فى بيان موجز شديد الأهمية، حذر الكاتب الصحفى عبد الرحيم على، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس ولندن، من قيام التنظيم الدولى للإخوان بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية الديمقراطية بمحاولة إنشاء مجموعة إخوانية جديدة تتبنى علنًا النهج الديمقراطى وتبتعد تنظيميًا عن التنظيم الأم؛ بهدف إعادة الروح للتنظيم الذى بات يلفظ أنفاسه الأخيرة.
واعتبر «على»، فى بيان أصدره ، أن حل مجلس شورى الإخوان فى تركيا ما هو إلا ضربة للحرس القديم ونهاية مرحلة سيطرت فيها أفكار سيد قطب على التنظيم الدولى وجماعة الإخوان التقليدية، مشيرا إلى أنهم يمهدون الطريق لبداية مرحلة جديدة، مرحلة الإخوان الجُدد أو (الإخوان الديمقراطيون) برعاية أمريكية، فى محاولة لاستعادة تجربة الربيع العربىسياسى لتصبح أكثر اعتدالا وانفتاحا على قيم الديمقراطية والتآخى الإنسانى.
وتأكيدا لتحذير عبد الرحيم على، تأتى مساعى التنظيم الدولى للإخوان للعودة للساحة الإقليمية والدولية - بعد أن لفظه الشعب المصرى وأغلب شعوب المنطقة العربية - خاصة بعد فوز المرشح الديمقراطى للانتخابات الأمريكية جو بايدن، ولكن كما يقول المثل العربى «أتت الرياح بما لا تشتهى السفن»، بعد الموقف المصرى فى أحداث غزة الأخيرة وتوافق الإدارة الأمريكية معه وتبنى وجهة النظر المصرية، والذى بدد كثيرا من هذا الحلم.
ومما يصعب من تحقيق «حلم العودة» عدد من العناصر التى شكلت مجتمعة عدم إمكانيات العودة والتى من بينها الصراعات الداخلية للجماعة، خصوصا بين مجموعتى تركيا ولندن، وكذلك الصراعات بين إخوان الداخل والتنظيم الدولى، ومحاولات شباب الجماعة فى الداخل من وقت لآخر إجراء انتخابات للإطاحة بالقيادات التاريخية، هذا بجانب تلقى الجماعة وتنظيمها الدولى عدد من الضربات على مستويات مختلفة كان أهمها تقارب العلاقات المصرية مع كل من قطر وتركيا، واتخاذ الأخيرة إجراءات للتضييق على العناصر الإخوانية المتواجدة على الأراضى التركية كذلك قنوات الجماعة الإعلامية.وذكر البيان أنه يوجد صراعات داخلية حيث تعيش الجماعة وتنظيمها الدولى حالة من الارتباك والتخبط بعد إعلان إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان رسميا قرار حل المكتب الإدارى لشئون التنظيم بتركيا وحل مجلس الشورى وتأجيل الانتخابات الداخلية واضاف البيان أن التنظيم في الداخل والخارج. يعاني من الانقسامات
لا شك أن هناك موجة جديدة من الانقسامات داخل تنظيم الإخوان الإرهابى تعد الأكبر فى تاريخ الجماعة الإرهابية، إذ أقبل عدد كبير من قواعد الجماعة على عزل محمود حسين الأمين العام للجماعة، الهارب خارج البلاد والمسيطر الأكبر على أموال الجماعة وجميع التمويلات. واكد أن كبر ضربة تلقتها جماعة الإخوان وتنظيمها الدولى، عزلها من الحكم فى 2013 بثورة شعبية مهيبة فى 30 يونيو، ووقوف القوات المسلحة وباقى مؤسسات الدولة بجوار هذه الثورة، وتوالت الضربات بعد ذلك بالقبض على قيادات الجماعة ومواجهة مكاتبها النوعية والمسلحة مثل حسم ولواء الثورة وكتائب حلوان وغيرها، وشكل القضاء على محمد كمال مسئول العمل المسلح داخل الجماعة فى 2016، ضربة مؤلمة للجماعة، وكان القبض على محمود عزت أكثر إيلاما بكل المقاييس هذا على مستوى الداخل وعلى مستوى الخارج شكل التقارب المصرى مع كل من قطر وتركيا ضربات مؤلمة أخرى هزت كيان التنظيم الدولى للجماعة. واختتم عبد الرحيم علي أن التقارب المصرى مع تركيا وقطررغم تصريحات إبراهيم منير، بأنه يرجح أن تستمر علاقة الجماعة مع قطر وتركيا رغم التقارب المصرى مع النظامين، وأن عناصر الجماعة فى كلا البلدين متوافقين مع النظام ومع القوانين، قائلا: «لا أعتقد أن شيئا كبيرا سيتغير فى العلاقة بيننا وبين قطر وتركيا»، لكن كثيرا من أعضاء جماعة الإخوان فى تركيا نشروا عبر صفحاتهم الشخصية عن تغير واضح فى التعامل معهم من قبل السلطات على عدة مستويات، ما دفع بعضهم للتفكير فى التوجه إلى بلدان أخرى أكثر أمنا وتعاطفا مع قضيتهم تحسبا لمزيد من التقارب المصرى التركى.