ياسر دومة يكتب: الحصار والصهاينة

ياسر دومة يكتب: الحصار والصهاينة
ياسر دومة يكتب: الحصار والصهاينة

عندما اعلنت دولة اسرائيل عام 1948 كان الحصار العربي لها هو اولى خطوات المواجهة وبعد الثورات العربيه ضد الاحتلال الغربي زادت وتيرة الحصار للدولة المصنعة على أرضنا العربية ولكن بدء اختراق هذا الحصار بعد حرب السويس 1956 بنزع حرية الملاحة فى خليج العقبة برعاية الغرب وعلى رأسه امريكا ثم بعد حرب أكتوبر واتفاقية السلام المعروفه كامب ديفيد وتوالت فك قبضة الحصار العربي بالمبادرة العربيه للسلام عن طريق الجامعة العربية ولكن هل وقف الصهاينة تشاهد اثر خططهم فى فك الحصار ام تقدمت هى لتحاصر العرب الحصار المضاد لنمر ببعض الاشارات لنرى هذا ان كان صحيحا

قبل قيام دولة للصهاينة على أرضنا العربيه فى فلسطين  سبقتها المؤتمرات الصهيونيه التى تشكل منها جهاز معلومات الذى عرف فيما بعد بالموساد وبنى علاقات هذا الجهاز مع عدة جماعات عرقيه وكان من بينها الأكراد ولم يكن لاسرائيل من وجود تعود الى عام 1943 اى قبل انشاء دولة اسرائيل بخمس سنوات  وتنامت هذه العلاقه حتى وصلت الى تعاون عسكرى بين الجانين فى عصر برازانى الاب مصطفى البرازانى الذى اخذ من الصهاينه راجمات صواريخ منها مضاد للطيران لمحاربة الجيش العراقى وهذا ما تم كشفه من المخابرات العراقيه حينها وكان هذا برضا ايرانى اسرائيلى كما قال شاه ايران فى مذكراته

وتنامت العلاقه بين الاكراد والموساد حتى تم انشاء جهاز مخابرات كردى كما قال الباحث الأمريكى أدوموند جاريب فى كتابه القضية الكردية فى العراق ويقول شكل السافاك والموساد جهاز مخابرات كرديا ذكيا للغاية وكانت الزياره الاولى لمصطفى برزانى الى اسرائيل فى عام 1968 ومن قبل لقاء عام 1966 التقى البرزانى بالمستشار الاسرائيلى ليشع رونى

 وفى هذه العلاقه الظلاميه ضد العرب يبوح ايضا إليعازر تسفرير رئيس مكتب الموساد فى العراق عن ان كيفية كانت العلاقه ممتازه مع الاكراد بتقديم السلاح للاكراد مقابل اتاحة منفذ لاسرائيل بالتجسس على العراق بالاتفاق مع ايران

حتى وصلنا الى احتلال العراق فوصلت العلاقه الى قمتها واصبح الموساد ظاهرا مع القوات الامريكيه فى المناطق الكرديه وكأنه امر طبيعى فى تعاون عسكرى استخباراتى بين الكرد والصهاينه

ومن خلال الدستور العراقى الذى وضعته امريكا اعطى الاكراد شبه دوله بقوات عسكريه وحدود مع الوسط العراقى وبوابات مرور ولغه مختلفه اذن نحن امام شبه دوله ارض وحكومه خاصه وقوات عسكريه بتعاون مع قوى اقليميه – اسرائيل وقوى دوليه امريكا

واخيرا جاء أعلان دولة الأكراد برعاية الصهاينة على الأرض تسليحا ومعلوماتيا ومعها امريكا بقواتها على الأرض وفى السماء فى كلا من العراق وسوريا

وهذه الدوله التى تصنع أمامنا تحت ستار ما يعرف بداعش فى مساحة شمال العراق وربما تلحق بها شمال سوريا الذى اعدتهم امريكا تسليحا وتدريبا لهذه اللحظة بعد انحسار المد الداعشى الذى هو الاخر من صنع امريكا وربما فى المستقبل ديار بكر الجنوب التركى هو الاخر الذى يقطنه الاكراد

هذا فى الشمال العربي ونأتى للجنوب العربي فى منابع النيل تقسيم السودان تم فصل جنوب السودان بمساعدة اسرائيل ناهيكم عن العلاقات الوطيدة مع دول منابع النيل تجاريا ومشروعات زراعة ورى وغيرها من العلاقات القوية مع الصهاينة انه بناء حزام فى الجنوب العربي وجنوب مصر

ونأتى الى الداخل العربي تم صناعة دويلة بجلباب عربي وعسكر امريكى وادارة صهيونيه المسماه بقطر ليضاف مخلب صهيونى فى حزام الحصار العربي الذي يتهدد الأمن القومى العربي والمصرى بالطبع

أذن الخريطه العربيه تنصهر بالدماء ليعاد تشكيلها على خطوط التخطيط الصهيونى تفتيتا وحصارا للعرب جنوبا وشمالا وفى الداخل ومعها فى ذلك بعض الأوراق الإقليميه المساعدة كايران وتركيا

هل لنا أن نلقى كثير من الضوء على الزحف الصهيونى الذى يتم تارة باسم الحريه وتارة بانفصال وتقسين على أساس عرقي كالاكراد وجنوب السودان .

حفظ الله العرب ومصر