حسين الذكر يكتب: العقل والاستراتيج ..لهاث ما بعد الحضارة !

حسين الذكر يكتب: العقل والاستراتيج ..لهاث ما بعد الحضارة !
حسين الذكر يكتب: العقل والاستراتيج ..لهاث ما بعد الحضارة !

اغلب ان لم يكن جميع المؤسسات العربية شابها عطب ما ، في اغلب  مفاصلها جراء عقود خلت تحت ضغط ما يسمى بالاجندات الخارجية وكذا تبعات ملف الشرق الاسط  السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية وغير ذلك الكثير .... تخللها كثير مما لا يمكن عده ضمن منهجية واستراتيجية قصيرة وبعيدة المدى بما تتناسب مع الإمكانات والحاجات وتلبي الطموحات  ... رغم قيام الدول وصرف مؤسساتها الكثير من المال معززة بعدد اكبر من قوائم الموظفين الذين يحملون عناوين اكاديمية وشهادات عليا وخبراء ومختلف الاختصاصات .. اذ لا يمكن عد الحال وقراءته الا ضمن تقييم متراجع على مختلف الأصعدة وبما يجعل وطننا العربي متخلف عن ركب الحضارة بعقود طويلة .. هذا ما لا يحتاج الى دراسات وجداول ولجان وحساب وكتاب .. مع أننا لسنا بصدد البحث عن التسيب والمتسبب بقدر ما نؤشر حالة معينة ينبغي ان تنته او في الاقل الحد منها كشرط أساس للانطلاق الى ما هو افضل .

هنا ثمة سؤال يدور ببعض الرؤوس المتشابكة والشائكة والمشككة .. منذ مدة طويلة تبحث عن مخرج لما نحن فيه وبعض الدول العربية تطورت ا على مستوى البنية التحتية والعمران الشاهق  مع ان مخرجاته  ودلالاته ما زالت بعيدة عن مخاض ونتاج ما يسمى بالحضارة .

فهل بالإمكان النهوض بقطاع معين او ملف دون اخر .. ؟ بمعنى هل يمكن ان يسود الفساد براس ما .. فيما ذراع او قدم ان تنتعش وتصلح وتعمل ..

مع ان الإجابات عن هذه الأسئلة ليست قطعية ولا يمكن ان تأخذ من راس ارتجالي او عمل شخصي او عشوائي ... بقدر ما ينبغي ان تمثل نتيجة وحصيلة لدراسات علمية منبثقة من تجارب وخطط لبلوغ ما يراد منها .. الا ان بعض الدول العربية استطاعت ان تتنبى انموذج جديد وفرت له وسمحت الظروف ان ينهض عمرانيا وربما بنيويا .. الا ان الواقع الاجتماعي ما زال يدور بذات العقلية التي لا تسمح بالانطلاق من قمقم العادات والتقاليد المعرقلة للإصلاح .. وما يوجد بالمحيط الواقع المهيمن ما يدلل على ذلك  ..

نؤمن بحكمة ( لو خليت قلبت ..) .  وان الأمور أحيانا تحتاج الى ضمير حي واحساس وطني مسؤول يمكن له ان يعمل مع فريق عمل منسجم متسق يضع شعار الوطن نصب عينيه فيما يكن همه خدمة المواطن .. عند ذاك يتفجر العطاء وان لم يكن على قاعدة التخطيط الاستراتيجي ، لكنه بذات الوقت لا يعد ضمن المعاجز بقدر ما يمثله من  عملية استنهاض للقدرات الفردية  الكامنة واطلاقها بقوة وحس لم يعد كافي وشافي لبناء وطن .. هنا تكمن عمليات الانتظار للعمل الاستراتيجي المؤسساتي العام والتخفيف عن كاهل الفرد لإعادة البناء على مديات متعددة ... لكن الأهم ان نتحسس ونتلمس صدق وجدية الأقرب منها ..