كيف تُفبرك كتابا تراثيا يتنبأ بـ فيروس كورونا فى 10 خطوات.. معا نؤلف كتاب "معرفة الخوارق فى التواريخ اللواحق" لـ تقى الدين بن غياب البغدادى.. الاسم والعنوان والتاريخ أولى الخطوات.. والرموز والأرقام أصل الشغلانة

تواصل السوشيال ميديا فى عالمنا المعاصر منح نافذة كبرى للدجالين والنصابين فى العبث بمشاعر الناس، بطرق مختلفة، منها "فبركة الكتب" التى تتحدث عن الغيب، ولأن الناس يمرون بظروف مختلفة بسبب انتشار فيروس كورونا، لذا فإن تصديق الأمور الغيبية يكون أكثر لنفوسهم.

 

أما هؤلاء الماكرون الذين يقومون بهذه الأفعال ويلجأون إلى الفبركة فإنهم لا يتعبون فى شيء، فالأمور بسيطة فى ظل السوشيال ميديا ولا يحتاج إلا لعشر خطوات:

الخطوة الأولى: الظرف العام 

تتمثل الخطوة الأولى فى مراقبة الظرف العام، أى اختيار الحدث الذى سوف تتحدث عنه فى كتابك المفبرك، ويجب أن يكون هذا الحدث عاما، مثل حرب كبرى أو انتشار مرض خطير أو موت إنسان مهم، وذلك من أجل أن تضمن انتشارا أوسع.

الخطوة الثانية: الفكرة

والفكرة هنا يجب أن تكون قائمة على التنبؤ أى ربط الحاضر بالماضى، بمعنى مثلا لو أننا سنتحدث عن "فيروس كورونا"، فلو قلنا إن كورونا يشبه أوبئة كانت منتشرة فى الماضى، فإن ذلك ليس بجديد ولن يحقق المرجو منه، لكن لو ذكرنا أن "كورونا" ذكرت فى كتاب قديم أو أن تاريخا ورد فى كتاب تراثى فإن الأمر سيكون مختلفا تماما.

الخطوة الثالثة: التراث

العقلية البشرية بوجه عام والعربية خاصة لا تزال واقعة فى تقديس التراث وفى الإيمان بأن التراث به علم الأولين والآخرين، بالتالى فإن الخطوة الثالثة لفبركة كتاب تقتضى أن يكون ذلك الكتاب تراثيا وأن يكون تاريخه مميز فنوقل كتاب عمره 1000عام مثلا، فرقم مثل 1000 له وقع على الأذن وله تأثير لا يخيب. 

الخطوة الرابعة: زمن الكتاب 

هذه الخطوة تقتضى بجانب المكر نوعًا من المعرفة أيضا، بمعنى أن الكتاب المنسوب للتراث الإسلامى يجب أن يكون بين القرنين الثالث والسابع الهجرى، لأسباب منها: أولا أن عدد العلماء فى هذه الفترة كبير جدا وبالتالى فإن أى اسم غريب سيمر ولن يلفت الانتباه، كما أن هذه الفترة كان العرب فى مرحلة متقدمة من البحث العلمى بمقاييس عصرهم وكانوا يشتغلون بجميع العلوم. 

الخطوة الخامسة: اسم المؤلف 

الإنسان الماكر الذى قام بالتفكير فى فبركة كتاب عليه أن يختار اسم المؤلف تراثى مناسب للعصر فيكون مثلا "تقى الدين بن غياب البغدادي" وهنا يجب الالتزام بشروط كما رأينا منها، اسم منسوب إلى كلمة الدين، استخدم لفظ "ابن" اسم ثانى مختلف عن الأسماء المعاصرة، وثالث الأشياء النسب إلى بلد مثل بغداد، فكل الكتب القديمة مؤلفوها يأتون على هذه الشاكلة.

وهذا الاسم يحتاج أيضا إلى فبركة بعض المعلومات عن سيرة الرجل ونتاجه العلمى، وبالطبع يستحسن أن يكون بعضها فى علوم الفلك وعلوم الطبيعة.

الخطوة السادسة: عنوان الكتاب 

هذه الخطوة لا تبعد كثيرا عن الخطوة السابقة، فلابد من اختيار اسم للكتاب لا ينتمى للمعاصرة ولا يشير إلى حدث واحد، لكن يستحسن أن يكون عنوان عابر للزمن مثل "معرفة الخوارق فى التواريخ اللواحق" فقد تمت مراعاة "الجناس" وهو أحد سمات العناوين التراثية القديمة، كذلك تمت مراعاة تركيب العنوان من جملتين، وبالطبع لا يغفل دلالة العنوان على التنبؤ فى المستقل. 

الخطوة السابعة: الصياغة

بالطبع لا يحتاج المفبركون الماكرون لتأليف كتاب بالفعل لتحقيق غرضهم يكفى نص قصير جدا بشرط أن يشتمل على معلومات مثيرة ويحتوى على الحادثة المقصودة مثلا يمكن أن نقول:

 "فى زمن لاحق عندما تنطق السنة فى صوت مكرر/ ويستخف الخلق بالنواهى والمقدر / يحشر الناس فى دورهم بسبب الهواء الماحق/ وينفطرون من الأحزان والحاجة للدرهم والدانق/ وينتشر كل خبيث ويموت كل كبير/ وييأس السلاطين وتسقط دولة الروم".

الخطوة الثامنة: الرموز والأرقام

يجب ألا يخلو النص من بعض الرموز والأرقام المهمة الدالة مثل استخدام رقم ذو دلالة مثل 40 مثلا أو 12 عد الشهور أو 365 عدد أيام السنة، وكذلك الإشارة إلى الأعداء باستخدام اللغة القديمة مثل "الروم" للدلالة على الغرب. 

الخطوة التاسعة: صورة قديمة 

لو استطعت أن تضع هذا النص بالفوتوشوب على ورقة قديمة حائلة اللون توحى بأنها من كتاب قديم فقد اكتملت الفائدة وعمت الفبركة، وصار لدينا كتاب قديم يحمل اسما وتاريخا وعنوانا وفزعا للناس.

الخطوة العاشرة: النشر على السوشيال ميديا

هذه الخطوة هى الأخطر لأنه تعنى خروج الفكرة إلى العامة، وهى لا تحتاج سوى ضغطة زر فقط، لكن يجب أن تكون ضغطة بحرفنة، كما يقولون، بمعنى أنك تحاول أن تضع هذا النص والإشارة على صفحة ذات شهرة ما، أو موقع أخبار، ثم اسعى على انتشاره فى مواقع التواصل، بعدها ارفع يدك تماما فإن الدجالين والخائفين كفيلين بأن ينتشر الكتاب المفبرك ويتحول إلى "ترند" وتتحدث عنه الناس.