هويدا عوض أحمد تكتب : التضامن العربي

هويدا عوض أحمد تكتب : التضامن العربي
هويدا عوض أحمد تكتب : التضامن العربي
إن التمسك بالجماعة العربية وإحياء وجودها وتفعيل دورها يبقي هو الخيار الإستيراتيجي الواقعي الذي يتوجب علي الدول العربيه جمعاء ان تتمسك به وأن تعمل علي تطبيقه سهما مهما كانت التحديات والصعاب.
فليس معقولا ان تتم تصفية الإطار الوحيد الذي يجمع بين العرب ويحقق الحد الأدني من تماسكهم وتضامنهم في وقت تسعي فيه دول وشعوب من جنسيات وقوميات مختلفة ومتناحره في بعض الاحيان إلي التلاقي والتكتل من اجل تحقيق مصالحها المشتركة ومجابهة التحديات المفروضة عليها من قبل النظام العالمي الجديد بكل قسوته وجبروته .
التضامن يعني التعاون والتساند والمساعدة المتبادلة الفورية عندما تدعوا الحاجه إلي إنطلاقا من روابط ووشائج مشتركة 
أما علي الصعيد الدولي فهو إتفاق بين دولتين أو أكثر بذلك يصبح تضامنا جماعيا .
والتضامن العربي مصطلح شائع الإستعمال يستند في مضمونه إلي مبدأ الوحده العربيه وضرورة التعاون بين أبناء الشعب العربي بمختلف اقطار .ولكنه في الإستخدام الواقعي يرمز إلي مفهومين منفصلين قلما يتوحدان وينسجمان 
الأول مفهوم التضامن الشعبي العربي الذي يعكس
وحدة الشعور القومي والمصير المشترك من أجل مستقبل حضارى متقدم 
اما المفهوم النظامي للتضامن العربي .اي مستوي التعاون بين الأقطار العربية الذي ينطق من واقع السيادات السياسية القطرية والمصالح الماثلة للانظمة لا من الشعور بضرورة توفير وحدة معارك الأمة ومصالحها القومية المشتركة .
في الحقيقه الواقع العربي لا يدعو إلي الإرتياح فالخلافات العربية تعصف بين هذه الدولة وتلك في الوقت الذى تركز فيه القوى الأجنبية لا سيما الصهيونية علي زيادة حالة التفكك لأن ضمان. إسرائيل.وضمان برنامجهما يكونان في تفسخ العرب وزيادة تناقضاتهم وإشغالهم بأمور لا علاقة لها بمصالحهم الأساسية عندما تواجه امة مخاطر في الخارج أو الداخل فإن أبسط مايجب أن تتوجه له هو إستعادة الوضع الصحيح والتخلي عن التناقضات الهامشية لمواجهة التناقض الرئيس الذي يهدد الهوية والارض وينذر بمستقبل مظلم.
عندما يتحد العرب علي قاعدة حماية مصالحهم الاسياسية وتجاوز المسائل الفرعية
يستطيعون أن يحموا مصالحهم وأن يواجهوا كل المخاطر التي تعصف بهم .
السؤال الذي يجب ان يطرحه كل عربي مسؤولا كان أم خارج المسؤولية الرسمية .هل يمكن مواجهة التحولات الدولية والمخاطر المحدقه بالعرب والأطماع في أرضهم وثرواتهم في ظل إستمرار الوضع العربي الراهن ....
من المؤسف القول إن الفترات التي شهدت استقرارا في العلاقات العربية وتعاونا كانت قصيرة ولكنها كانت كافية لإستخلاص الدروس.
في مطلع السبعينات شهدت الساحه العربيه حاله من التضامن والتعاضد وفي ظلها تمكن العرب من وقف ضخ النفط إلي الولايات المتحدة وهولندا .فهل في وسعهم الآن التحكم بثرواتهم .
من المؤلم أن الأجنبي أدرك قوة وفاعلية التضامن العربي وأهمية الوحدة العربية في مجمل الأوضاع الدولية .فتسلل حيث إستطاع فخسر العرب تضامنهم وهم إذا لم يدركوا خطورة الوضع ويستعيدوا تضامنهم فسيخسرون كل شيء.
إذا نظرنا إلي الساحة العربيه الآن وفي ظل حالة القهر والظلم التي تمارس علي العرب فثمة مؤشرات علي إدراك خطورة الوضع الراهن فقد رفضت معظم الحكومات العربية التوجهات الامريكية بالمشاركة في مؤتمر الدوحة 1997
هذا في المجال الرسمي أما في المجال الشعبي فإن صورة أخرى تتكامل نرى من خلالها نموا متصاعدا لوعي عربي وبات الشارع العربي أكثر يقظة من السنوات السابقة .
وهنا تجدر الإشارة ألي ان الحكومات العربية إذا لم تتحسس نبض الشارع العربي وتجاهلته فان مناخا سلبيا سيسود الوطن العربي وسيكون لذلك إنعكاسات عميقة علي الإستقرار في المنطقة .
في الواقع التضامن العربي لم يتراجع بعد حربي الخليج وإنما قبل ذلك مع التأكيد علي أن حربي الخليج كانت لهما تأثيرات سلبيه عميقة في العلاقات العربية ..
إستفاد منها جميع خصوم العرب .وعلي سبيل المثال..
يرتكز التنسيق المصرى السورى علي قاعدتين أساسيتين هما الأمن القومي والتضامن العربي .
وعندما تتحرك القاهرة لمصلحة الطرف السورى في مفاوضات السلام .
فإنما تتحرك من القاعدتين لتحقيق الأمن القومي العربي ويلاحظ ان التنسيق المصرى والسورى يمثل حالة راقية من حالات التضامن العربي .
فعلي رغم ان القاهرة وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل إلا أنها لم تتجاهل الحقوق السورية في الجولان علي أساس ان البلدين دخلا حرب 67 وحرب 73سويا.
وإذا كانت مصر تمكنت من حل مشكلتها مع إسرائيل فإن من واجب مصر الوقوف إلي جانب القيادة والشعب السوريين لإستعادة الأراضي التي إحتلت عام 1967 وقد تحركت القاهرة علي أكثر صعيد.
تحرك مع إسرائيل نفسها فلم يحدث أن ألتقي الرئيس محمد حسني مبارك مسؤلا إسرائيل من دون ان يطرح قضية الجولان التي يعتبرها المصريون قضية مصرية كما نشطت الدبلوماسية المصرية عبر القنوات المعروفه للتواصل إلي إقتراحات عملية لإنهاء الجمود الراهن في المسار السورى  إن الوحدة المصريه السوريه وكل الدول العربيه هي الأمل الوحيد الباقي لهذه الامة 
وبالرغم من تفاقم الاوضاع في كل الحقب التاليه من تلك الاحداث من تفكك للعراق وسوريا واليمن وليبيا وتدخل سافر من اطراف خارجيه ودول عظمي علي يد أبناء العرب خيانات في الداخل واموال الشعوب العربيه اصبحت لشراء السلاح لقتل ابنائها علي يد الدواعش او الحوثيين او علي يد الاخوان والعصابات الارهابيه وتوليفة الشر التي لا تنام عن تدبير المخطط الصهيوني الكبير بتفكيك الشرق الاوسط لاجزاء لسهولة السيطرة عليه وتوجيه فكره وتوجه ابنائه لما يطمحوا له اعداء السلام 
إن لم يتكاتف رؤساء العرب ويتحالفوا حلفا حقيقا ومن خلفهم شعوبهم بكل حزم وقوة سنتلاشي بالتدريج بعد عصور من الضعف والمقاومة حتي وصلنا الي الآن لا رأي واحد ولا جيش واحد ولا عملة واحدة ولا خطة حقيقيه للأجيال القادمة .