحالة مصر فى نوفمبر 2019 ، لتبدأ الفحوصات والتجهيزات الخاصة بالعملية من أشعة وتحاليل ومناظير حتى قرار الفصل فى مايو الماضى بعد حوالى سنة ونصف من التحضير والتجهيز للعملية.
أما والدة التؤام الملتصق "جانين" فعبرت عن مدى سعادتها بنجاح فصل تؤامها باكية، قائلة: "مسرورة جدا أن حال الطفلين الآن مختلف كنت اتعب جدا عندما أشاهدهم يبكون وفى المستقبل سيكونوا كباقى الأطفال يتحركون بشكل طبيعى مختلف عما كانوا فى السابق اشكر جميع من قاموا بهذه العملية".
وتابعت : "حزنت عندما علمت أننى رزقت طفلين ملتصقين وهناك فى بوروندي هذه الحالة فريدة ونتيجة المعتقدات الخاطئة كام يقول البعض لى أن هذا من عمل الشيطان ولكنى اؤمن أنها قدرة الله وان الله قادر على كل شئ وعندما اعود بعد نجاح العملية سأقول وأثبت لهم ذلك ".
هذا الخبر منقول من اليوم السابع