إلى عاشقة القهوة سيدة المزاج والرقة، والبال الهادئ سأخبركَ أيها العالَم بالقليل عنها فلو تجمعت كلّ حروف الأبجدية لن استطيع وصفها . هي تجلسُ كلّ ليلةٍ تقرأ وتكتُب، تكتبُ كلّ ما يحلو لها، تكتبُ تكتبُ عنّي وتصفني، تكتبُ عن نفسها ذلكَ الكلام كنت اقرأه لكنّ قلبي من يغرق به وبها. إنها جمالها أخاذ، لا أعلم أين أوجّه نفسي ! هل اتأملُ عينيها التي تسكن قلبي أم يديها الناعمة، أم جلستها الكلاسيكية بكامل أناقتها وهي تحتسي قهوتها وتكتبُ بكل هدوء في كلّ ليلة أمام ضوء القمر، لطالما كان التحديق طريقتي لتخليد شيء ما، وكيف يمكنني أن اتجاهل حاجبان كثيفان وعينان عسليتان، وشعرٌ طويل اسود على الكتفين؟ لم تكن يومًا أنثى عادية وإن كانت فإنها مبهرة، تلك العنيدة بهرتُني، أتذكّر اني لم أكن أحب القهوة لكني أصبحتُ عاشقًا لها، لا يمرُّ يومي بخير إذا لم احتسيها منيدها، فهي تصنعها بحب يجعل لها طعما ساحرا. كم تغيّر كياني بسببها، وكم أصبحتُ عاشقًا لكل لحظة في الحياة بسبب وجودها، كنتُ تائهًا لا طعم لأيامي ولا حياة، فهي روحً روحي. ضحكتها انغامٌ وورود بل بستانٌ مزهر ، هي لا تعلم مدى سعادتي برؤيتها، لا أستطيعُ أن أصفُ لها كم هي جميلة، ولا كيف تسرقُ قلبي وتسعدني بكل ما تفعله.، ثقافتها ذات رونق من نوع آخر، هي غارقةٌ في عالمها الخاص، ذلك العالم الذي أصبحتُ جزءًا منه بكل تفاصيلهِ، زادتني حياة وزدتها طمأنينه وفرح، أعيشُ أفضل حياة وهي معي أصبحتُ أشبهها بكل تصرّفٍاتها. هي وحدها ولا أحد سواها ملكتني وأسَرَت قلبي. بها تكتمل ذاتي، أريدُ أن أبقى سجينًها وبقلبها أحيا. ليتني عرفتها لحظة ولادتي، سعيد بها في شبابي حتى أشيبَ، هي مميزةٌ في كلّ شيء ولا تُشبهُ غيرها؛ عالمُها، طبعُها مِزاجُها المتقلّب، حساسيتُها المفرطة، روحَها الطفوليه، ملامح وجهها، يدها الّتي تمسكُ القلم فتُمسِكُ معَهُ نبض قلبي، فغرِقتُ بها وامتلأ كأسُ قلبي بعشقها ولا أريد النجاة.