قلنا في هذه السطور وشاهدة علينا، السجن سجن ولو في جنة، ويحتمل على مضض بقاء سجين في السجن، رغم أنه مؤلم وقاس على النفس، ولكن أشد إيلاما بقاء سجينة (سيدة أو فتاة)، الألم جد مضاعف، ومستوجب تخفيف الآلام في هذا الملف طالما صدقت النوايا الطيبة. وعليه مستوجب الترحيب بقرار النيابة العامة إخلاء سبيل الزميلات (منال عجرمة وصفاء الكوربيجى وهالة فهمى)، قرار رحيم في سياق قرارات العفو الرئاسية العطوفة.
ترحيب مجلس نقابة الصحفيين متزامنا مع ترحيب مجلس أمناء الحوار الوطنى، مستوجب، ومهم التنوير على هذه القرارات الرحيمة، وتهيئة الأجواء لمزيد من الإفراجات في سياق مبادرة العفو الرئاسية.
مراجعة متوالية الإفراجات السابقة، فيما ندر نلمح اسم سيدة بين المفرج عنهم، وكان هذا محل سؤال، الحمد لله حدث ما تمنيناه، وطالبنا وطالب به مقدرون وتبنته لجنة العفو التي تشكلت بإرادة رئاسية نافذة.
تأسيسا على الإفراج عن الزميلات الثلاث، فلتجتهد لجنة العفو في درس ملفات المسجونات احتياطيا جميعا، وتقديمها جاهزة إلى السلطات المختصة التي برهنت على انفتاحها على هذا الملف بمتوالية قرارات عفو رئاسية وعدلية (من النيابة العامة).
متوالية الإفراجات تصب في إرادة دولة عاملة على تنفيذ وعد الرئيس السيسى بتصفية هذا الملف، وقطعت فعليا خطوات ملموسة في تطبيق أمين لقاعدة المبادرة الرئاسية «من لم تتلطخ يداه بالدماء، ولم يرفع السلاح، ولم ينتم لجماعات إرهابية محظورة».. القاعدة، الإفراجات لمساجين ليس لإرهابيين.
ما يصدر عن اللجنة من قوائم لا يميز بين المساجين؛ نساء أو رجالا، هذا شهير وهذا مغمور، هذا مؤدلج وهذا متحمس، هذا حزبى وهذا من العاديين، ما يوصف بالإفراجات بالحيادية والعمومية، وفى هذا خير عميم.
ومن حسن الطالع انفتاح الدولة بكافة أجهزتها الأمنية والعدلية على الملف بحيادية ووفق قواعد قانونية حاكمة، خلوًا من أي تضاغط سياسى، أو صعبانيات حقوقية، الإفراجات وفق منظومة قانونية تتسم بالحياد والإيجابية.
وعليه نعول على صدق النوايا في دراسة ملفات المسجونات جميعا في سياق العفو، ولا أملك معلومات يقينية بالأعداد أو التهم أو المحكوميات، الملف بحوزة مؤتمنين، وكلنا ثقة في صدقيتهم.
نتطلع لقرارات عفو عن كل من تنطبق عليها اشتراطات العفو، وهذا لعمرى سيكون من أجمل اللفتات الرئاسية في هذا الملف، وينور على المنجز الحقوقى الوطنى، ويخفف عن الأسر الملتاعة على بناتها في السجون.
فضلا، وكما جاء على لسان الصديق «ضياء رشوان» المنسق العام للحوار الوطنى، الإفراجات تساعد في توفير مزيد من الأجواء الطيبة والإيجابية لاستمرار نجاح الحوار الوطنى، بالصورة التي تتناسب معه كسبيل للتوافق حول أولويات العمل الوطنى في المرحلة الراهنة، وكسب مزيد من المساحات المشتركة بين أبناء الوطن لبناء مستقبل مبشر وأفضل.
مجددا وتأكيدا، تُحتمل غيبة الابن أو الأخ أو الزوج، صعب احتمال غيبة الأم أو الابنة أو الأخت أو الزوجة، ربنا ميكتبهاش على حد.
وبالسوابق الطيبة يعرفون، وكما قرر الرئيس بإرادة سياسية نافذة تصفية «ملف الغرامات» في السجون بعطفة أبوية راقية ومقدرة ونالت دعوات طيبات، نطمع في مثل هذه عطفة رئاسية لتصفية أوضاع المسجونات في السجون في سياق العفو الرئاسى، والرئيس لن يتأخر عن إغاثتهن وهو من ينحاز للمرأة انحيازا يقينيا بحقها في الحرية والعيش الكريم.