استكمالا لمقالي في عدد الشهر الماضي مربع الشيطان الأمريكان .. طالبان .. أردوغان .. الإخوان .. مازال مسلسل الأحداث مستمراً بوتيرة سريعة لم تستطع قوات أعظم الدول ولا جبروت حلف الناتو والتحالف الدولي أن يمنع زحف واكتساح حركة طالبان الأراضي الأفغانية مثل سقوط أوراق الخريف يكفي فقط سيارة نصف نقل وبضعةموتوسيكلات عليها مسلحين بالبنادق والرشاشات إسقاط الحصون والقلاع وفرار المسئولين الحكوميين مثل الفئران أو استسلامهم دون اطلاق رصاصة واحدة بالرغم من تصريحات المتحدث الرسمي الأميركي والرئيس "جو بايدن" بأنه غير نادم على قراره وبدأت نغمة الثقة وأكتفى فقط في كيفية خروج العاملين ورعايا الدول بسلام أو غلق السفارات في العاصمةكابول التي اصبحت مهددة بالسقوط في أي وقت وتعالت الأصوات بالمطالبة بإيقاف القتال مقابل تقاسم السلطة أو التنازل مقابل الاعتراف بهم وهكذا وضح تماماً عدم قدرة الأمريكان منع حركة طالبان من الاستيلاء محاولين التذرع وعدم الاعتراف بالهزيمةوالفشل والانسحاب المهين المتسرع ويعتبر ضربةقاضية في وجه الإنسانية أمام طوفان أحفاد التتار والمغول الجدد في تدمير وتخريب وحرق الأخضر واليابس في سبيل الوصول إلى السلطة والحكم وفرض الشرع على سكان البلاد وممارسة التشدد والتطرف مثلما فعلت داعش في سوريا والعراق، فأين الديموقراطية وحقوق الأنسان التي يتغنى بها الأمريكان والتي تريد فرضها على كل بلدان العالم بما يسمى الربيع العربي وتنفيذه بالمخطط الشيطاني الفوضى الخلاقة وحولت المنطقة بؤر ملتهبة وصراع داخلي فجاءت داعش في العراق وسوريا واستولت جماعة الإخوان المسلمين على الحكم في مصر وليبيا وتونس ولكن شاءت العناية الإلهية انقاذ مصر من السقوط في مستنقع الفوضى وإفشال المخطط.
ونحن نقترب من الذكرى العشرين لأحداث الحادي عشر من سبتمبر والتي كانت بداية الحرب على الإرهاب على الإرهاب طالبان والقاعدة في أفغانستان والتي بلغت تكاليف الحرب تخطى حاجز آلاف المليارات من الدولارات وسقوط الآلاف ممن الضحايا سواء من الشعب الأفغاني أو قوات التحالف الدولي ورجعنا لنقطة الصفر مرة أخرى والذي لا تعرفه أو يفهمه الأمريكان إن الضحايا والملايين النازحين والهاربين من جحيم الحرب هو الثمن الباهظ وأن ذريعة الديموقراطية هي حجة واهية وغير مبررة وكذلك محاربة الإرهاب كانت المحصلة النهائية الفشل والهزيمة والانسحاب المهين.
إن الخطأ الأكبر يقع على الشعوب التي تم خداعها أو استغلال الدين في دغدغة مشاعر البسطاء والمغيبين مثلما حدث بشدة في العراق وسوريا وأفغانستان وعلى تلك الشعوب أن تعي الدرس جيداً وتصلح من ذواتها وتلتفت إلى مصلحتها وتحسين أحوالهم الاقتصادية والثقافية والاجتماعية أولاً عندها فقط نبدأ في المطالبة بتطبيق الديموقراطية، وإن الذي حدث في مصر يعتبر نموذج ومثل يطبق على باقي الدول التي تسعى للخروج من هذا المأزق وهذه المعضلة الشائكة فإن الخطوة الجريئة ومطالبة الرئيس عبد الفتاح السيسي ومحاولته تحرير المواطن المصري من عبودية الدعم خاصة رغيف العيش هو أول خطوة في طريق التنمية الحقيقية والاستثمار والمشروعات وتطهير البلاد من كل الجماعات الإرهابية والاستمرار في اصلاح وتحسين حياة المواطن عندها فقط يصبح الانسان حرا وقادرا على تطبيق الديموقراطيةبسهولة ويسر وعليه يجب تقديم المساندة والدعم الكامل للرئيس عن طريق التوعية والمعرفة والعلم لمسايرة الدول المتقدمة ومصر قادرة على خوض التجربة بنجاح خاصة أنها تملك مقدمات الانطلاق والمستقبل سواء كانت تاريخية أوحضارية أوثقافية أو سياحية.
لعل من الأخبار السارة عودة السياحة الروسية مؤخراً والتي تؤكد على المسار الصحيح للاستقرار والأمان وعلى مؤشر جيد لزيادة الدخل القومي ولهذا يجب على القيادة الانتباه والحذر من الأحداث الجارية وتأثيرها على المنطقة التي أعطت قبلة الحياة لجماعة الإخوان الإرهابية للعودة إلى المشهد مرة أخرى واستيقاظ الخلايا النائمة فالعمليات الإرهابية الاجرامية عادت خلال الفترة الماضية وزادت في وسط وشمال سيناء وملاحظة عابرة ما يحدث في باقي الدول مثل اشعال الحرائق بفعل فاعل في كل من الجزائر وتونس وما يمارسه الغنوشي من مناورات ومؤامرات بعد انكشافأمرهم خير دليل كذلك عمليات إرهابية وتخريب أبراج الكهرباء في وإرسال مرتزقة إلى ليبيا وإطلاق الصواريخ من جنوب لبنان تكشف بوضوح على النشاط الزائد ومحاولة إحياء الوجه القبيح للجماعة الإرهابية كلنا ثقة من وعي الشعب المصري وقدرته على تخطي الفترة القادمة بسلام وتخرج من مربع الشيطان الممثل في الأمريكان وممثلين الديموقراطية المزيفة أو تجار الدين الجدد سواء كانت من الإخوان أو الأردوغان راعي الإرهاب الذي اخذالضوء الأخضر لممارسة دوره في تنفيذ المخطط المرسوم له في إحداث بؤرة ملتهبة في افغانستان ومنطقة صراع لزعزعة استقرار المنطقة ومصر من ضمن تلك المنظومة.
ويلاحظ دخول قوى إقليمية جديدة على الخط مثل الصين وروسيا لمليء الفراغ نتيجة الانسحاب الأمريكي عن طريق التعاون أو الدعم او المعونة لتلك الأنظمة الجديدة ولا يهمها أيديولوجية سواء كانت متشددة أو متطرفة وتلك هي مصيبة كبرى ستكون لها تأثير مباشر سلبي فإذا كانت أفغانستان أكبر منتج للمخدرات والأفيون بعد الأحداث الجديدة ستكون أكبر مصدر ومأوى الجماعات الإرهابية وعودة القاعدة والإخوان وداعش ربما تسعى تركيا وقطر في إيجاد وسيلة لتجميع تلك الجماعات في كيان موحد أو قوى جديدة فالعالم قادم على تغييرات جذرية وتحالفات جديدة وجماعات ضغط خاصة تحيطها دولتي إيران الشيعية وباكستان السنية.