المواطن المصرى المطحون المعدم البائس اليائس الفقير المثقل بالمتاعب والهموم اليومية والمشاكل التي لا حصر لها والذي يئن أنين الراضي القانع بدافع حبة لبلدة يدفع ثمن فشل الحكومات المتوالية فى الادارة وفشل السياسات الاقتصادية والحلول الوقتية الفاشلة؟
فساد الذمم والضمائر فاق كل الحدود بجانب ضعف القوانين وبطىءالعدالة، كل هذا أصبح كالوباء الذي يضرب بلا رحمة. المواطن البسيط في بلدنا عادة لا يأخذ حقه بصورة واقعية ومحايدة ، وهناك «واسطة » فى كل مكان فمن المستحيل انهاء امر دون علاقات او معرفة او شرب شاى بالياسمين “رشوة”،
لو طلبت الإتقان في مكان عملك، لابد أن يصفك مرؤوسك بأنك حنبلي ومصعب الدنيا، ويعتبرك زملاؤك معقدًا، وفى الحالتين لابد أن يصيبك ما تيسر من الذنب، رغم أن الطبيعي هو أن تتم مكافأتك وليس عقابك وتشريدك .
ناهيك عن عدم احترام المواعيد، وانعدام الصدق ، في حين أنه يستطيع أن يخبرك بالزمن الحقيقي لكي ترتب ظروفك، وبالمثل التأخير عن مواعيد العمل أصبحت عادة، ومن تكون مواعيده منضبطة لابد يشعرك أنه يجاملك و”عشان خاطرك بس عمل كده”
والحكم ليس إجماليًا على كل المصريين، فلدينا من يتقنون عملهم في كل المجالات، ولكن الحقيقة أن الأكثر انتشارًا هو عدم احترام العمل والوقت، فكم حرفى دخل بيتك، ولم ينجز ما طلبته بكفاءة وإخلاص واخد اضعاف ما يستحقة من اجر ، وكم مرة عذبك موظف في مصلحة حكومية لأنه لم يؤد عمله بمهارة وبتكاسل غريب وروتين قاتل وممل، وتسبب في تعطيلك وخراب بيتك.
جميع الخدمات في مصر تنهار بصورة واضحة ومباشرة أمام الجميع دون تدخل فاعل من الحكومة وكانها لاترى او تسمع ،
لا يمكن أن نتقدم للأمام دون أخلاق عمل محترمة واحترام حقوق الآخر وقوانين فاعلة وحكومة تفكر جديا قبل اتخاذ القرارات وتراعى البعد الاجتماعى ومحدود الدخل وتبتعد عن سياسة الصدمات والحلول الامنية الفاشلة، لك الله يا شعب مصر.. العالم يعيش ثورة العلم والمعرفة والتقدم العلمى والازدهار والتكنولوجيا والنووى، ونحن نعيش حقبة من الظلام والجهل والتخلف، ومازلنا نعانى. ربما تتعثر أحلامنا، ربما تتعطل كثيرًا، لكن في النهاية أثق أننا سوف نحصل على ما يليق بنا يوما ما.