مصرى وإيطالية يحولان المساحات الجبلية بنويبع لحزام أخضر.. الزوجان نفذا فكرة "السياحة الزراعية".. ودشنا مركزا تعليميا يستقبل تلاميذ المنطقة بعد انتهاء اليوم الدراسى.. والصندوق الأخضر آخر المشروعات الناجحة.. صور

نجح الزوجان "ماجد" مصرى الجنسية و"لورينا" إيطالية، فى تحويل مساحات مستوية مابين الحزام الجبلى وخليج العقبة فى مدينة نويبع بجنوب سيناء، لحزام أخضر بعد أن كانت أراضى فضاء ونقاط زراعة محدودة غير مفعلة الجدوى، التجربة بدأت بمزرعة صغيرة تعوض تراجع دخل السياحة، وأصبحت مشروعا زراعيا وسياحيا متكاملا للاستفادة من تربة الأرض، ومن أجواء الطبيعة الساحرة لجذب السائحين لها بنمط لأول مرة يطبق فى مصر وهى السياحة الزراعية والسياحة التعليمية والسياحة التطوعية .

البداية كما رواها "ماجد السعيد" لـ"اليوم السابع"، بدأت قبل 25 عاما عندما وصل لمدينة نويبع بجنوب سيناء هو وزوجته الإيطالية "لورينا".

وأوضح السعيد أنه من مدينة القاهرة وأنه حصل على شهادة جامعية من كلية الألسن قسم إيطالى فرنساوى، ولحبه لكل جديد وغير تقليدى سافر إلى إيطاليا فترة للعمل وهناك تعرف على "لورينا"، التى تزوجها ورزقا بثلاث أولاد وهم ياسمين وكريم ويوسف.

وأضاف أنه عند عودته لمصر فى مطلع التسعينيات فضل العمل فى مجال السياحة هى مدينة شرم الشيخ، وفيها افتتح مكتب سياحة وتعرف على كل مدن ومناطق جنوب سيناء السياحية .

بعدها اتجه للاستثمار فى مجال السياحة بمدينة نويبع عام  1994 بمخيم على شاطئ نويبع قوامه 10 غرف و3 مطاعم.

وأضاف أنه وزوجته وقعا فى حب نويبع وقررا أن يكون المكان مستقرا لهما، وشيدا بيتا لهما فى المكان حيث يستقبلان السائحين من كل دول العالم، وفى وقت الدراسة تغادر زوجته وأبناؤه للقاهرة بينما يبقى هو يدير المكان.

وقال: استمر الوضع يسير بشكل جيد من عام 1994 حتى 2004 كانت الأوضاع السياحية مزدهرة، ومع بداية الأزمات السياحية التى شهدتها المنطقة، وإغلاق كثير من المشروعات السياحية أبوابها، قررت أن أفكر بشكل مختلف فقمت بشراء قطعة أرض تبعد عن المخيم قرابة كيلو متر وفى ظهير مناطق التخييم على الشاطئ، وكان هذا فى عام 2007 وأطلقت عليها اسم مزرعة حبيبة، والهدف تأمين توفير غذاء آمن من الخضروات مع صيد البحر من السمك لتوفير أدنى متطلبات الوجود بعد اضمحلال الدخل السياحى .

وتابع أن هذا قاده لكشف أن مدينة نويبع بها مقومات زراعية تفوق الخيال، حيث أن الأرض خصبة، وانتشرت الفكرة من حوله للسكان وكانت المزرعة بمثابة نقطة تحول للمكان، وتشجيع لنشر اللون الأخضر وتوفير منتج زراعى جيد بدون أسمدة عضوية .

وأضاف أنه وزوجته استفادا من فكرة فى إيطاليا وهى "السياحة الزراعية"، نظرا للتواجد فى منطقة هى أصل السياحة، وتم بالفعل تطبيقها وفكرتها استضافة سائحين يقيمون فى بيت وسط المزرعة ويقومون بنفسهم بمتابعة زراعة الأرض، وتناول منتجات هم من يزرعونها، وبهذا نجح فى جذب للسائحين وزراعة أصناف جديدة.

وقال إن زوجته بدورها شيدت وسط المزرعة مركزا تعليميا يستقبل تلاميذ المنطقة بعد انتهاء اليوم الدراسى ويتم فيه تدريبهم وتعليمهم على حرف بيئية واكتساب مهارات الرسم وتعلم اللغات .

وأكد أن طموحهم للتطوير لم يتوقف حيث تم إبرام بروتوكول تعاون مع معهد بحوث الصحراء لتكون المزرعة مكان بحث للدارسين كم تم الاتفاق مع الجامعات على استقبال الدارسين فى مجال الزراعة وطلبة الماجستير والدكتوراه الذين يقومون بأبحاث فى مجال المياه والصحراء والزراعة ومكونات البيئة.

وأضاف أنهما لم يتوقفا عند هذا الحد، ولأن المكان يحتاج لخدمة وخبرات كثيرة فكان لابد من سياحة التطوع وهو نمط سياحى معروف فى العالم  ويقوم باستضافة متطوعين مقابل استضافتهم هو الاستفادة بخبراتهم بينهم شباب لديه إمكانيات بدنية للعمل فى الزراعة وكبار سن يمتلكون خبرات منوعة فى التعليم والطب والهندسة وغيرها .

وقال إن هذا يخدم "مجتمع حبيبة" وهو اسم المكان حيث يوجد من يزرع ومن ينتج ومن يعلم الأطفال فى المركز التعليمى وفى البيوت للسيدات .

وأوضح أنه قرر و7 مزارعين آخرين، تقديم فكرة الصندوق الأخضر، والتى تتيح توفير سلة غذاء من خضروات وفواكه فى سلة واحدة وتوصيلها لمن يطلبها أون لاين، ونجحت الفكرة ويتم التسويق فى مدن سياحية كبرى فى جنوب سيناء وهى دهب وشرم الشيخ  .

ولخصت الزوجة "لورينا"، تجربتها بقولها انها سعيدة انها استقرت مع زوجها فى هذا المكان وأصبحت يقيمان به إقامة دائمة، وأضافت انها تخصص جزءا من وقتها فى تعليم الأطفال فى المركز الدراسى وتنتقل للبيوت لتعليم الفتيات والسيدات احتراما لتقاليد ابناء البادية .

وأشارت إلى أنها تدرب السيدات على أعمال إنتاج حرفية منها صناعة الصابون العطرى وتشكيل أعمال فنية بالخرز، وتغليف المنتجات العطرية وغيرها .