بات واضحاً جلياً، ظاهراً غير خفياً، أن تكليفات قد صدرت إلي غلمان قنوات الإخوان بتكثيف الحديث عن السجون الجديدة التي بنتها بلدنا خلال الفترة الأخيرة!
لم يتأخر الغلمان أو تتكاسل الجواري، وقامت مذيعتهم اللوذعية، ثقيلة الدم و"الأيلاينر" زوجة الإخواني العجوز، الممول الرئيس لتلك القنوات، بتخصيص حلقة كاملة من برنامجها الذي لا يقل سخفاً عنها لتناول الموضوع، جلست الست" شجرة اللفت" تستقبل ما أسمته تصريحات المواطنين، لتعزف جميعها علي نغمة إزدياد أعداد السجون، وما تكلفته من أموال، كان أحري بمصر توفيرها من أجل بناء المدارس أو المستشفيات!
ويبدو والعلم عند الله أن دهاقنة الجماعة، ومنهم "جوز الست" المذيعة، قد إعتقدوا، أو توهموا، أو ظنوا، أن لبلدنا ذراع يلوي، أوأنهم قد عثروا علي"ندبة"خفية، أو"دملة"مخفية، في جسد الدولة المصرية، وأنهم إذا ضغطوا علي الندبة، أو قاموا بفتح الدملة، فسيحدثون بعض الإرباك، أو الإشغال، أو الإرتباك، أو الإيلام، أو الإنهاك لهذا الجسد القوي العفي الفتي، الذي لم يقدروا علي النيل منه طيلة ثماني سنوات، منذ أن نبذهم، وقلص خطرهم، وأنهي دورهم، و بترهم لينقذ سائر الجسد من عفن قيحهم، وعتههم وخبلهم، وضحالة وعقم أفكارهم!
لم يقف الأمر أو ينتهي عند الست المذيعة ولا عند برنامجها، فوصلة الهري التي بدأت بالتسخين في الظهيرة، إنتهت بالتضليل في الليل، بخروج أحدهم ليقول أن الحديث في موضوع بناء السجون ممنوع في الداخل المصري بأمر من الدولة، وأنه هناك تعليمات مشددة بعدم فتحه أو طرحه أو مجرد الإقتراب منه!
وها أنا ذا يا حضرة الجربوع، خرجت الآن لأفتح لك الموضوع، وسأجيبك بعد الإتكال علي الله عن كل الأسئلة، التي إدعيت كذباً أن مجرد الإقتراب من طرحها ممنوع!
عاوز تعرف إيه؟
الدولة بتبني سجون جديدة ليه؟
لأن أعداد المواطنين تزيد، ولأنه ليس جميعهم من الأنقياء الأتقياء الأخيار، وهنالك من بينهم أشرار "زي حضراتكم كده" ولابد للأشرار من عقاب، والدولة " أي دولة" هي المنوط بها محاسبة المخطئين من أبنائها، فقامت بلدنا بإنشاء تلك البنايات التي توفر لنزلائها معاملة آدمية، وفق الإشتراطات والمعايير الدولية، من حيث الإجراءات الصحية، والطبية، والعلاجية، كما حرصت علي توزيع السجناء علي أماكن قريبة من مناطق سكنهم، وقامت بنقل الأقارب من النزلاء في سجون واحدة، لكي يسهل علي ذوييهم زيارتهم، فضلاً غما سيحدثه هذا من تخفيف للأعداد في العنابر، والتي تغير حالها تماماً للأفضل بشهادة العديد من المراسلين الأجانب، فلا تكدس فيها ولا سوء تهوية، بل أماكن إحتجاز آدمية، مع استحداث عنابر خاصة للنزلاء من ذوي الإحتياجات، وإقامة الكثير من المشروعات الصناعية والزراعية والإنتاجية، وعقد العديد من الندوات التثقيفية .
ها أنتم سألتم عن السجون وأجبناكم، فهل لنا أن نسألكم بدورنا، لماذا لم تتحدثوا أبداً عن المدن الجديدة التي أقامتها الدولة بفضل من الله، والتي زادت علي ال ٣٠ مدينة؟
إضافة لعدد كبير من الأحياء، وتطويرعدد ليس بالقليل من العشوائيات، أنشئت جميعها خلال السبع سنوات الماضية بطول البلاد وعرضها؟!
ألم تسمعوا مثلاً عن سوهاج الجديدة، أو إسكندرية الجديدة، أو أسوان الجديدة، أو المنصورة الجديدة .... الخ الخ؟
فقط سمعتم عن السجون الجديدة؟
فأزعجكم بناؤها، وتطالبون اليوم بتوفيرأموالها، من أجل بناء المدارس والمصانع والمستشفيات؟!
ولو أضاء الله بصيرتكم، وأطلعكم علي الغيب لطالبتم بمضاعفة مخصصات السجون، كونكم ستحلون عليها يوماً "نراه قريباً جداً بإذن ربنا" كنزلاء مقيمين، لتنالوا جزاء جرائمكم وما عملته أيديكم، أما الحديث عن تقاعس الدولة في بناء المدارس، والمستشفيات والمصانع، فقد تضمنه جوابنا علي سؤالكم الأول، تماماً مثلما حملت برامجكم نفسها الردود علي إفتراءاتكم، ودحضدت حججكم ولكنكم لم تفهموا،
( ماهو أصل الغباء ده جند من جنود الله)
ينتقد أحدكم في قناته بناء سجون جديدة بالمحافظات، ثم يخرج إلي فاصل، لتذيع نفس القناة خلال الفاصل شكوي لسجين من تكدس العنابر، أو شكاية لأم سجين، من بعد المسافة ما بين مسكنها ومكان السجن الذي فيه إبنها!
نرجع لموضوع المدارس والمستشفيات، أمر بديهي يا من غاب عنكم الذكاء، أنه سيكون بداخل كل مدينة من ال ٣٠ مدينة جديدة التي ذكرناهم، ما يكفيها من المدارس والمستشفيات والمصانع، والمصالح والهيئات، يبقي الدولة بتبني ولاّ مابتبنيش؟!
وأخيراً ... عليكم جميعاً أن تعلموا، أنه ليس لدينا هنا في مصر (الجمهورية الجديدة ) ما نفعله في الخفاء لنواريه، أويسيئنا إطلاع الغير عليه لنداريه .
حفظ الله بلدنا، وأعان قائدنا وزعيمنا، قائد جمع الحق والإيمان .