أصدرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بيان حسم الجدل وحالة البلبة التي صاحبت تنفيذ حكم الاعدام علي المتهم الرئيسي وائل سعد " اشعياء المقاري سابقا " وجاء نصه
أن أحداث الجريمة الشنعاء، وقعت فجر الأحد 29 يوليو 2018 فى قلب دير القديس أبومقار بوادى النطرون ـ مصر، وتم إبلاغ الشرطة فى ساعات الصباح الأولى، وبدأت التحريات المكثفة مع المقيمين بالدير سواء الرهبان أو العمال، وبعض المترددين سواء أفرادا عاديين أو من لهم صلة بالدير مثل المحامين وغيرهم، واستمعت الشرطة لعشرات من الشهود، وانتهى عملها بتقديم اثنين من الرهبان المشتبه بهم للنيابة العامة، قامت بالتحقيق فى كل ما وصلها من أقوال وأدلة وشواهد وشهادات.
واشترك فى التحقيقات عشرات من المحققين من المباحث الجنائية والمباحث العامة والأمن الوطنى، وعشرات من أعضاء النيابة بالإسكندرية والبحيرة، وتم تداول القضية أمام المحكمة، واستمع قضاة التحقيق إلى مرافعات المحامين، وبعد إجماع قضاة محكمة الجنايات أصدرت المحكمة حكما نهائيا "لا يصدر حكم الإعدام إلا بإجماع الثلاثة مستشارين"، وذلك بعد العرض على نيابة النقض وتأييدها للحكم وصدور الحكم البات غير القابل للطعن من سبعة مستشارين بمحكمة النقض، وتصديق رئيس الجمهورية، واعتراف المتهم الأول وتمثيلة للجريمة، وتسريب مكالمات هاتفية له مواقع التواصل الاجتماعى وفيها ألفاظ قبيحة وخارجة، وسقوطه فى تجارة الأراضى خروجا عن السلوكيات الرهبانية، ورفض نصائح رئيس الدير ـ المجنى عليه ـ الذى حاول مرارا إصلاح حاله دون جدوى.
استغرقت القضية ما يقرب من ثلاث سنوات منذ تاريخ الجريمة 29-7-2018 إلى تنفيذ حكم الإعدام فى القاتل يوم 9 مايو 2021، وخلال هذه الفترة أشاع المتربصون سيلاً من المغالطات والأكاذيب واستغلوا مواقع التواصل الاجتماعى لتشوية صورة الكنيسة وآبائها بقصد وبغير قصد، وتعمدوا نشر بوستات مصورة تخدع العامة وتتاجر بالمشاعر وتشكك فى كل شئ، وتسرد أقوالاً غير صحيحة عن إهمال أدلة فى مجريات التحقيق، واستمروا حتى بعد تنفيذ الحكم، وأطلقوا ألقاب مسميات كاذبة مثل قديس وشهيد وبار وغيرها، ومن المعلوم أنه ليس لأى إنسان الحق فى أن يطلق هذه المسميات إلا المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعد فحص من يستحق ذلك.
وإذ نعزى أسرة المتهم، والدته وأخوته، ونطلب لهم العزاء والسلام، ولكنهم عندما طلبوا كلمات تعزية من أحد الكهنة وأحد المطارنة بصورة شخصية قاموا بتسجيل هذه الكلمات وأذاعوها على مواقع التواصل الاجتماعى، مما أحدث بلبلة شديدة فى الأوساط المسيحية، رغم أن هذه التعزية كانت خاصة لأسرة المتهم وبدافع إنسانى ومشاركة فى الألم، وليس للنشر العام.
كما ظهرت قصص عن رؤى وأحلام ونشر صور بقصد خبيث، وبالطبع كلها أقوال مرسلة لا تقدم ولا تؤخر ولا تعنى شيئا، فالشعب المسيحى واعٍ لا تضلله قصص لم يتم التأكد من حقيقتها بأية صورة، ويجب أن نميز بين الكاذب والصادق .
إنها جريمة قام بها من كان راهبا فى دير ثم انحرف عن مساره وترك الشيطان يقوده إلى القتل، ولذا تم طرده من الرهبنة وتجريدة من رتبته، وبات مماثلا لأحد تلاميذ المسيح الذى خان سيده وباعه وانتحر، ونحن ندين الخطية ولا ندين الخاطئ لأن الله وحده هو الديان العادل.
نحن نتمنى أن يكون قد تاب نادما على فعلته الشريرة، وهو بيد يدى الله لأن يقرر مصيره الأبدى.
وحسب قانون الإجراءات الجنائية "المادة 477" يتم دفن المحكوم عليه بالإعدام بلا أى احتفال، فى جنازة يحضرها أهله فقط، وربما تصرف البعض بلا حكمة عندما اعتبروه كاهنا "وقد تم تجريده"، وربما المشاعر الملتهبة تسببت فى تصرفات ما كان يجب أن تحدث ولكن الانفعالات الإنسانية كانت وراء ذلك .
واختتم البيان الذي نشرته مجلة الكرازة بأن الكنيسة تتمني أن يكون القاتل قد قدم توبة عن فعلته الشنعاء .