لا أجد سبيلاً إلى حل أزمة الشقاق بين القيادات الفلسطينية. هناك رام الله وهنا غزة. قيادات لايعنيها سوى الأبواق التى ينفخون فيها أكاذيبهم عن زعامتهم للشعب الفلسطيني. الهم الأول ليس فة الوفاق، بل فى النفاق من أجل جمع المال، عربى ودولى دون الإفصاح عن ميزانيتهم. الضبابية لهم هى النقاب الذى يخفى وراءه أفواها لايملأها الى المال والتشوق بقرب حل النزاع الفلسطيني الفلسطيني. يرون أن المشكلة الفلسطينية بيست فلسطينية ولكنها عربية. يسافرون وينفقون وتعجبهم مناظر الكاميرات والتصريحات والتنديدات وكل ماهو لاعلاقة له بالمواطن الفلسطيني الذين يجدون فيه خير ملاذ للاختباء وراءه. المواطن الفلسطيني هو الدرع البشري لما يسمي نفسه بالرئيس عباس ومايسمي نفسه المناضل هنية في غزة.
المعلقة الثانية هى مشكلة المياه بين اثيوبيا ودول وادي النيل. سد النضة في اثيوبيا هو المسمار فى نعش مستقبل العلاقات بين الأحباش والعرب. خلق العرب دولة اريتريا، فأصبحت اثيوبيا دولة لاتطل على البحار. هى أفغانستان المنطقة والتى ترى فى السودان والسودان الجنوبى ومصر أعداء. قال لى مستشار الامبراطور هايلى سيلاس: "العرب يقولون اقتل الحبش ولاتقتل الحنش. وهى مقولة لم اسمعها من اى فم عربي.
والمعلقة الثالثة هى الاضطراب فى ليبيا. عادة ليبيا الى التمزق الجغرافي الماضى بين برقة فى الشرق وطرابلس فى الغرب. وفزان فى الجنوب.. البترول الليبي يمزق ليبيا والبترول الخليجي يعمر بلاد الخليج والعرب.. من أجل ذلك، وضعت مصر حاملة طائرات هليكوبتر فى المياه الفاصلة بين مصر وليبيا. هذا توقع استراتيجي بأن العواصف فى ليبيا لن تهدأ، ولن ترضى مصر لنفسها أن تكون فى مهب تلك الرياح الفاسدة.
والمعلقة الرابعة هى الأزمة اليمينة. الرئيس اليمني صالح عبد ربه لاجئ سياسي فى السعودية، دولته لم يصبح اسمها اليمن السعيد بل اليمن البائس. مهد الحضارة العربية المنبثقة من اليمن توارى وراء التلال الفاصلة بين اليمن الجنوبي واليمن الشمالي. ومن دواعى المتناقضات أن تنتج حضرموت، وهى من أجمل ماشهدته فى الجغرافي العربية المطلقة على بحر العرب والمحيط الهندى أفرزت أسامة بن لادن دفع الاسلام والمسلمين بنار الاتهام بأن الاسلام دار حرب لادار سلام.
والمعلقة الخامسة هى سوريا. أصبحت سوريا، التى كانت درة فى تاج الدولة العربية الكبرى أنقاضاً فوق أنقاضه. يتربع بشار الأسد، وهو ليس بشار ولا هو بالأسد على تلك الانقاض، ويختبئ وراءه مظلة الدفاع الروسية التى جعلت من دير الزور على الساحل المتوسط امتداداً للبحر الأسود.
والمعلقة السادسة هى اصابع السلطان أوردغان تحاول اللعب بمقادير الأمة العربية. عقد اتفاقاً مع بعض الزعامات الليبية فى محاولة بائسة لأحياء الامبراطورية العثمانية.
يرفع أربعة اصابع إحياء لذكرى الفاشلة العبرية رابعة العدوية، ويترك الأصبع الخامس للإشارة الى قصره الجديد بالقسطنطينية وبه ألف غرفة.
والمعلقة السابعة هى محاولة تجزئة العراق الى دويلات ثلاث: كردية فى الشمال، سنية فى الوسط، وشيعية فى الجنوب... تبارى الغرب بالتجزئة من باعث الخوف من ظهور وئام عربي يهدد الصهاينة فى فلسطين التاريخية. لن تنجح تلك المؤامرة لأن العرب اثبتوا من غابر الأزمان أن وحدة أمتهم تنهض على دعائم اللغة وليست على دعائم الدين.
تتشدق اسرائيل بأنها شطرة جغرافياً الامتداد العربي من موريتانيا غرباً الى الصومال واليمن شرقاً.
وكان الرد العربي الآن هو انشاء جسر الملك سلمان للربط بين مصر والسعودية استعادة لذلك التواصل الجغرافي بين المغرب العربي والمشرق العربي.
المستقبل للعرب، إذ لديهم رابطة سيكولوجية لايمحوها الاستعمار ولا القوة الغاشمة. وإنما يحددها ماهو غير المنظور: الافئدة التى تنبض بالتاريخ والعز والتصميم على تغلب أية معلقات لادوام لها ولا ديمومة ولامستقبل.