أحدث ظهور فيروس كورونا المستجد تغيير جذري في كل مناحي الحياة عالميًا، فتغير المنظر في المدارس والجامعات ولم تعد الحياة لسيرتها الأولى في المطاعم وحانات أوروبا، ومع عودة النشاط على الشواطئ وفتح الأبواب للسياحة اتخذت منتجعات أوروبية بعض الاجراءات لحفظ التباعد بين السكان لمنع تفشي العدوى، كما دخلت الروبوتات سوق العمل لتنافس البشر في مراكز التسوق والحدائق وأيضا في المطارات والمحطات والمستشفيات.
وأصبح العزل وحفظ مسافات التباعد الاجتماعي شعار المرحلة فى أوروبا والكثير من الدول الأخرى في آسيا وافريقيا للحد من إصابات فيروس كورونا وخوفا من التعرض لموجة ثانية عنيفة من الاصابات كما عانت بعض الدول، وتتوالى المشاهد والصور من الدول التي بدأت تخفيف قرارات اغلاقها وأقدمت على ابتكار طرق جديدة لتحقيق التباعد الاجتماعي.
وحلت الدراجات محل السيارات في الشوارع، فمن المملكة المتحدة إلى ليما عاصمة جمهورية بيرو، استفادت هذه المدن من إغلاق الشوارع أمام السيارات، وفتح شوارع أخرى للدراجات، وتوسيع الأرصفة لمساعدة السكان في الحفاظ على مسافة الـ6 أقدام التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية.
الاسكوتر يغزو ايطاليا
وفي امريكا، فإن المشاة وراكبي الدراجات أصبحوا يخرجون إلى أماكن لم يجرؤوا على الخروج إليها من قبل، ففي أوكلاند، كاليفورنيا، أغلقت نحو 10% من الطرق أمام حركة المرور، بينما فتحت بوغوتا، كولومبيا، 47 ميلًا من ممرات الدراجات المؤقتة، وبدأت نيويورك في تجربة 7 أميال من "الشوارع المفتوحة" لتخفيف الازدحام في الحدائق، بينما طبقت أوكلاند، ومدينة مكسيكو، وكيتو من بين عشرات مدن العالم الأخرى إجراءات مماثلة.
وفي المجر اقترحت السلطات في العاصمة بودابست، أن ممرات الدراجات الجديدة الخاصة بها قد تصبح دائمة إذا "أثبتت الإجراءات تفضيلها"، بينما قال مسؤولو التخطيط في بروفيدانس، رود آيلاند ، إن المعابر ستبقى خالية من أزرار عبور المشاة، ومع ذلك سيكون من الصعب الدفاع عن الشوارع الصديقة للمشاة والدراجات بمجرد أن تقاس فوائدها بآثار الازدحام في أماكن أخرى، خاصة في البلدان التي تعتمد على السيارات مثل الولايات المتحدة.
طرقات لقيادة الدراجات بدل السيارات
كما أصبحت الفواصل الزجاجية شرطا أساسيا في الكثير من الأماكن لتحقيق مسافات تباعد اجتماعي بين السكان، في مع بداية العام الدراسى الجديد فى جنوب أفريقيا ومخاوف الأهالى على أطفالهم من تفشي فيروس كورونا، ابتكر مدرسو إحدى المدارس الابتدائية بضواحى كيب تاون ساترا من الخشب والبلاستيك يثبت على مقاعد الطلاب لحمايتهم من فيروس كورونا.
حواجز بين الطلاب فى مدارس جنوب افريقيا
وقال المدرسون أصحاب هذا الابتكار بمدرسة "جوبيرت" الابتدائية إنهم لم يجدوا بدا من التوصل لابتكار جديد يحول دون انتشار فيروس كورونا بين طلاب المدرسة لاسيما مع اتخاذ الحكومة قرارا بفتح المدارس مطلع شهر يونيو الجاري.
وأوضح هؤلاء أن ابتكارهم بسيط ويقوم على تثبيت مكعب خشبي مغطى بالبلاستيك الشفاف من جانبي وأمام وأعلى المكعب على أن يترك الجزء الخلفي مفتوحا حتى يتمكن التلاميذ من الدخول إلى مقاعدهم ومن ثم داخل الساتر الواقي.
فواصل زجاج فى مطاعم سنغافورة
وهنأ مارتن لوكيس مدير مدرسة "جوبيرت" موظفيه على تفكيرهم المبتكر.. وقال "كان علينا أن نفكر بشكل مختلف، خاصة لأننا لا نملك الكثير من المال، وأنا فخور بهم للغاية لأنهم فكروا في هذه الدروع الواقية التي ستحمي الأطفال، وتحافظ على المعلمين في أمان".
كما نشرت وكالة رويترز صوراً لمطاعم فى سنغافورا، وقد صنعت فواصل زجاجيه على الطاولات لضمان التباعد الاجتماعى بين روادها، وذلك بعد فتح البلاد الاقتصاد مرة أخرى، والذى جاء بعد فترة إغلاق لاحتواء انتشار فيروس كورونا.
الوضع فى المطاعم
كما كشفت صحيفة التايمز البريطانية، عن خطة إعادة فتح المطاعم والحانات والفنادق تضم مجموعة من الإجراءات التي تستعد الحكومة البريطانية تطبيقها لضمان التزام الزوار بقواعد التباعد الاجتماعي والحيال دون تفشي جديد لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
منصات التعليم فى بريطانيا
ولفتت الصحيفة إلى أن مجلس الوزراء بشكل منفصل سينشر الأسبوع المقبل أيضا قانون جديد لتشجيع الحانات والمقاهي والمطاعم على تقديم المشروبات الكحولية لغير الزوار بالداخل، أي سيتمكن البريطانيون من شراء المشروبات وتناولها في الشارع، نظرا لأنه سيتم تقييد العدد المسموح به داخل كل حانة أو مقهى أو مطعم وتشجيع العمل بنظام الحجز المسبق لتفادي التكدسات، ووضع علامات متباعدة على الأرض خارج المكان لتنظيم طوابير الدخول.
ومع عودة النشاط السياحي، قامت إحدى الشركات الإيطالية بإنتاج صناديق الشاطئ الزجاجية، وهى عبارة عن غرف زجاجية مفتوحة الأسقف ولا تحجب الرؤية وتسمح لأشعة الشمس بالنفاذ، يتم استخدامها على الشواطئ كفواصل بين "الشيزلونجات" المتواجدة للحفاظ على التباعد الاجتماعى وعدم نقل العدوى، حيث يمكن أن يتم استخدامها فى المنتجعات على الشواطئ وأن تكون حلا للسياحة الآمنة.
فواصل زجاجية على الشواطئ فى ايطاليا
ويأتى ذلك فى الوقت الذى تبحث فيه دول الاتحاد الأوروبى عن حلول تمكنها من إعادة فتح الشواطئ بتدابير إبعاد اجتماعى صارمة، وتأتى الخطط فى الوقت الذى تبحث فيه الحكومات بشكل عاجل عن طرق لفتح واحدة من الصناعات الأكثر تضرراً من جائحة الفيروس التاجى، مع توقف السفر الدولي بشكل فعال منذ مارس.
فواصل زجاجية على المقاعد فى الشوارع
وذكرت صحيفة "ذا تايمز" أن خطة بديلة قيد الدراسة ستسمح للدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى بالموافقة على المبادئ التوجيهية لإعادة فتح المنتجعات أو الشواطئ مع قيود تهدف إلى منعها من أن تصبح مكتظة، لكن بعض مسؤولي الاتحاد الأوروبي حذرون بشأن إعادة فتح المنتجعات.
كما أصبح استخدام الروبوتات كبديل للإنسان ظاهرة عالمية موجودة فى معظم دول العالم بالتزامن مع تفشى فيروس كورونا المستجد، وبدلا من اقتصار الروبوتات على المهام التكنولوجية والعلمية فقط تحولت لتحل محل الإنسان فى كثير من المجالات خوفا من انتقال العدوى، فانتشر الإنسان الآلي لأداء المهام الطبية فى المستشفيات، ومراكز التسوق، وفى المطارات للتعقيم، ووصلت إلى وجودها محل رجال الشرطة فى الحدائق.
انسان الى لتعقيم الايد فى مراكز التسوق
روبوت لمراقبة التباعد فى الحدائق
وأطلقت للروبوتات العنان كبديل للإنسان للحد من العدوى الوباء العالمى كورونا، ونجحت الروبوتات فى اثبات جدواها فى الوظائف التى اسندها إليها أصحابها، فتنتشر بشكل شبه يومى الأخبار والأبحاث التى تفيد باختراع روبوتات يمكن أداء مهام البشر فى ومن تفشى وباء كورونا وانتقلت من دول أوروبا لآسيا لآفريقيا.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع