ياسر دومة يكتب : بين غبار أوكرانيا ( 3 )

ياسر دومة يكتب : بين غبار أوكرانيا ( 3 )
ياسر دومة يكتب : بين غبار أوكرانيا ( 3 )
تحتدم المعارك فى أوكرانيا ويزداد لهيب العناد الامريكى بالأصرار على استنزاف روسيا الغريم التاريخى منذ أيام الحرب الباردة وذلك بقذف باسلحة بالمليارات بشكل يومى لاوكرانيا بل وتدريب جنود وارسالهم الى محرقة استنزاف روسيا هذا بالإضافة الى ما يعرف بالعقوبات الماليه والاقتصادية التى تصل الى مئات العقوبات والتى كان من المنتظر أن تقتل الاقتصاد الروسي وبالتالى اخضاع الارادة الروسيه طبقا للهوى الأمريكى 
ومن آثار هذا ارتفاع الاسعار عالميا طبقا لآثار تلك العقوبات التاريخية التى لم تحدث من قبل حتى وصل جالون البنزين فى امريكا الى 5 دولار فى تضاعف للسعر فى اقل من شهرين وبالتالى العديد من اسعار السلع وتصريحات المانيا وانجلترا وفرنسا عن تحديد البيع للزيت والدقيق للمستهلكين وتقرير مليون انجليزى بالجوع فى يوم واحد وعدة تقارير آخرى .
وهناك تأثير اخر ارتدادى يضغط فى ارتفاع الأسعار عالميا وهو قرار امريكا المتوالى برفع سعر الفائدة مما ينجم عن سحب الدولارات من الاستثمار الى شراء الآمن فى السندات الدولاريه مما يعمل كالمغناطيس الجاذب للسيولة الدولاريه مما يضغط على اسواق العالم بندرة الدولار بالتالى اختناق حركة التجارة وارتفاع الدولار على اقتصادات العالم مما يزيد الطين بلة على الأقتصادات الناشئة مثل مصر وزيادة فاتورة الواردات وكذا خدمة الدين الخارجى بالدولار 
لكن على الجانب الآخر قامت روسيا بنقلة نوعية باشتراط بيع الغاز والبترول بالروبيل الروسي مما ادخل اوروبا حظيرة الطاعة الروسيه بفتح 40 حساب بالرويبل واصحب الذى كان فى مرمى مدافع عقوبات المالى هو المهاجم بل وتصعد قيمة العملة الروسيه و تصبح افضل اداء من سنتين ويتهاوى اليورو ومعه اقتصادات اوروبا مما حدا بالمانيا وفرنسا بالضغط على واشنطن بعمل تسوية ما للخلاص من بئر الانهيار الاقتصادى الذى يلوح فى الأفق 
ولكن فى ضباب كل هذا يبدو يحدث امر آخر نتيجة استخدام الدولار كسلاح قاتل للدول مما ينتج حركة مختلفة عالميا وذلك بعدة أخبار تتناثر عالميا مثل بيع البترول السعودى للصين بالايوان وهناك اخبار بعد اسابيع ربما بيع البترول السعودى لبلدان شرق آسيا مقوم باليوان الصينى مما يوجه لطمة تاريخيه للدولار المقوم بالنفط منذ سبعينات القرن الماضى فى اجتماع جاميكا 
وهناك صور آخرى تجرى فى معركة الصراع الكبرى بشبه تأميم بنوك تعبث بالاقتصاد الصينى وتلك البنوك تعود ملكيتها لمن يسيرون دول الغرب كقطع على رقعة الشطرنج وعدد من تلك البنوك تم اغلاقة فى روسيا لنكون أمام مخاض عالمى جديد ماليا تصارع فيه امريكا للحفاظ على مكانه تبدو شاحبة واستمرارها ثقيل على العالم باحتكار طباعة عملة العالم كسلعة وعملة تبادل واحتياطى بل واستخدامها كسلاح قاتل مع منظومة سويفت 
والسؤال الذى يبزغ فى الأذهان ما الذى قد يجرى هل تتم تسوية بين الفريقين وتعترف امريكا بتآكل مكانتها الدولية أم كما يبدو تفتح امريكا ساحة قتال جديدة فى فنلندا والسويد ليمتد صراع النزيف للعالم بأجمعه لأطول فترة .