سخر عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعى، من استغلال الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، لنظيره القطرى تميم بن حمد، لتمويل أطماعه فى منطقة الشرق الأوسط بأموال الشعب القطرى، حيث يجرى أردوغان، مؤكدين أن "أردوغان" يعتمد على الحصول على تمويلات إضافية، بعد تأزم موقفه داخلياً وفشل سياساته الإرهابية خارجياً، بالتزامن مع تعرض الحليفين القطرى والتركى إلى رفض عربى ودولى، خاصة بعد أطماع أنقرة في منطقة شرق المتوسط.
وتعيش تركيا أزمة مالية على صعيد الوضع الداخلى، وعلى صعيد المشروعات الخارجية، وبالتالى يلجأ "أردوغان" لتكثيف الضغط على النظام القطرى لرفع قيمة الاستثمارات القطرية مما هو أعلى من 15%"، في الوقت الذى تعيش فيه أنقرة أزمة مالية، حيث بدأت بشكل لافت للنظر خفض رواتب موظفي الخطوط القطرية، وتعليق خطط التوسع بها، وآخرها تقليص قناة الجزيرة ميزانيتها بنسبة 40%.
ويواصل الرئيس التركى، الضغط على قطر لتمويل حملاته العسكرية، في محاولة لإحياء القرصنة العثمانية في البحر الأبيض المتوسط، إلى جانب تمويل المشروع الذي لم تتمكن أنقرة من تنفيذه رغم ضخ أموال ضخمة لفرض حكم الجماعات المتطرفة في دول المنطقة، وعلاقة قطر مع الرئيس التركى تكلفها الغالي والنفيس، وأن أردوغان عرف كيف يحلب البقرة القطرية، وكانت خطته ولا تزال، ابتزازهم وتحويلهم إلى بقرة نقدية تنقذ الاقتصاد التركي من أزمته المالية المزمنة، مما يعني أن قطر ستظل عالقة في مشروع أردوغان إلى أجل غير مسمى.
فنجد الرئيس التركى تارة يواصل الضغط على النظام القطرى، وأخرى يستعطف الأموال القطرية خاصة بعد أن فشلت الزيادات في الأسعار والضرائب داخل تركيا في رفع المدخول المالي للدولة، مما يدفعه إلى جمع تمويلات قطرية لدعم المليشيات الإرهابية المعاونة له، والجماعات المسلحة المدعومة من أنقرة بصورة مباشرة.
وفى حقيقة الأمر أموال الغاز القطري لعبت دورا هاما في تمويل تلك الصراعات والحروب في المنطقة، خاصة وأن تركيا لا تستطيع تحمل أعبائها في ضوء الأزمات الاقتصادية والمالية المتتالية التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة، مما يجعل تركيا في حاجة ضرورة إلى مساعدة مباشرة من حليفتها قطر، التي تضخ أموال بشكل منتظم في الاقتصاد التركي في شكل ودائع واستثمارات، وعلى الرغم من محاولة قطر وتركيا تصوير علاقتهما باعتبارها تحالف استراتيجي إلا أن الواقع مختلف بالنظر إلى تأثيرها غير المتناسب، على حد قول أحد المعارضين القطريين، حيث أشار إلى أن هذا العامل "يجعل قطر معزولة في جوارها وعرضة للاستغلال وحتى الابتزاز من قبل تركيا ".
وفى حقيقة الأمر، فإن قطر وتركيا تشتركان في انتماء أيديولوجي مشترك، من خلال دعم واضح وصريح للجماعات المتطرفة من أجل دفع أجندتهم الإقليمية، وقد جعل ذلك قطر الراعي الرئيسي وربما الوحيد للجهود الحربية التركية على الرغم من الصعوبات التي تواجهها الدوحة في أعقاب تأثير وباء فيروس كورونا وتراجع أسعار النفط، لكن لا تملك قطر سوى خيارات قليلة ولا يمكنها إلا أن تقبل المطالب التركية، خاصة بعد أن عززت أنقرة العزلة الإقليمية لدولة الخليج وأغرقت الدوحة في صراع معقد عبر المنطقة.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع