مقالات صحف الخليج.. منصور الشمرى يسلط الضوء على فوضوية الوباء واستراتيجية البقاء.. ليلى بن هدنة تتحدث عن "كورونا" والمصير المشترك.. وعلي قباجه يكتب عن التفكك الأوروبى

تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الأحد العديد من القضايا الهامة أبرزها، أن جائحة فيروس "كورونا" المستجد شكّلت امتحاناً حقيقياً للعالم، لقياس مدى ترابطه وتضامنه في الأزمات، حيث أعطت الانطلاقة لميلاد توجه جديد في العلاقات الدولية قائم على المصير المشترك.

منصور الشمرى
منصور الشمرى

منصور الشمرى: فوضوية الوباء واستراتيجية البقاء

قال الكاتب في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط: لا تتوقف أحداث المشهد السياسي الدولي الحالي عن التسارع والتغير، بحيث يصعب متابعة كل تفاصيله وأبعاده، ولهذا نلجأ في الغالب إلى اختيار ما نراه أَولى بالمتابعة، ونحن في هذا السياق متباينون من حيث الاهتمام، والأولويات التي تنظم علاقتنا بالأحداث. إلا أنَّ ما يتعرّض له العالم الآن من جائحة، تحمل ما نعرف وما لا نعرف من مخاطر، ألغى بشكل تام هذا التنوع في الاهتمام، بحيث لم يعد بالإمكان أن يُوضع هذا الحدث في مرتبة ثانوية، إذ ما يُعرف بفيروس "كورونا"، الكلمة الأكثر تردداً في الخطاب الدولي بجميع مستوياته وأطيافه السياسية، والدينية، والاجتماعية.

فالأمر يتعلق بحدث مفصلي في تاريخ البشرية، بحيث لن يكون بالإمكان أن يستمر العالم بعد هذه الهزة العميقة على نفس منواله السابق، ولن يجد الناس بعد خروجهم من حجرهم الصحي الطويل، الحياة تنتظرهم على ذات الصورة. لهذا يصح القول إن جائحة "كورونا" هي على غرار الأحداث الفارقة كالحروب الكبرى، ستتحول إلى عتبة في تاريخ العالم لها ما قبلها وما بعدها، فهي لحظة مثالية لنتبين طبائع الدول، والمجتمعات، والمنظمات الدولية، ففي المواقف الصعبة حيث تبدو القوة الفعلية للكيانات المختلفة، وتظْهَر مدى قابليتها لاستيعاب ما يجري، والتأقلم معه بما يتناسب من اختيارات.

 

ليلى بن هدنة
ليلى بن هدنة

ليلى بن هدنة: كورونا والمصير المشترك

قالت الكاتبة في مقالها بصحيفة البيان الإماراتية، إن جائحة فيروس "كورونا" المستجد شكّلت امتحاناً حقيقياً للعالم لقياس مدى ترابطه وتضامنه في الأزمات، حيث أعطت الانطلاقة لميلاد توجه جديد في العلاقات الدولية قائم على المصير المشترك، وبالتالي عودة الثقة إلى هذه العلاقات التي كانت متميزة بنوع من التوتّر، وكثير من العجز في منسوب الثقة.

العالم في هذه اللحظة المفصلية بحاجة إلى إدارة جيدة تجعل من التعاون الدولي المشترك حجر الزاوية لقيام نظام يتأسس على وضع الخلافات السياسية جانباً، والاهتمام أكثر بالإنسان، والحرص على حماية أسمى حقّ للإنسان وهو الحق في الحياة، والعيش في بيئة سليمة وآمنة، وخلق بيئة مستقرة تكون ركيزتها الأساسية التعاون في سبيل نصرة الإنسانية.

 

علي قباجه: التفكك الأوروبى

قال الكاتب في مقاله بصحيفة الخليج الإماراتية، ما لبث الاتحاد الأوروبى أن تنفس الصعداء عقب الاتفاق على ترتيبات الخروج البريطاني، وعلى الرغم من أن هنالك مسائل ما تزال عالقة بين الطرفين، فإن الأوروبيين تأقلموا على أن تنقص نجمة من علمهم؛ لكن ما لم يكن بحسبانهم أن تبدأ دعوات أخرى للظهور تنادي بسلوك الطريق البريطاني ذاته للانعتاق من ربقة الاتحاد، وهذه المرة من إيطاليا، التي وجدت نفسها وحيدة في مواجهة الفيروس الذي فتك بآلاف البشر لديها دون أن تجد يداً أوروبية تمتد إليها لتنتشلها مما تعانيه، ومن المؤكد أن القطار لن يقف عندها؛ بل ستأتي في قادم الأيام دعوات من هنا وهناك تنادي بالانفكاك، وأن تعيش كل دولة مستقلة ضمن حدودها على غرار التجربة البريطانية.

لطالما فاخرت أوروبا العالم باتحادها الذي تطور مع الأيام، وبات أنموذجاً للتكامل؛ بعد أن شمل نواحي الدفاع والاقتصاد ليتوج أخيراً بالعملة الأوروبية الموحدة، غير أن هذا الصعود الهرمي بالعلاقات التكاملية بدأ بالهبوط. وعلى الرغم من أن هنالك دولاً عدة رافضة لأي قرار جديد يمس وحدة الكيان، وأبرزها ألمانيا وفرنسا؛ فإن الأصوات بدأت تتعالى بالسير على طريق لندن وأن الاتحاد كحال القارة بات عجوزاً، ونفقاته أكثر من وارداته، ولابد من إطلاق رصاصة الرحمة عليه.

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع