لقد قتلت العطر بقلم سميرة فاضل غانم

لم تكن هدنة

كانت منشار وقت

قطع كل الأغصان مؤونة موقد التهمت ذاكرته الأيام

منشار أسقط تحته فتات الفصول والأمان المهترئ...

حدث ذلك بُعيد وصول اللهفة إلى قمة البوح

ثم تعثُّرها وتدحرجها على سفح الندم...

هل أخبرك عن طعم المرار المتحلل من الكلمات المتراكمة في الذهن؟

عن أزيز صوتها في جرود ذاكرتي ؟

عن قمح البوح المنثور براحة العشق السخيّة

وخيبة الراحة لوصول النمل إليه قبل طيور الخير ؟

وكأنك صانع الخيبات

بذرة الصبر لمرار أيامي أنت ..

لو أنك تركت أزرار ورودي أجنة

لو أنك ما قطفت وهجها

لو أنك لم تدلق عطرها عن جرف نهمك

ربما سهوت بلحظة طيش

أن العطر سريع التلاشي

إذا نثرناه في فضاء حائر الاتجاه

لو أنك لم توقظ النبض

لم تسترق من المساء عيون الغياب

لو انك لم تساوم المسافات على السير وحدك

لو ...

مضى وقت طويل

ولم تتساو أنت وظلك

وما تساوت لغة الجرح وأغنياتي

لقت قتلت العطر بشتاته ...