على خلفية أحداث انفجار كنيستي طنطا و المرقسيه بالإسكندرية شهدت مصر عددا من الإصلاحات الاقتصادية الجذرية التي راهن البعض أنها سوف تسبب توترا اجتماعيا،وثوره شعبيه جديدة أو كما أطلق عليها البعض ثوره الجياع ولكن وعى الشعب المصري فوت ذلك التوقع، لان نخبته تعرف أن تلك الإصلاحات هي مقدمة طبيعية للنجاح اللاحق، وأنها سوف تقود إلى مسار اقتصادي على سكة النجاح والتطور، كما عادت أفواج السياح إلى مصر ،وبدأت تنتعش السياحة وتدفقت تحويلات المصريين بالخارج . في الوقت الذي بدأت فيه مصر بمشاهدة الضوء التنموي من خلال الإصرار على إكمال المسيرة.
سقطت بذلك المراهنات على كبح المسيرة المصرية، وسقطت المراهنات على تفكيك مصر وعزلها عن محيطها العربي وفضائها الدولي. بقيت الطلقة الأخيرة وهي إرسال مجموعة من المغرر بهم كي يقتلوا أنفسهم ويقتلوا الناس أيضا ويحدثوا فتنه وخلخله طائفيه في نسيج الوطن بما قد يحدث من انهيار امني وسقوط الدولة العريقة .
، وفي الغالب هناك شحن ما أيديولوجياً، لا استبعد نظريا أن يكون وراءها قطر وتركيا وبعض ممن لهم مصلحه في عرقله وإيقاف عجله النمو في مصر بعد الطفرة التي حدثت في الإنشاءات الضخمة والاستثمارات الكثيرة ، ونجحت هذه الدول بمساعدة مخابرات بعض الدول الاجنبيه في كيفية إيجاد الدوافع النفسية والمادية لهؤلاء الأشخاص المؤهلين نفسيا وعقائديا ، حتى يقوموا بما قاموا به. ليس هناك اختلاف بين الأقباط والمسلمين في مصر من فروق، أي شخص، حتى المصريون أنفسهم لا يستطيعون ان يميزوا بين هذا وذاك ،إلا إن كان الاسم بادي الوضوح، أما من خارج مصر فان التعرف على الفروق يحتاج إلى حذاقة لا يملكها كثيرون، في الجانب الاجتماعي فإن الاختلاط بين الفئتين يكاد يكون كإذابة السكر في الماء، لا تعرف أين هي حبات السكر! كثيرون تحدثوا عن إن هدف هذه الأعمال هو شق الصف الوطني، تلك عجالة متسرعة للتفسير،فأي مطلع يعرف تماما إن إحداث شرخ وطني بين الأقباط والمسلمين في مصر يكاد يكون من شبه المستحيل ، و يقيني أن مخطط العمليات تلك يعرف قبل غيره صعوبة أو استحالة إن يحقق ذلك الشرخ، مهما يفعل من أعمال وضيعة ومجرمة، ومهما يحصد من أرواح. طبعا هناك أهداف يريد أن يحققها أعداء مصر وتنفيذ ذلك المخطط في غرفة العمليات التي أقنعت ودربت ومولت المنفذين، الأهداف هي حرق المسيرة وتعطيل النجاح، وإذا عرفت جماعة أو شعب أهداف أعدائها على وجه اليقين، حققت على الأقل نصف الانتصار الذي ترغب فيه.
لا يوجد في العالم، أمن كامل، فالمجرم له طرق لاختراق ذلك السياج الأمني ، كان في مصر أو نيويورك أو لندن أو فرنسا أو غيرها من مدن العالم، هناك شيء اسمه اليقظة الفكرية، وهي أن يتأنى الناس والأجهزة في فهم الظاهرة وتحليل معطياتها،وعلاج المشاكل من جذورها وليس بتقديم المسكنات التي تظهر من جديد بعد انتهاء مفعولها . الخطأ في التحليل يقود إلى نتائج خاطئة،والخطأ في تحميل جهة ما أو مجموعة ما دون دراسة متأنية يفقد القوة المضادة للإرهاب قدرتها على التنبؤ وإحباط المخطط القادم.
من هنا فإن الإرهاب في الشرق الأوسط في هذه المرحلة هو إرهاب واحد، تتعدد فيه الألوان، ولكن ظروفه و جذوره وأهدافه واحدة، تلك حقيقة يجب أن نفكر فيها، وتأخذنا تلك الحقيقة إلى النتيجة المنطقية، وهي التعاون الإقليمي في تتبع مصادر الخطر، يعلمنا التاريخ أن عصابات الإرهاب تتحسس المواقف وتختار الأهداف والأشخاص بدقة ، وبعد فرض قانون الطوارئ ، على الشعب التعاون مع حكومته وشرطته وجيشه والإبلاغ فورا عن اى تحركات مشينه أو عن أشخاص قد يكون لهم انتماء للجماعات الارهابيه ولن ننتظر كثيرا حتى يعاد تكرار هذه التفجيرات ونفقد الأهل والأصدقاء فما تم الكشف عنه أخيرا من مزرعة الموت بالبحيرة لأكبر دليل على ان هذه العصابات مازالت تعبث وتخطط لمزيد من الدمار والخراب وتبحث عن الثغرات ونقاط الضعف لتفرض سيطرتها وقوتها وعلى الدولة أن تطبق القانون على الجميع وتفرض سيطرتها على القرى والنجوع وينتهي عصر الجلسات العرفية والتهجير القصرى وخطف واغتصاب القصيرات وان المسيحي والمسلم هم أعضاء في جسد واحد عليهم واجبات ولهم حقوق تكفلها لهم الدولة في أطار من العدل و القانون