عبدالرحيم أبو المكارم حماد يكتب: على العالم الخجل من ممارسات وانتهاكات الصهاينة الوحشية في فلسطين وتمردهم الفج على القانون الدولي .

عبدالرحيم أبو المكارم حماد يكتب: على العالم الخجل من ممارسات وانتهاكات الصهاينة الوحشية في فلسطين وتمردهم الفج على القانون الدولي .
عبدالرحيم أبو المكارم حماد يكتب: على العالم الخجل من ممارسات وانتهاكات الصهاينة الوحشية في فلسطين وتمردهم الفج على القانون الدولي .

 

منذ وعد بلفور المشؤوم وبداية قيام دولة إسرائيل ، كان من شأن سياسات إسرائيل القاسية، المتمثلة في مصادرة الأراضي، وبناء مستوطنات غير قانونية، وسلب الممتلكات، بالإضافة إلى التمييز الصارخ، أن تؤدي إلى معاناة هائلة للفلسطينيين، حيث حرمتهم من حقوقهم الأساسية ،واقامة دولة لها سيادة ،

 إذ أن إجراءات الكيان الصهيوني الوحشية في فلسطين ترتقي لجرائم الحرب وتتعارض مع القانون الدولي الإنساني.

على مدار السنوات القاسية الماضية، طردت إسرائيل آلاف الفلسطينيين عنوة من أراضيهم، التي احتلتها واستخدمتها بشكل غير قانوني في بناء مستوطنات لا يسكنها سوى مستوطنون إسرائيليون يهود .

وقد شرد أبناء مجتمعات فلسطينية بأكملها بسبب هذه المستوطنات، حيث دمرت منازلهم وسبل عيشهم، وفرضت قيود على تنقلاتهم، وعلى وصولهم إلى أراضيهم ومصادر مياههم، وغير ذلك من الموارد الطبيعية ، كما تعرضت هذه المجتمعات لاعتداءات عنيفة من الجيش الإسرائيلي، ومن المستوطنين الإسرائيليين.

لقد شهدت الأراضي الفلسطينية خلال شهر رمضان المنقضي انتهاكات (جرائم) خطيرة للقانون الدولي الإنساني ولكافة المواثيق والمعاهدات الدولية، وتواصل قوات الإحتلال الإسرائيلي، خلال الفترة اقتراف المزيد من جرائم حربها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فضلاً عن استمرارها في فرض حصارها الجائر على السكان في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة وغيرها ، في إطار سياسة العقاب الجماعي المخالفة لكافة القوانين الدولية والإنسانية .

واصلت قوات الإحتلال الإسرائيلي تصعيد اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم في القدس المحتلة وقطاع غزة، وانحاء مختلفة من الأراضي الفلسطينية المحتلة ، حيث ارتفعت صباح الثلاثاء، حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي  إلى109 قتيلا منهم  أطفال، فيما ارتفعت حصيلة الإصابات إلى 621، وأعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ مئات الغارات . 

وجددت الطائرات الإسرائيلية غاراتها على قطاع غزة  مستهدفة عدة مناطق في القطاع ومناطق مختلفة في الأراضي الفلسطينية ،وأطلق الجيش الإسرائيلي على عمليته اسم "حارس الأسوار" ، في حين استمرت فصائل المقاومة الفلسطينية في الرد بإطلاق رشقات صاروخية تجاه مستوطنات إسرائيلية.

وقال الجيش الإسرائيلي إن مئات الصواريخ أطلق من قطاع غزة على الأراضي الإسرائيلية ، حيث اعترض نظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي العديد من منها، لكنه لم يتمكن من وقف الضربة المباشرة في عسقلان.

وكانت "كتائب القسام" و"سرايا القدس" أعلنتا عن توجيه ضربات صاروخية نحو مدينتي القدس وسديروت، عقب انتهاء مهلة منحتها الفصائل لإسرائيل لسحب قواتها من المسجد الأقصى.

وفعلت إسرائيل صفارات الإنذار في مدينة القدس، كما تم إلغاء جلسة الكنيست الإسرائيلي ونقل أعضائه إلى منطقة محمية.

قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، إن "معادلة ربط غزة بالقدس ثابتة ولن تتغير"، مؤكدا أن "حماس قررت أن تستمر ما لم توقف إسرائيل العدوان".

وأضاف هنية، في تصريح له، "نحن قررنا أن نستمر ما لم يوقف الاحتلال كل مظاهر العدوان والإرهاب في القدس والمسجد الأقصى المبارك"، مؤكدا أن " القدس رسخت ميزان قوة جديد سياسيا وجماهيريا وميدانيا على المستوى الداخلي والخارجي، وإرادة شعبنا تنتصر".

وتشهد مدينة القدس المحتلة منذ بداية شهر رمضان مواجهات بين قوات الإحتلال الإسرائيلي والمستوطنين من جهة، والفلسطينيين في منطقة باب العامود وحي الشيخ جراح ومحيط المسجد الأقصى ، انتهاكات وتجاوزات حتى النساء والأطفال ، لم تسلم من جرائم الكيان الصهيوني ،  واقتحام باحات الأقصى مستخدمين الرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز، في أعقاب  المواجهات بين شبان فلسطينيين وجنود إسرائيلييين، تفجرت إثر اقتحام قوات إسرائيلية، لساحات المسجد الأقصى، ووصل عدد المصابين بها من الفلسطينيين، إلى مئات المصابين.

الممارسات القمعية والإجراءات الوحشية للكيان الصهيوني في المسجد الأقصى في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك وذكرى يوم القدس العالمي ، وثقت معاناة الشعب الفلسطيني الجريح من جديد وسط صمت وتخاذل دولي، أثبتت الأنتهاكات الصهيوينة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل مرة أخرى للعالم، الطبيعة الإجرامية للكيان الصهيوني غير الشرعي ،التي تتعارض مع مبادئ القانون الدولي الإنساني وكافة المعاهدات والمواثيق الدولية.

تأتي المواجهات والأعمال الوحشية التي ترتكبها قوات الإحتلال الإسرائيلي، على خلفية محاولة السلطات الإسرائيلية إخلاء حي الشيخ جراح من عائلات فلسطينية تقطنه منذ أجيال، وتضييق الخناق على المصلين في المسجد الأقصى منذ بدء شهر رمضان المبارك ، حيث تعيش مدينة القدس، حالة من الهلع والخوف والاضطرابات ، في أعقاب  المواجهات بين شبان فلسطينيين وجنود إسرائيلييين، تفجرت إثر اقتحام ق

حاصرت قوات الإحتلال البلدة القديمة من القدس المحتلة،  وأغلقت عددا من الطرقات والشوارع المحيطة بالبلدة القديمة، من أجل تأمين مرور المستوطنين الذين يحتفلون بذكرى احتلال القدس.

تمثل قضية حي الشيخ جراح بالقدس، عنصرا مهما ساهم في إشعال الموقف في الوقت الحالي، إذ يسود التوتر في صفوف الفلسطينيين منذ بداية شهر رمضان، كما يشارك ناشطون فلسطينيون وأهالي حي الشيخ جراح، في احتجاجات متواصلة، اعتراضًا على إخلاء محتمل لمنازل سكان في الحي لصالح جمعيات استيطانية إسرائيلية.

وكان إسرائيليوين قد حصلوا بدعم من المحاكم على منازل في الشيخ جراح بالقدس الشرقية، مستندين إلى أن عائلات يهودية كانت تعيش هناك قبل حرب عام 1948. ويريدون إخلاء 58 فلسطينيًا آخر، وفقًا لمنظمة "السلام الآن".

على الجانب الآخر يعتبر مراقبون، أن قضية حي الشيخ جراح جاءت لبنيامين نتانياهو، في الوقت المناسب، إذ أن الرجل يسعى لتثبيت نفسه والبقاء في منصبه، خاصة بعد أن كان قد فشل في جهوده لتشكيل الحكومة الإسرائيلية، في وقت يواجه فيه تهما بالفساد، قد تدخله إلى السجن، في حالة لم يبق في منصبه، ومن ثم فإنه يفعل كل ما بوسعه كي يثبت للإسرائيلييين بأنه الرجل القوي القادر على ضبط الأمور.

وفقا للمعايير الدولية، وبشكل خاص أحكام القانون الدولي الإنساني، ومباديء القانون الدولي العام المتعلقة بالعلاقات الودية بين الدول وفقا لميثاق الأمم المتحدة، ومقاصد الأمم المتحدة وأحكام ميثاقها، وإعلان الأمم المتحدة لحقوق الإنسان،  وإعلان الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري بكافة أشكاله الصادر بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 1904 (دورة 18) بتاريخ 20/11/1963 ، يمكن تكييف الانتهاكات الإسرائيلية في القدس كمدينة من ناحية، وتجاه سكانها من الفلسطينيين وفقا لما ورد أعلاه، منذ احتلالها عسكريا سنة 1967من ناحية أخرى، على أنها أعمال تتعارض كليا مع أحكام اتفاقية لاهاي الخاصة باحترام قوانين وأعراف الحرب البرية، والمعقودة في 18 أكتوبر 1907، وأحكام اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بحماية المدنيين في زمن الحرب لعام 1949،  والبروتوكول الملحق الأول باتفاقيات جنيف الأربعة،  كما تتعارض كليا مع مباديء القانون الدولي المتعلقة بالعلاقات الودية بين الدول وفقا لميثاق الأمم المتحدة،

كما تتعارض مع أحكام العهدين الدوليين الخاصين بحقوق الإنسان، وكذلك تتعارض مع الإعلان العالمي الحقوق الإنسان الصادر في 10 ديسمبر 1948 بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما تتعارض مع أهداف الأمم المتحدة ومقاصدها وتنتهك أحكام الميثاق.

فالكيان الصهيوني يمارس جرائم التهجير القسري والتطهير العرقي –وتدنيس ساحات الاقصى و غلق منافذ القدس لمنع الاهالي من فك الحصار عن المرابطين و منع الإسعاف من الوصول الى الجرحى ،والاعتداء على المقدسات

تبين لنا من خلال الممارسات الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني أن تعريف التطهير العرقي ينطبق على السياسات التي تنتهجها السلطات الإسرائيلية مستهدفة الوجود الفلسطيني في القدس، ويضمنها حظر جمع شمل العائلات الفلسطينية، وهدم المنازل، وإلغاء حق إقامة الفلسطينيين في القدس، والاستيلاء على الأراضي، والمعوقات المفروضة على البناء، والحد من حرية الحركة والتنقل، بما في ذلك الدخول الى القدس والخروج منها بحرية. الجدير بالذكر أن هذه السياسات وما يرتبط بها من إجراءات تؤدي الى تهجير قسري للمقدسيين وتتسبب بانتهاكات خطيرة للحقوق المكفولة بموجب اتفاقيات حقوق الإنسان المختلفة. ومنها حق الفلسطينيين في الإقامة في القدسوالحق في الاسم والجنسية ، واختيار مكان الإقامة، وحرية الحركة والتنقل, والحق في العيش بحرية وكرامة، وفي بيئة أسرية سليمة وكريمة، والحق في تلقي الخدمات الصحية، والحق في التعليم وفي الترعرع والنمو تحت كنف الوالدين، وفي بيئة أسرية هادئة وسليمة

لطالما كانت ساحات المسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين في القدس الشرقية المحتلة مسرحا لمواجهات عنيفة بين الفلسطنيين والقوات الإسرائيلية. وقد اندلعت المواجهات الأخيرة التي تعد الأعنف منذ العام 2017، على وقع محاولات مستوطنين يهود منذ سنين الاستيلاء على منازل فلسطينيين في أحياء المدينة.

وكانت المحكمة المركزية في القدس قضت في وقت سابق من العام الجاري بإخلاء أربعة منازل يسكنها فلسطينيون يقولون إن لديهم عقود إيجار معطاة من السلطات الأردنية التي كانت تدير القدس الشرقية بين 1948 و1967.

وجاء ذلك دعماً لمطالبة مستوطنين يهود بملكية هذه المنازل بدعوى أنّ عائلات يهودية عاشت هناك وفرّت في حرب عام 1948 عند قيام دولة إسرائيل.

ودارت في باحات المسجد وأماكن أخرى في القدس الشرقية المحتلة صدامات استخدمت خلالها قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه الآسنة ضد المحتجين الفلسطينيين الذين ألقوا الحجارة وزجاجات المياه والألعاب النارية نحو عناصر الشرطة.

ما تزال العائلات الفلسطينية في حيّ الشيخ جرّاح وباقي المدن والمناطق الفلسطينية تتعرض لاعتداءات متكررة تزداد حدّتها يوما بعد يوم منذ بدء احتجاجها على قرار الحكومة الإسرائيلية بإخلاء 500 فلسطيني لمنازلهم عنوة لصالح المستوطنين اليهود لتحكم سيطرتها على البلدة القديمة في القدس.

بدأ مسلسل المعاناة هذا عام 2008 بعدما طرد الاحـتلال الإسرائيلي تلال ثلث عائلات الحي من منازلها ويبدأ بالتضييق أكثر على الثلث المتبقي منها بأساليب متنوعة؛ مثل هدم المنازل والإكراه على الطرد وحتّى مناصفة ومقاسمة الفلسطينيّين بيوتهم مع عائلاتٍ يهـودية كما حدث مع عائلة الكُرد.

يشهد الحي منذ أسابيع وقفاتٍ ومظاهراتٍ احتجاجية، ودعواتٍ جماعية للمقدسيين وسكان الداخل الفلسطيني المحـتلّ بتناول إفطار خلال شهر رمضان الفضيل أمام البيوت المهددة بالسرقة.

أطلق سكان الحي صرخاتٍ إلكترونية على هاشتاج #انقذواحيالشيخ_جراح. وما زلوا يناشدون الحكومة الأردنية للضغط على السلطات الإسـ.رائيلية في المحاكم وتزويدها بالأوراق القانونية التي تثبت أحقيتهم بالبيوت، فقد سكنوا بيوتهم عام 1956 بعد تهجيرهم منذ النكبة، وفق اتفاقية وقعتها الحكومة الأردنية مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا".

 يوثق هذا الاعتداء الآثم على الشعب الفلسطيني الأعزل والأماكن والمقدسات الدينية ، الوحشية والكراهية والعنصرية الذي يسيطر على جيش الاحتلال الإسرائيلي وهو دليل واضح على أنها جرائم حرب ومحاولة لإزالة الشعب الفلسطيني الأعزل من القدس المحتلة وتفريغ الهوية الفلسطينية.

هذه الاعتداءات هي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تنفذها قوات الإحتلال الإسرائيلي ،وكتيبة  المستوطنين المتطرفين المتقدمة في جيش الإحتلال، وتتم على الشوارع الرئيسية في وضح النهار بحماية ودعم من القوى الدولية العظمى وفي مقدمتها أمريكا التي تتحمل مع قوات الاحتلال الصهيوني وأجهزته وأذرعه المختلفة المسؤولية الكاملة والمباشرة عن تلك الجرائم ونتائجها، وسط الخنوع الدولي أمام آلة الارهاب الاسرائيلية وجرائم الاحتلال المتواصل،

ومع اشتداد المواجهات في القدس، لم تتوقف الإدانات من قبل أطراف عربية ودولية للسلوك الإسرائيلي، فقد أدانت كل الدول العربية، الاقتحامات الإسرائيلية لساحات المسجد الأقصى،

ومع توالي الدعوات لإسرائيل، لوقف التصعيد في القدس، والتي كان آخرها من قبل بابا الفاتيكان، الذي أعرب عقب صلاة الأحد الماضي عن قلقه البالغ، إزاء الوضع في القدس، داعيا إلى إنهاء الصدامات في المدينة المقدسة، لاتبدو القيادة الإسرائيلية مكترثة بهذه الدعوات.

في حين دعا المتحدث بإسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان روبرت كولفيل إسرائيل إلى الإنهاء الفوري لكافة عمليات الإخلاء القسري بحق الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة.

 وشدد كولفيل على أن "القدس الشرقية لا تزال جزءا من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويسري عليها القانون الإنساني الدولي"، حيث هناك عائلات فلسطينية مهددة بمغادرة منازلها لصالح مستوطنين إسرائيليين.

دانت منظمة التعاون الإسلامي الثلاثاء الهجمات التي تشنها إسرائيل ضد الأراضي الفلسطينية، مكررةً دعمها للفلسطينيين وسط اشتداد حدة التصعيد العسكري.

من جانبها اتهمت بكين واشنطن بتجاهل معاناة الفلسطينيين ، بعدما عرقلت واشنطن عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول النزاع في الشرق الأوسط.

ودافعت الصين التي تتولى رئاسة المجلس خلال الشهر الحالي عن الفلسطينيين في الأمم المتحدة حيث تستخدم بشكل متكرر حق النقض (الفيتو) لمنع أي مقترحات تستهدف حلفاء لها مثل سوريا.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونيينغ إن واشنطن تعارض بذلك بمفردها إرادة المجتمع الدولي.

وطالب الرئيس الفرنسي ماكرون  بوقف إطلاق النار والحوارقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تغريدة على تويتر نشرها باللغات العربية والعبرية والإنجليزية إن دوامة العنف في الشرق الأوسط يجب أن تتوقف. وناشد "بقوة من أجل وقف إطلاق النار والحوار. أنادي للهدوء والسلام

فيما قال وزير الخارجية المصري سامح شكري الثلاثاء إن بلاده أجرت اتصالات مع اسرائيل خلال الأيام الماضية من أجل التهدئة في القدس الشرقية المحتلة، لكنها "لم تجد الصدى اللازم".

وشدد وزير الخارجية المصري على أن أهداف بلاده "لا تقتصر على تهدئة الوضع في القدس فالمواجهة الحالية لم تندلع من فراغ وإنما على خلفية الغياب الكامل لكل أفق سياسي لتسوية القضية الفلسطينية عبر إنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، ولذا فإن مثل هذه الأزمات ستتكرر طالما لم تحل القضية الأساس".

فيما أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، خلال اتصال هاتفي مع المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، على أهمية اتخاذ المجتمع الدولي خطوات فاعلة وفورية لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، لافتًا إلى أنه لا يمكن تحقيق الاستقرار دون زوال الاحتلال.

وقرر وزراء خارجية الدول العربية تشكيل لجنة وزارية عربية تضم وزراء خارجية الأردن والسلطة الفلسطينية وقطر ومصر والمغرب وتونس والأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط للقيام بحملة دبلوماسية لدى "الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن والدول المؤثرة دوليا" لدفع إسرائيل لوقف انتهاكاتها.

كما دعا الوزراء المحكمة الجنائية الدولية إلى "المضي قدما في النظر في جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية التي ترتكبها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني".

وكانت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسوده أعلنت في مارس الماضي فتح تحقيق في جرائم مفترضة ارتكبتها اسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

من جانبه شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو  في تصريحاته ، على أن بلاده "ترفض بشدة"، الضغوط الرامية لمنعها من البناء في القدس، ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، عن نتنياهو، قوله خلال اجتماع في بلدية القدس، "إنه لن يسمح لأي طرف بزعزعة الأمن في القدس، ولن يسمح بالتوتر والعنف"، مضيفا "وأقول للفصائل الفلسطينية المسلحة، إن إسرائيل سترد بقوة على أي عمل عدواني من قطاع غزة".

من جانبه رفض رئيس الاستخبارات الإسرائيلية يوسي كوهين، الأحد أيضا وفقا لإذاعة الجيش الإسرائيلية ، طلبات إيضاح أمريكية، بشأن الأحداث الجارية في مدينة القدس، ونقلت الإذاعة عن كوهين قوله، إنه رد على الأمريكيين بأن إسرائيل ليست بحاجة إلى توجيهات من أحد

وازدادت الوضع في فلسطين سخونة ، حيث قامت سوريا بإطلاق  3 صواريخ باتجاه إسرائيل

 مساء الجمعة من سوريا ، وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع دوامة العنف بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس قبل خمسة أيام، وفق ما أفاد مصدر عسكري إسرائيلي.

وقال المصدر إن صاروخا سقط في الأراضي السورية، في حين سقط صاروخان آخران في مناطق غير مأهولة في شمال إسرائيل.

أيضا أسفر هجوم عن وفاة عنصر من حزب الله اللبناني على الحدود مع إسرائيل الجمعة متأثراً بإصابته بنيران أطلقها الجيش الإسرائيلي لتفريق متظاهرين حاولوا اجتياز السياج الشائك في جنوب لبنان،

ومنعت وحدات الجيش وقوات الأمن اللبنانية المتظاهرين من التقدم نحو الشريط الشائك وعملت على تفريقهم. وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهته أن دباباته وجّهت "طلقات تحذيرية تجاه عدد من مثيري الشغب الذين اجتازوا لبنان الى داخل الأراضي الإسرائيلية". وقال إنهم أقدموا على "العبث بالسياج وأضرموا النيران في المنطقة، قبل أن يعودوا" أدراجهم.

وندد الرئيس اللبناني ميشال عون على تويتر ب"الجريمة التي ارتكبتها القوات الاسرائيلية بإطلاقها النار على مجموعة من الشباب تظاهروا عند الحدود الجنوبية احتجاجا على العدوان في غزة ما ادى الى استشهاد الشاب محمد طحان واصابة آخر"، وطلب من وزير الخارجية إبلاغ الامم المتحدة بالاعتداء تمهيدا لاتخاذ الخطوات اللازمة.

وتسبب القصف الإسرائيلي العنيف من الجو والبر والبحر لمختلف مدن ومخيمات قطاع غزة، بانقطاع التيار الكهربائي على مختلف مناطق القطاع، خصوصاً شماله ومدينة غزة، وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية.

هذا وتتواصل الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، وكذلك تستمر الفصائل الفلسطينية بإطلاق صواريخها على المدن الإسرائيلية في أكبر مواجهة يدخل فيها الطرفان منذ 2014.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن منظومة "القبة الحديدية" اعترضت نحو تسعين في المئة من ألفي صاروخ أطلقت منذ الإثنين من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس.

وبدأت منذ الإثنين القوات الإسرائيلية حملة قصف واسعة على قطاع غزة حيث أكدت أنها استهدفت مئات الأهداف لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، بينما أعلنت السلطات الصحية الفلسطينية في القطاع عن مقتل مئات الفلسطينيين، بينهم أطفالا وجرحى  ، بينما شنت الفصائل الفلسطينية ضربات مكثفة على منشآت حيوية في إسرائيل بينها مطارات، وتم اعتراض معظم الصواريخ لكن الهجمات أسفرت عن مقتل أكثر من7 إسرائيليين على الأقل.

وأعلنت كتائب عز الدين القسام، اليوم توجيه ضربة صاروخية كبيرة بـ100 صاروخ من قطاع غزة باتجاه عسقلان، ردا على استهداف الجيش الإسرائيلي للمدنيين وقصف البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، في حين دوت صافرات الإنذار في عدد كبير من المناطق والبلدات الإسرائيلية المتاخمة للقطاع.

وتصاعدت حدة التوتر بين قطاع غزة وإسرائيل على خلفية الأحداث في المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة.

تستهدف قوات الاحتلال الإسرائيلي منشآت صناعية وأراض زراعية بالإضافة لمنازل المواطنين، خلال العدوان المستمر على قطاع غزة.

وفي أعقاب تدمير برج الجلاء في مدينة غزة، برر الجيش الإسرائيلي هذه العملية زعما أن هذا المبنى كان يحتوي على "مصالح استخباراتية" تابعة للاستخبارات العسكرية لحركة "حماس".

وحمل المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على حسابه في "تويتر" اليوم الجمعة، "حماس" المسؤولية عن "التستر وراء مكاتب إعلامية مدنية" موجودة في برج الجلاء و"استخدامها دروعا بشرية"، مشددا على أن الحركة " تضع مصالحها العسكرية في قلب المجتمع المدني"

وكان المبنى المؤلف من 11 طابقا يضم عددا من الشقق السكنية ومكاتب وسائل إعلام دولية ومحلية متعددة، منها شبكة "الجزيرة" ووكالة "أسوشيتد برس"، بالإضافة إلى مكاتب محامين.

وأعلنت كتائب القسام عن قصف منطقة "موديعين"، غرب مدينة رام الله، مشيرة إلى أن ذلك "إهداء لأرواح ضحايا الضفة المحتلة وانتقاما لدمائهم".

وفي الأثناء أطلقت السلطات الإسرائيلية صفارات الإنذار في تل أبيب، كما دعا الجيش الإسرائيلي سكان تل أبيب للدخول إلى الملاجئ والبقاء فيها حتى إشعار آخر.

ونشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو لحريق ودمار كبير نتيجة سقوط صواريخ أطلقت من قطاع غزة على مدينة إسدود بجنوب إسرائيل.

وسبق إن أعلنت "الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية" أن "المقاومة وحدت صفوفها للدفاع عن القدس والأقصى ضد طغيان الاحتلال"، مؤكدة أن "عهد الاستفراد بالأقصى قد انتهى بلا رجعة".

وأكدت فصائل المقاومة الفلسطينية في بيانها، أن "الأوان آن للعدو ليدفع فاتورة الحساب، بعدما تمادى في عدوانه على مقدساتنا وأبناء شعبنا".

وشددت الفصائل المقاومة على أنها "لن تتخلى عن أبناء الشعب الفلسطيني مهما كانت التبعات"، مؤكدة أن "سلاحها هو سلاح لكل الشعب الفلسطيني أينما كان".

وقالت الفصائل في بيانها، "ليعلم العدو الجبان بأن عهد الاستفراد بالقدس والأقصى قد ولى إلى غير رجعة"، مطمئنا "أبناء الشعب الفلسطيني عموما وفي القدس خصوصا، بأن المقاومة التي راهنتم عليها لن تخذلكم وستبقى درعكم وسيفكم".

يجب على العالم  والمنظمات الدولية، أن يخجلوا من أنفسهم اتجاه معاناة أشقائنا وأخواتنا المواطنين الفلسطينيين ليس فقط جراء انتهاكات وجرائم الاحتلال وادواته ووسائله ، إنما أيضا اتجاه الصمت والتخاذل الدولي، وتخلي المجتمع الدولي عن مسؤولياته والتزاماته إتجاه ممارسات الإحتلال الوحشية وتمرده الفج على القانون الدولي.

إننا نريد من حكومات العالم أن تكف عن دعم ذلك الإحتلال الصهيوني،ذلك الدعم الذي يساعد على أن تستمر هذه المستوطنات غير القانونية في النمو والتوسع، كما يساعد على استمرار معاناة الفلسطينيين.


 

بقلم : عبدالرحيم حماد

كاتب ومحلل سياسي مصري

باحث في شؤون حركات الإسلام السياسي