- " وطنى " لا تنظر للقضية القبطية على أنها قضية طائفة ؛فالمواطن القبطى له كل الحقوق و عليه كل الواجبات
- وطنى نشأت كجريدة مستقلة ليست تابعة للكنيسة ؛لكنها تحمل القضية القبطية على عاتقها
- مصر الأن على الطريق الصحيح، خاصة بعد إقرار الدستور الأخير سنة 2014 و وضع مصطلح " المواطنة " في المادة الأولى منه
- المستقبل للصحافة الرقمية و المواقع الالكترونية لذلك قمنا بتأسيس الموقع الالكترونى لوطنى عام 2000
- الإعلام الدينى سواء المسيحى أو الإسلامى يجب أن يكون خطابه لتقريب الأطراف .
حاوره : ﭽاكلين جرجس
"وطني لو شغلت بالخلد عنه .. نازعتني إليه في الخلد نفسي" بيت رائع من قصيدة هامة لأمير الشعراء أحمد شوقي ، إتخذته جريدتنا شعارًا لها ، ولا أنسى كيف لفت نظري وأنا طفلة لأسأل عن معاني مفرداته عندما رأيته على غلاف "وطني " .. ويبدو أنه كان عنوان عقد وقسم مهني التزمت به الجريدة أمام القارئ والوطن ،أنه لا حياد عن مصالح الوطن مهما عصفت به الأزمات وحاصرته أطماع أهل الشر في الداخل والخارج ..
في لقاء انتظرته كثيرا منذ شغلني شعار الجريدة وأيقنت مبكرا أنني أمام جريدة متفردة الرؤى والأهداف ، تمنيت أن أقترب من بعض تفاصيل تاريخ ذلك الإصدار الخاص جدا ..
ويفتح يوسف سيدهم المهندس المعمارى و رئيس تحرير " وطني " لـ "صوت بلادي " ذلك الأرشيف الزاخر لـــ "الجرنان المسيحى " أى جريدة " وطنى" كما أطلق عليها الأقباط كنوزها الثرية و يحكى لنا كيف كان أنطون سيدهم هدفه الأساسى أن تكون صحيفة يصدرها أقباط لأن الصحف المصرية وقتها كانت تقدم باب للخطاب الدينى الإسلامى و أخبار مؤسسة الأزهر و وزارة الأوقاف فقط ، و فى الفترة من 1978 حتى 1998 - 2000 كان يجاهد انطون سيدهم ليسلط الضوء على مشاكل الأقباط حيث كان يتم التعتيم عليها إعلاميًا مع تقاعس الدولة فى حماية مواطنيها الاقباط و من هنا تبلورت رسالتها فى الدفاع عن حقوق الأقباط .
أما المهندس يوسف سيدهم فقد عاش وسط هذه الأحداث وبدأ التفكير فى الذهاب إلى وطنى بدافع الفضول و مع المداومة على الحضور اسبوعيًا بدأ يكتب للجريدة مقالات بشكل غير منتظم فى البداية إلى أن خصص له الأستاذ فريد عبد السيد مدير تحرير وطنى وقتهاعمودًا اسبوعيًا بالجريدة و بعدها تم قبوله فى نقابة الصحفيين عام 1993 ثم تعينه فيها كمشرف على التحرير وعندما توفى انطون سيدهم عام 1995 ظل الاستاذ سامى عزيز رئيس تحرير وطنى إلى أن وافته المنية سنة 2000 فقام مجلس الأدارة بتعيين يوسف سيدهم رئيسا لتحرير وطنى حتى الأن ... وكان الحوار التالي ..
* أيهما اقرب لقلب يوسف سيدهم المهندس أم الصحفى ؟
مهنة الهندسة هى المهنة التى اخترتها و أحببت دراستها ، تخرجت فى كلية الهندسة عام 1971 ، وعملت كمهندس معمارى فقط لمدة 15 سنة حتى عام 1986،بعدها أصبحت مهندس و صحفى .
فى البداية لم تكن لي أى صله بجريدة "وطنى " ولم أفكر فى الانضمام إليها أو العمل بمجال الصحافة ،لكن حدثت بعض الأحداث بداية من عهد عبد الناصر و أنور السادات جعلتنى أفكر فى الذهاب الى "وطنى" بدافع الفضول وطلب منى والدى أن أكتب و أعبر عن رأيي وعمل ملف كبير و عند فتح باب لجنة القيد فى نقابة الصحفيين أتقدم بأوراقى لم أكن مستعدا لهذه المسؤولية بعد ؛ثم وجدت الاستاذ فريد عبد السيد يقول لى أريد أن أرى مقالك و وجدت منه كل التشجيع و بعدها قال لى سوف اخصص لك عمود أسبوعى ، لقد وضعنى فى مسؤولية كبيرة ؛ثم حصلت على كارنيه النقابة سنة 1993وتم تعينى فى وطنى كمشرف على التحرير وكانت بداية مشوارى الصحفى حتى الأن.
* حدثنا عن " وطني " النشأة والتاريخ والدور وأهم رموزه ؟
فى مرحلة النشأة كانت القوانين وقتها تعطى إمتياز إصدار صحيفة أو مجلة لفرد و ظل اللوجو على جريدة وطنى مكتوب عليه صاحب الإمتياز أنطون سيدهم .
إلى أن كان قرار أنور السادات بإصدار قانون سنة 1981 بتقليص سلطة الصحافة و كان ينص على أن كل إصدارات الصحف و المجلات الممنوحة لأفراد يجب أن تحول إلى شركات مساهمة و إذا توفى صاحب الإصدار قبل إشهار الشركة المساهمة يلغى الامتياز، و فى عام 1992 وجه والدى النداء إلى القراء أن وطنى تحول الإمتياز إلى شركة مساهمة و هى التى تواصل إصدار وطنى .
و كان الحد الأقصى للمساهم 500 جنيه فلكى نستطيع أن نحصل على 250 ألف جنيه لإصدار جريدة أسبوعية جمعنا هذا المبلغ من 888 مساهم ،واشهرت الشركة أواخر سنة 1994 رسميا ؛و توفى بعدها انطون سيدهم و هو مستريح عام 1995.
*ما هى الأسس و المعايير التى رسخها أنطون سيدهم فى وطنى ؟
تؤمن وطنى أن القضية القبطية يجب أن توضع فى إطار قضية "المواطنة " فالمواطن القبطى له كل الحقوق و عليه كل الواجبات لذلك لم نفصل أبدًا قضايا الأقباط عن المسلمين ، فحتى الأن وطنى لا تنظر للقضية القبطية على أنها قضية طائفة وأن الأقباط ليسوا أقلية حتى أن قلنا أنهم قلة عددية.
* كيف كانت علاقة وطنى بالكنيسة منذ نشأتها و حتى الأن ؟
وطنى نشأت كجريدة مستقلة ليست تابعة للكنيسة ، وكل ما قدمته للكنيسة كان نشر الخطاب الدينى المسيحى و أخبار الكنيسة لتغطية الفجوة الموجودة فى الصحافة المصرية ولازلنا نحمل القضية القبطية على عاتقنا .
* هل ترون أن " وطنى" حققت طموحات القارئ عبر مسيرتها الإعلامية و الوطنية والتي من بينها دعم فكر " المواطنة " و " الخطاب الديني المستنير " ؟
رسالتنا نحرص ونصر عليها في كل الظروف ؛لكن هل وصلت لكل الشعب المسيحى؟ للرد على هذا التساؤل نحتاج إلى رصد و أخذ عينة استقصائية ، بينما كان أروع تكريم لهذه الرسالة أن الدستور الأخير 2014 يضع في المادة الأولى منه مصطلح "المواطنة "،و وقتها شعرنا جميعا بكل الفخر و الارتياح لتضمينها بنود الدستور ، خاصة بعد معجزة خلاص مصر من حكم الإخوان المسلمين ، فمصر الأن على الطريق الصحيح .
* بمناسبة اقتراب عيد ميلاد وطني ماذا تحقق موخرا وماتحلمون به للتطوير ؟ و هل هناك خطة لمشروع عمل برامج فيديو على اليوتيوب داعمة لتمويل الجريدة ؟
تطورنا كثيرًا لمحاولة مواكبة العصر فالمستقبل للصحافة الرقمية و المواقع الالكترونية لذلك قمنا بتأسيس الموقع الالكترونى لوطنى عام 2000 حدثناه حوالى ثلاث مرات ،بالأضافة لصفحات السوشيال ميديا مثل الفيسبوك و تويتر و التطبيقات الالكترونية الأخرى، و سنضع فكرة عمل الفديوهات و البرامج على اليوتيوب فى خطتنا القادمة لخدمة شريحة اكبر من الشباب .
* كيف استطاعت وطنى الأستمرار و الصمود فى المجال الإعلامى بالرغم من توقف بعض الجرائد عن الإصدار ؟
فى الحقيقة هو تحدى كبير فأى صحيفة تقوم على الإعلانات و الإشتراكات و التوزيع فهناك حالة انكماش كصحف مطبوعة بالنسبة للكمية الموزعة و بالتالى انكماش فى الإعلانات ويقابله انكماش فى الإيرادات و تضخم فى المصروفات ، فالصحف الورقية تواجه تحدى للبقاء أننا فى معركة يجب أن ننتصر فيها ، فالبقاء هنا للرسالة التى تقدمها الصحيفة ، مع وجود رفض غير مبرر للمعلنين على الموقع الالكترونى رغم أنه إعلان صوت وصورة ،لكننا سنستمر كصحيفة ورقية لسببين الأول نقدمها لجيل سيذهب متمسكا بها ، اما الشباب فالبعض منهم يهتم بالدخول على المواقع الالكترونية و شريحة لابأس بها من الشباب يستقى معلوماته من وسائل التواصل الاجتماعى .
* ماذا عن مشروعات وطنى الأخرى مثل " وطنى برايل" و " ببرلمان شباب وطنى " كيف بدأت و هل استمرت ؟
وطنى بدأت من 2006 إلى 2011 تقدم وطنى برايل للمكفوفين و بالطبع لم تكون بالشكل الكلاسيكى بل كانت بشكل البوكليت المجلد وكانت تطبع على ورق سميك و تدخل على ماكينات طباعة للغة برايل البارزة الحروف و كانت توزع مجانًا فى جمعيات المكفوفين ، لكن للأسف توقفت لأن المسؤولة عنها ذهبت من وطنى لتأسيسها جمعية لرعاية للمكفوفين و لم تعود لوطنى مرة أخرى .
* هناك منصات إعلامية تبث سمومها و تحض على كراهية الآخر ... فى رأيكم كيف يكون للإعلام الديني دورا في تعزيز الوحدة الوطنية ؟
رأيي فى هذا الأمر أن الإعلام الدينى سواء المسيحى أو الإسلامى يجب أن يكون خطابه لتقريب الأطراف .و معروف عن اللذين جابوا العالم كله للتبشير بالديانة المسيحية كان سلاحهم المحبة و الوداعة و هذا ما غزو به قلوب الناس لينضموا للمسيحية ؛ أما من يطعن فى دين غيره فأنا أرفضه تمامًا فالطرف الآخر غير مستعد ولن يقبل أن يطعن فى دينه ،وبالتالى يكون رد الفعل قاسى و سلبى على الطرفين .
* هل نستطيع القول أن جريدة وطنى هى صوت المواطن المصري المسيحي ؟
نعم هى صوته بالنسبة لما يتعرض له من مظالم فى قريته أو عمله فإن وطنى لا تتردد إطلاقا فى نشر ما يصلها من مستندات للمطالبة بحقه، وتقوم بتغطيه الأحداث على أرض الواقع ؛لكن دائمًا نطالب الذين لديهم شكاوى بأن يلجئوا للقضاء أولًا و يطالبون بحقوقهم قانونيًا فنحن لا نريد أن ندعم فكرة بكاء القبطى أمام حائط المبكى لأخذ حقوقه إنما يجب أن يكون قويًا و يطالب بحقه بقوة القانون لنستطيع أن نسلط الضوء على قضيته .
* لكم مقال افتتاحي أسبوعي بالجريدة بعنوان "قراءة في ملف الأمور المسكوت عنها "... فما هى أهم الموضوعات المسكوت عنها ولماذا يتم السكوت من وجهة نظركم ؟
الأمور المسكوت عنها ليست بالضرورة أمور دينية بل قد تكون اجتماعية أو اقتصادية كل ما يمس المواطن المصرى و لا يتم البت فيه ولا يتصدى لها أحد لذلك أكتب فى شتى المجالات التى يعنى بها المواطن المصرى .
من طبائع الأمور في بلادنا أنه ليس لدينا مشاكل تحل إلا إذا كانت مأخوذة على عاتق القيادة السياسية كقضية أمن قومى مثل المشروعات الضخمة الرائعة التى تم تنفيذها فى الفترة الأخيرة
* هل يتم التواصل بين وطنى و مواطني وإدارات الكنائس فى مصر و نشر أخبارهم ؟
عندما يصدر بيان من أى كنيسة نقوم على الفور بنشره و نعتمد على مصادرنا فى نشر أخبارهم ، فمثلا عند حدوث أى إعتداء على كنيسة فى الصعيد يقوم الصحفى نادر شكرى بتغطية الحدث من قلب النيران ونقوم بنشر الخبر دون السؤال عن الطائفة التابعة لها الكنيسة المعتدى عليها .
* كان هناك اهتمام بالجوانب الفنية والثقافية والإبداعية النقدية ولكنها اختفت للأسف من صفحات وطني ؟ .. هل من المأمول عودتها مرة أخرى على صفحات الجريدة .؟
صفحة الفكر و الأدب لم تلفظها وطنى أبدًا فنحن نفخر بوجود أبواب ثابتة فى كل المجالات ؛وكان لها مكان ثابت عندما كان ماكيت وطنى 24 صفحة لكننا انكمشنا خلال العشر سنوات الماضية إلى 16 صفحة بسبب المديونية لمطابع الأهرام التى زادت عن المليون جنيه و اضطررنا لعمل جدولة لسداد هذا الدين قمنا بتجميد صفحات وطنى إلى 12 صفحة فقط مما أدى إلى أن أبواب مثل المرأة و الفكر والأدب لا تنشر بشكل أسبوعى أو تنشر فى مساحات أقل لكنها موجود ولن يختفى من وطنى .
* وسط الاستعداد لإنتخابات مجلس الشيوخ و الإعادة و ما يعقبها بعد إقرار التعديلات الدستورية ، وسط هذه الأجواء التشريعية و اختتام مجلس النواب أعمال دورته البرلمانية ، كان له إنجازاته إلا أن هناك بعض القوانين ستؤجل إلى الدورة القادمة مثل قانون العدالة الإنتقالية ، قانون مفوضية منع التمييز ، قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين فهل ترى أن هناك أمل في مناقشتها مع بداية الدورة القادمة ؟
متاكد أنها ستكون فى الأجندة التشريعية لأننا لن نسكت إذا تم التعتيم عليها فدورنا كإعلام أن نقوم بتسليط الضوء على تلك القوانين إلى أن يتم تنفيذها ،و أيضَا تم ذكرهم فى الدستور فلن يستطيع أحد التملص منهم ،كما أصريت فى مقالاتى أن يتضمن قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين فصل للمواريث طبقًا للشريعة المسيحية و هو لم يكن موجودا فأنا أرى أن الكنيسة يجب أن تعطى المثل فى أن مصر ترتقى و تتقدم بترسيخ المساواة فى الميراث بين الرجل و المراة مثل تونس فمصر كان يجب أن تكون سباقة لهذا القانون .
* فى رأيكم هل قام إتحاد الكنائس المصرية بدوره فى التقريب بين المذاهب و وحدة وسلام الكنائس ؟
أرى أن البابا تواضروس و البابا فرانسيس تربطهم علاقة دافئة غير مسبوقة واشبههم برواد مدرسة لاهوت التحرير التى نشأت فى أمريكة اللاتينية و التى ترى أنه يجب تجاوز الفروق الطقسية و الشكلية لنعمل معًا من أجل المحبة و كنيسة المسيح ، و الرائع أن البابا تواضروس فى بداية حبرية دعى الخمس كنائس الرئيسية فى مصر إلى اجتماع محبة على مائدة مستديرة ولازال حريص أن يكون هناك تواصل مستمر بين الكنائس كلها فى مصر .
* معلوم أنه تم تجميد دور المجلس الملى منذ عام 2011 بحلول ثورة يناير التى لم تمهل الكنيسة فرصة لإعادة انتخاب المجلس ثم أعلن البابا تواضروس عن أنه لم يعد مواكبا للعصر و طالب بإعداد مشروع قانون ولائحة داخلية للمجلس الاستشارى القبطى و هو الأسم الجديد للمجلس الملى و يضم استشاريين فى كافة الشئوون الحياتية ... فهل يقوم بدوره على أرض الواقع أم ترى أنه مازال متجمدا ؟
علاقتى بالمجلس الملى بدأت عندما طلب منى البابا شنودة تجهيز أوراقى للترشح فيه و أنه يريد أن أخذ المقعد الذى كان والدى يشغله و بالفعل قدمت أوراقى و أصبحت عضو للمجلس الملى من سنة 1996 ، والأن يسعى البعض إلى تخليد تسمية عزيزة علينا فالمجلس الملى حفر أسمه فى تاريخ الكنيسة منذ عام 1865 ،عندما شعرت وقتها الكنيسة أنها تحتاج إلى معونة العلمانيين الأقباط .
لا أعرف لماذا يشعر البعض بغضاضة عند تغير البابا تواضروس لأسمه ربما يريد أن يفتح صفحة جديدة مقتنع أنها تخدم الكنيسة يسميها المجلس الاستشارى ويضع فيها مواصفات جديدة و واجبات جديدة بالنسبة للأعضاء ، لكن هل سيتولى البابا تعيين أعضاؤه أم سيتم انتخابهم وعند انتخابهم هل سيكون هناك مسار كنسي أم مسار تابع للدولة لانتخابهم ؟ كلها تساؤلات لم يجاوب عنها حتى الأن .
لكن إجمالا لا يوجد شىء مقصود للإضرار بالمجلس الملى لأن الدور الذى أداه أصبح تاريخ ، وليس هناك ما يعيب أن رئيس الكنيسة اليوم له رؤية جديدة .
* وطنى منذ بدايتها كانت منارة للتنوير و ضمت كوكبة من رواد التنوير مثل د . مراد وهبة لكن هناك رموز تنويرية أخرى مهمة سواء مسيحية أو إسلامية لما لا تتم دعوتهم للكتابة على صفحات وطنى بالرغم من دورهم المميز ؟
نحن مصّرين على وجود صفحة مقالات الرأى فى كل أسبوع فكل كاتب فيها إسم يشرف جريدة وطنى ونحن حاولنا دعوة عدد من رواد الفكر لكن للأسف بعضهم اعتذر لارتباطهم بالكتابة فى جرائد أخرى ، لكننا سنقترب منهم بشكل آخر ،فقررنا أن نقوم بعمل حوار مطول لكل مفكر من كتابنا وكان أول حوار مع د . مراد وهبة واجتهدنا فى أن نجعله مختلف وسميناه سلسلة محاكمة رواد الفكر .
* هناك قنوات فضائية تتبع الكنيسة القبطية الارثوذكسية فما رأيكم فى الإعلام المسيحى المرئى ،هل يقوم بدوره ، هل لكم أى ملاحظات عليه ؟
فيما يخص الطقوس و المناسبات رائع جدًا إنما ما يخص الوعظ والإرشاد نجد من طرف واحد يجب أن تكون علاقة ثنائية الإتجاه بين مُرسل و مستقبل ؛ فالشباب يريد أن يرفض و يناقش وأن يتم إعمال العقل و الإقناع أن يكون هناك سجال بينه و بين القمص أو القسيس ، لكن ما يحدث أن الضيف يقوم بإلقاء المحاضرة على الشاشة و انتهت المسألة عند هذا الحد .
* الدراما الدينية المسيحية سواء إذاعية أو تلفزيونية أو سينمائية لا تجد من يعينها على تحقيق نماذج ناجحة فنيًا وتقنيًا .. وتجاوز مرحلة الكومبارس والسيناريوهات الساذجة التي ماعاد حتى الأطفال يقبلونها .. وهي صناعة يمكن أن تساهم مواردها في دعم أمور التكافل الإجتماعي فضلًا عن دورها الداعم لرسائل إيمانية وإنسانية نبيلة ..ففى رأيكم ما هى الوسائل التى تساعد فى نهضة صناعة المحتوى الدرامى المسيحى ؟
خلال العشرين عام الماضية وطنى كانت قبلة مخرجى ومنتجى الأفلام الدينية المسيحية لعمل دعايا للأفلام فى باب الفنون بالجريدة لكن الأن أصبح تناول الأفلام الدينية ساذج و هناك قدرمن الغيبيات التى تفصل المتفرج عن مخاطبة عقله صحيح نحن نؤمن أن الإيمان هو الإيقان بما لا يمكن إثباته ،لكن عند التحدث عن أحداث لاتخاطب الواقع فأنا أشفق على هذه الأفلام قد تجد صدى طيب عند البسطاء و غير الدارسين فقط .
إلى أن عرض علينا عمل دعايا لفيلم اغسطينوس ابن دموعها فيلم دينى رائع ولا غرابة أن هذا الفيلم حصد جوائز فى مهرجان فى الجزائر ونال استحسان مهرجانات دولية ، نحتاج إلى دخول عناصر محترفة مؤلف و مخرج و سيناريست ،و إنتاج سخى لصناعة سينما مسيحية متميزة .
* طالب العلمانيون مرارًا فى الماضى بإعداد مركز إعلامى متخصص لشئون إعلام البطريركية ، و الأن أعلنت الكنيسة عن نيتها بتأسيس مركز الإعلام الكنسى و يشمل رؤساء القنوات الفضائية أو المواقع الإلكترونية و الجرائد المتمثلة فى مجلة الكرازة ... لكن لم يناقش فكرة وجود مكتب إعلامى يعبر بشكل كامل عن تطلعات الكنيسة و اهدافها أو توحيد الكلمة للإعلام فهناك مواقف و أراء متناقضة بين الأساقفة .. فهل ترون أنه من الضرورة المُلحة إنشاء مركز إعلام كنسى أم لا و هل هذا سيشكل فارقا فى تناول القضايا القبطية و طرحها على الجمهور ؟
المركز الإعلامى تم مناقشته وقت البابا شنودة وكان لدينا تطلع حقيقى بأن المتحدث بإسم الكنيسة يكون رجل علمانى لسببين أولًا : ليس كل من ارتدى الزى الكهنوتى يجيد التعبيرعن كل شىء وهل سيكون صدره متسع للمأزق و المكائد التى يتعمد الإعلاميين وضعه فيها ماذا لو أخفق فى الرد أو فقد أعصابه كمتحدث باسم الكنيسة ؟، الأفضل هنا أن نختار شخص علمانى من المناخ الإعلامى و لديه خبرة كبيرة و يستطيع مجابة كل هذه الأمور، ، نأمل أن يكون هناك مركز إعلامى حقيقى يتكون من المحترفين .
* الإعلام المرئى يرفع شعار الكنيسة التى فى بيتك فهل ترى أن الإعلام الكنسى ينبغي أن يكون له دور أكبر من هذا الشعار حتى نرى إعلام دينى منفتح يعالج قضايا المواطن المسيحى حتى يحقق الإعلام هدفه و دوره فى الثقافة و التنوير والتوعية ؟
بالطبع هام جدا أن يكون للإعلام الدينى هدفه فى التوعية و التنوير لأن دور أن الكنيسة تكون فى كل بيت تم تقديمه كما ينبغى ؛لكن لو ابقى على هذه النوعية فقط من البرامج ؛ سيتجمد مع الوقت و سينشأ داخل الشباب جوع للثقافة و يجب أن يكون هناك شجاعة للانفتاح على المجتمع أكثر من هذا .