أعتقد أنه من خلال قراءتي في الفكر والأدب الغربي أن المذاهب الفكرية والأدبية التي ظهرت عندهم منذ عصر النهضة كانت ثمرة تجربة معاشة وممارسة على أرض الواقع ومكابدة فكرية وذهنية وأزمات نفسية تركت بها أثرا
أعتقد بأنه أيضاً قد ثبت بالتجربة وبالفعل مراراً وتكراراً فشل نقل تجربة أنساق الفكر و نظم الحياة الغربية بعد، نزعها من سياقها التاريخي الغربي التي نبتت فيه فكانت نتيجة طبيعية و تعبيرا صادقا ونتيجة حتمية أقتضاها منطق التطور وضرورة موضوعية فرضتها حركة التاريخ ،وثمرة لمرحلة وتجربة إنسانية معاشة..... ثم يأتي بعد ذلك من يريد زرعها فى مجتمعنا العربي لأن الغرب لا يكف عن تجاوز نفسه وكثيرا ما يكون هذا التجاوز ردة فعل تعبر عن أزمة فكر فتظهر ردة الفعل هذه؛ كأزمة حضارية وتكون هذه الأزمة ؛ردا فى نفس على إرهاصات وأنساق فكر جديدة فى طريقها للتكوين فكل ما يحدث نتاج تجربة وأزمات اجتماعية فهم لا يكفون عن تجاوز أنفسهم ثم إنتاجها بصورة جديدة ولكن الماضي مستوعب فى داخل الحاضر والمستقبل..... فهم صيرورة متصلة من التطور و بناء المذاهب والأنساق الفكرية ثم التمرد عليها ثم تجاوز ما بها من سلبيات بعد تجربتها على أرض الواقع.... ثم يجربون ويتمردون على ما بها سلبية ببناء جديد . ثم تجد البعض من مثقفينا ومفكرينا متجاهلين كل ذلك و يريدون تطبيق وزرع هذه التجربة التي كابدها الغرب على مدار قرون طويلة نفسياً وعقليا وجدلا ودراسة وتمحيص ونقد نفسيا وعقليا وجدلا ودراسة وتمحيص ونقد حتي تلبي وتعبر بصورة أوضح عن حياة العصر التي وظهرت فيه هذه التجربة الفكرية وتعبر عنه بصدق....ثم يأتي ويطالب أن ننقلها نقل مسطرة لتزرع فى مجتمعاتنا ؟!فنحن لم نكابد الإبداع والتجاوز المستمر ثم التمرد عليه فنحن لم نعش تفاصيله فهو ليس صنعنا وليس نبات تلك الأرض لا أعيب تجربتهم في شيء ولكنها تجربتهم هم وتعبر عنهم هم وليس نحن... لابد أن تخرج تجربتنا من أنفسنا من خصوصيتنا الحضارية والثقافية لاب أن نعاني ونحن نجرب ولا يضل الفكر حبيس العقول والنفوس ليظل نظريا أجمل ما الغرب أنه يطبق نظرياته على الواقع ليري النتيجة ثم يتجاوز ...هي تجربة حضارية عاشها الغرب هي مطلب اجتماعي وحياتي ووقتي فقد زرعنا الكثير من أفكارهم في مجتمعاتنا الشرقية فلا أصبحنا غربا ولا تركنا أنفسنا شرقا...