أيمن السميري يكتب: تهنئة واجبة للجموع من شعب مصر الشقيق بالنصر المؤزر للأشقاء في كابول.

أيمن السميري يكتب: تهنئة واجبة للجموع من شعب مصر الشقيق بالنصر المؤزر للأشقاء في كابول.
أيمن السميري يكتب: تهنئة واجبة للجموع من شعب مصر الشقيق بالنصر المؤزر  للأشقاء في كابول.

 

 

أنت لسه مصدوم من حجم التأييد الشعبي في مصر اللي ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي لعودة طالبان للحكم لدرجة إن بعضهم شبهوه بفتح مكة، مزينين بوستاتهم بـ "إذا جاء نصر الله والفتح…..".

ليه مش عايز تصدق إن البناء الفكري لمعظم المصريين عُصابي، ديني، يميني متطرف بمن فيهم من نخب؟.  هو أنت مش واخد بالك من محيطك، ومعارفك، وأصحابك ودايرتك القريبة؟

مش ناسي أستاذ جامعي صديق في كلية قمة مرموقة كان فرحان أد إيه بتفجير برجي مركز التجارة العالمي وبيؤكد إن غزوة مانهاتن مذكورة في القرآن. خلي بالك دا أستاذ جامعي  مش نصحي أبلاتين ملك المازدا في الحرفيين.

على فكرة الإرهابي أوضح من فينا بس أنتم "كوسطيين" مزعومين مش عايزين تصدقوا؟

على فكرة الإرهابي يستطيع أن يفحم شيخكم الأعظم، وشيخكم الأعظم يعلم أن استشهادات، واحالات، الإرهابي الفكرية، والدينية صحيحة ولا يستطيع تكفيره؟

طيب ليه الإرهاب بيترعرع في بلد بها هذا العدد من المفارخ، والمصارخ، والمراعي المباركة، والمتحدثين باسم سادتنا الأموات، وبها سفارات معتمدة لأموات قريش في كل عقل مصري، بها كل هذه القنوات، والمناهج، ومصارخ الزن على الودان بمرتجعات القرون الوسطى.

قنوات تكرس بثها لاستضافة المزيد من الوعاظ والواعظات حتى القنوات الثقافية، والإخبارية، لصب خرافات البداوة صبًا في وعي الملايين؟.

الإجابة  العارية عري الحقيقة، الواضحة وضوح الشمس في رائعة النهار، أن الإرهاب ببساطة يقتات، ويعتاش من هذا الفكر البائس، من كل فضلات الموتى، من غبار صحراء مشايخهم.

طيب على هامش إيقاف الأزهر، الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الدينية، الراجل اللي يادوب بيلمس على بلاوي التراث، وما دخلش في الغميق، ولا ناقش، ولا رفع غطا البئر، وناقش المسكوت عنه، ولا لسه قرب حتى من تجديد الفكر الديني، أو عقلنته! أو قال ربع ما كان يقول به المعتزلة وابن رشد، في وطن توجد به بكل فخر هذه المفارخ المباركة:

كلية أصول الدين بالقاهرة

كلية أصول الدين بالزقازيق

كلية أصول الدين بطنطا

كلية أصول الدين بشبين الكوم

كلية أصول الدين بأسيوط

كلية أصول الدين بالمنصورة

كلية الدراسات الإسلامية القاهرة (تاني)

كلية الدراسات الإسلامية بنات

كلية الدراسات الإسلامية بدمياط

كلية الدراسات الإسلامية بدسوق

كلية الدراسات الإسلامية الشرقية

كلية الدراسات الإسلامية قنا

كلية الدراسات الإسلامية أسوان

كلية الدراسات الإسلامية بني سويف

كلية الدراسات الإسلامية بالخانكة

كلية الدراسات الإسلامية بالقرين

كلية الدراسات الإسلامية بسوهاج

كلية الدراسات الإسلامية كفر الشيخ

كلية الدراسات الإسلامية دمنهور

كلية الدراسات الإسلامية بالسادات

كلية الدراسات الإسلامية بور سعيد

كلية الدراسات الإسلامية الإسكندرية

كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة (تاني)

كلية الشريعة الإسلامية بالقاهرة (تالت)

كلية الشريعة الإسلامية تفهنا الأشراف

كلية الشريعة الإسلامية بطنطا

كلية الشريعة الإسلامية دمنهور

كلية الشريعة الإسلامية أسيوط

كلية القرآن الكريم بطنطا

كلية اللغة العربية بالقاهرة

كلية اللغة العربية بالمنصورة

كلية اللغة العربية  الزقازيق

كلية اللغة العربية إيتاي البارود

كلية البنات الإسلامية أسيوط

كلية البنات الإسلامية بالعاشر

كلية البنات الإسلامية المنيا

كلية البنات الإسلامية الأقصر

كلية البنات الإسلامية أسوان

٩٥٦٩ معهدا أزهريا عاما

٢٢٥ معهدا أزهريا خاصًا

٣٥ معهد إعداد دعاة أوقاف، دراسة ٣ شهور لأي شخص يريد أن يصبح  واعظًا ( يسمونه داعية

٣ مليون طالب أزهري تقريبًا يدرسون التراث، يسمونها (علوم) دينية ويسمون المشايخ عندنا (علماء).

كل ذلك بخلاف جيوش السلفيين الذين يملكون معاهد، ومدارس، وجوامع أخرى في ربوع، ونجوع، وقرى الوطن.

هل تتخيل يا عزيزي، المؤمن بطبعك، أن هذه المفارخ الدينية مخصصة لتدريس مرويات قروسطية (قرون وسطى) تراثية، تجاوزها الزمن؟

وأن هذه الجيوش الجرارة من الوعظ (الشيوخ)، الذين أصبحوا منذ السبعينات الساداتية المباركة يطلق عليهم (دُعاة)  بدلًا من وُعّاظ.

هؤلاء الوعظجية يرعبهم ظهور شخص، كسعد الهلالي، إسلام بحيري، فرج فودة، سيد القمني، سعيد العشماوي، حسن حنفي، مراد وهبة، نصر حامد أبو زيد، سعيد ناشيد، خالد منتصر، وغيرهم؟

هل تتخيل يا عزيزي المؤمن  بطبعك، أن ميزانية الأزهر تتجاوز الـ ١٧ مليار جنية، وميزانية وزارة الأوقاف تقترب من ١١ مليار جنيه، وميزانية دار الإفتاء تقترب من ٣٠٠ مليون جنيه لبث الفتاوي

يعني ما يقرب من ٣٠ مليار جنية لإغراق البلاد والعباد، والشاشات، والحنفيات، وزجاج السيارات، وأسماء الشوارع ، ولافتات الطرق السريعة بملايين الوعاظ الذين يجلدون الناس كل جمعة بكلام محنط، معلب، حافل بالسجع، والدهون البلاغية، يكررونه بنفس لفظه، وحروفه منذ مئات السنين كمرويات، على أسماع شعوب، يتم تغييب وعيها بمنهجية، وميكروفونية زاعقة،  دون  أي مردود قيمي أو  أخلاقي، وإلّا كنا بقينا في أخلاق اليابانيين، أو  الدنماركيين.

هل تتخيل أن جيوش السلفيين، أصبحت تحتل المصالح، والشركات، والهيئات، وأنك مرغم على قبول شبح يرتدي السواد ليقوم بتمريضك في المستشفى، وتخليص مصالحك بعقليته في أروقة جهاز الدولة الإداري العنكبوتي، شبح أسود يعلم ابنك في المدرسة بكل منظومة الأفكار الحاكمة لعقله، وكل ميراث الخرافة العرباني  الذي يحتل كيان هذا الشبح.

سؤال:

ما الذي سيحدث، لو استيقظ العالم  في الصباح، بدون مشايخ، أو قساوسة، أو حاخامات، أو سدنة معبد، أي معبد؟

هل تعتقد أن الشمس ستتوقف عن الإشراق في موعدها؟

هل تعتقد أن زمبلك دوران الكرة الأرضية هيعصلج عن الدوران؟

هل تعتقد أن مستوى الأكسچين سيقل تحت غلاف كوكبنا المنكوب؟

لكن نفس العالم لا يحتمل غياب عامل نظافة ليوم واحد عن عمله! أليست مفارقة؟

ماذا لو عمل ملايين الشيوخ، كزراع بساتين، أو بناة مدارس، ومستشفيات؟

بل ماذا لو بنينا مستشفيات أكثر، ومدارس أكثر، ومسارح، وكونسيرز، ومراسم، وحدائق، ومعامل، وملاعب، ومصانع أكثر بدلًا من هذه المعابد المكيفة ذات الفُرش المبسوطة،.والتكييفات النفاثة التي تغسلهم بالماء، والبرد كما تقول أدبياتهم؟

ماذا لو بنينا الإنسان المتسامح المتصالح مع وجوده بدلا عن المصارخ الدينية على كوكبنا؟

ماذا لو توقفت هذه الكليات الدينية الغارقة في غيبوبتها عن تدريس صفحاتها الصفراء، وتحولت إلى كليات جامعية مدنية تدرس العلم والابتكار، والتجريب، والتفكير المنطقي، والعقل النقدي؟، والفنون، والموسيقى، والفلسفة، وعلم الجمال،  والنانو تكنولوجي، وعلوم النبات، والبيئة النظيفة.

بل ماذا لو تحولت جامعة الأزهر إلى جامعة دينية  واكتفت بثلاثة، أو أربعة كليات أصول دين لتخريج ستوك سنوي من الوُعاظ، طالما أنهم بهذه الضرورة لسلطنة المزاج الجمعي، وسلمت باقي مواردها للتعليم المدني؟

هل سنموت حقًا لو أصاب الميكروفون الشريف عطب مفاجئ، واسترحنا من أصوات منفرة تنفجر في بيوتنا في جوف الليل؟

ماذا لو نجونا من الموت كمدًا، وقهرًا على وطن يعجن، ويخبز التغييب، والخرافة مع مطلع كل صباح، ويصبها صبًا في عقول أجياله، بنص المادة الثانية من دستوره، ثم يبكي على دم غال يسيل بسبب تلك الأفكار البائسة.

أنا أصدق إنك مسلم وسطي، بس صدقني ممكن تنشيطك أنت وابنك في إي لحظة وتصبح إرهابيا وكله من نصوصك، ومروياتك،  ومن دولاب أفكارك أرد عليك.

جماع القول: دينك عندما يتجاوز قفصك الصدري، ويصبع موقفًا حديًا من الوجود، والناس يتحول دون أن تدري إلى إرهاب.

الحفظ والسلامة لكِ يامصر

وللعقل ســــــــلام