د. محمد ضباشة يكتب: وداعا يا حب!

د. محمد ضباشة يكتب: وداعا يا حب!
د. محمد ضباشة يكتب: وداعا يا حب!

 

دع الحب أنك تسألينني عن جزر مغلقة وسراديب عميقة يستعصى الوصول إليها ومتاهات يحتار فيها العقل والتفكير وبدلا من آن يكون الحب نعمة أصبح نقمة يعاني منها كثيرا من المحبين، وإذا تحدثت معكم عن هذا الانفعال العاطفي سوف تتسمر شفتاي و تتحشرج الكلمات في حلقي  وتمر الذكريات تذكرني بما عاناه قلبي من هذا الحب أو ذاك ويمر طيف ندي شفاف الخيوط يسألني أين أنت وأين هى  ؟ وكأنه يذكرني بماضي أليم كتب الحب علينا فيه الفراق  فأنظر إليه ولا أجيب ولسان حالي يقول لملم جراحك يا قلبي و قل للحب وداعا  .

والشاهد على ما خلفه الحب ورائه من تدمير وجراح وخراب ما نشاهده من ارتفاع فى معدلات حالات الطلاق فقد امتلأت  المحاكم بالمشكلات  الزوجية والأسرية وارتفعت معدلاته   فامتنع العديد من الشباب والفتيات عن الزواج لغياب الحب الحقيقى الذى تعلمناه من آبائنا وأجدادنا وتحول إلى مادة أو سلعة تباع وتشترى،  وارتدى قناع الزيف للحصول على مكاسب مادية لا قيمة لها وأصبحت أيضا آفة التملك هي أحد أدواته للسيطرة والهيمنة على الطرف الآخر   .

عندما نسترجع الماضي في زمن القيم والأخلاق الحميدة  نجد أن الحب كان عنوانا للحياة في كل منزل وكل شارع أو حارة أو زقاق كانت رايته ترفرف على أسطح المنازل مبتسمة تفتح زراعيها للمحبين وكانت علامة واضحة تؤكد أن الحب حي يرزق في قلوب الناس وفي معاملاتهم اليومية ولا كنا نسمع ولا نرى ما نراه في هذا العصر من ملوثات تم استيرادها من الغرب أثرت بالسلب على مفاهيم الحب والعطف والحنان والتسامح والرحمة واستبدلت كل هذا بالشعار الأمريكي اللعين، الغاية تبرر الوسيلة حتى بين الأزواج والأخوات وأفراد الأسرة الواحدة ومواطني المجتمع الواحد  .

وما نراه أيضا في عصر انقلبت فيه الموازين وغابت القيم نتيجة لغياب دور الأسرة والمسجد والكنيسة والمؤسسات التعليمية في تعليم تلك المفاهيم  لبناء مجتمع يسوده الحب والوفاق وتقبل الرأي الأخر والعيش في سلام وأمان تحت مظلة الحب الحقيقى الخالي من حب الأنا والتملك ويكون عنوانا للحياة  .