بعد ثورات الخريف العربي التي أطلت بوجهها القبيح على منطقة الشرق الأوسط وشملت العديد من الدول العربية لتغيير هويتها ونسف مقدراتها وتشريد شعوبها والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن ويؤرق المواطن العادي الذي لا يشغل باله بالسياسة ، هل رياح التغيير هبت فجأة على تلك الدول لتطيح بحكامها وإضعاف قدراتها العسكرية ونشر الفوضى في ربوع الوطن العربي ؟ أم أنها نتاج مخطط صهيوأمريكي تدعمه مخابرات دول لها مصالح في المنطقة استغلت معاناة الشعوب وضعاف النفوس وقوى الشر والإرهاب في تنفيذ رؤية تلك الدول بشرق أوسط جديد تكون لإسرائيل فيه نصيب الأسد من القوة والهيمنة والسيطرة على الدول المجاورة لها .
وإذا نظرنا إلى خريطة الدول العربية نجد آن الأزمة السورية مازالت منذ أكثر من عشر سنوات من الحرب والدمار وتشريد الملايين من أهلها بلا حل وقتل مئات الألاف من المواطنين السوريين ، وما زالت حتى الأن فى عدم استقرار رغم إعادة انتخاب الرئيس بشار الأسد لقيادة سوريا فى المرحلة القادمة،
وإذا انتقلنا إلى الوضع فى ليبيا نجد ان الجيش الوطنى مازال يحارب العصابات المسلحة المدعومة من دول راعية وممولة للإرهاب ، والمخزي ان هناك دلائل تؤكد وجود خونة تبيع أراضيها وتتحالف مع الإرهاب لمصالح شخصية يدفع ثمنها المواطن البسيط وتعرقل عودة ليبيا إلى دورها الإقليمي والعالمي .
وفي مصر مازلنا نحارب إرهاب ست دول هى إسرائيل بدعم أمريكا وقطر وتركيا وايران وانجلترا ونتصدى بقوة نيابة عن العالم لتطهر سيناء من هذا الإرهاب الأسود ، وتدخل أثيوبيا في النزاع بسبب مشكلة بناء سد النهضة على نهر النيل وعدم احترامها الاتفاقيات والمعاهدات مع دول المصب مصر والسودان بما ينذر بحرب قادمة تتسبب فى عدم الاستقرار في المنطقة .
وفى اليمن مازال التحالف العربى يضرب معاقل الحوثيين وعلى عبدالله صالح وأعداء الشرعية المنقلبين على السلطة منذ عشر سنوات وحتى الآن مازالت الأوضاع كارثية فى اليمن .
وفى فلسطين وبعد الإعلان عن صفقة القرن، إسرائيل تقصف مناطق في غزة بالطيران لبسط سياسة الأمر الواقع وتمرير صفقة القرن ، وأن إعادة إعمار غزة ربما يكون نهاية للنزاع العربي الإسرائيلي أو دخول مصر كشريك مع الجانب الفلسطينى فى الحرب على إسرائيل واستعادة الأراضي العربية المحتلة اذا عاودت إسرائيل اعتدائها السافر على قطاع غزة وضياع الأموال العربية التي انفقت على اعادة الإعمار..
ومع هذا كله أصبح لسان حال الشعوب العربية يسأل أسئلة مشروعة باتت الإجابة عليها مستعصية لدى الحكام والسياسيين والأحزاب الكبيرة في تلك الدول ، الى متى تظل الملفات الدامية مفتوحة في الدول العربية ؟ والى متى سنظل نعانى من هذا الإرهاب الأسود؟ وإلى متى نظل عاجزين عن التصدي لتلك الدول الداعمة والراعية للإرهاب؟ والسؤال الأهم الى متى نظل دول مفككة يستطيع كل من هب ودب القضاء علينا بسهولة ؟ والشرعية الدولية لا ترى ولا تسمع ولا تستجيب للمطالب العربية المشروعة