في ظل تعدد دور النشر و ظهور الكثير من الكتاب الشباب و المبدعين ، و إلى جانبهم بعض الهواة الذين يميلون للكتابة ، فإنه أصبح ذلك الهوس و التسرع لإصدار كتاب خاص و الترويج له ، بغض النظر عن مضمونه و محتواه، مع العلم أن الكاتب نفسه يعلم بمستواه الحقيقي و يدرك نقاط ضعفه كما يعلم كثرة الأخطاء النحوية والاملائية التي تشوبها نصوصه، لكنه يصر على نشرها دون أن يحاول تحسين مستواه و تطوير مهاراته، وهو ما أدى إلى ظهور الكثير من الإصدارات في الآونة الأخيرة والتي تظل مكدسة بالمكتبات والمعارض الدولية، حيث تحولت بعض دور النشر إلى ما يشبه السوق السوداء، تهدف من خلال ماتنشره إلى الربح المادي فقط و بروز إسمها في المحافل الدولية مع عدم الاكتراث لجودة ماتقدمه للقارىء الذي أصبح يختلف كثيرا عما مضى، فهو الآن أكثر انفتاحا وتطلعا ومن الصعب إرضاء فضوله و حبه للمعرفة و الثقافة، ليحدث أحيانا أن تقتني العديد من الكتب ، لكنك لاتجد ما يحفظك على قراءتها، مجرد كلمات مبعثرة وتعابير ركيكة و أفكار غير متسلسلة، لتقع في فخ سياسة التسويق والترويج الذي يتم انتهاجه ، لكن للأسف يصعب للكاتب أن يقتنع أن إصدار كتاب ليس إنجازا في حد ذاته ، بل الأهم أن يكون مايكتبه يستحق القراءة و يضفي بإبداعه ذلك التميز في الساحة الأدبية والثقافية، ليصل بنا الأمر أحيانا لنفكر أن عدد الكتاب صار يضاهي عدد القراء، لكل شخص منا ذلك الطموح و الميول للكتابة و الإبداع ، لكن نتجاهل أنه علينا تطوير كتاباتنا و تنقيحها قبل تقديمها للقارىء على شكل كتاب، من جهة أخرى نجد عزوف القراء على اقتناء الكتب الورقية و اعتمادهم على الكتب الالكترونية التي أصبحت تعرف رواجا مهما مؤخرا في ظل التطور التكنولوجي ، بالإضافة إلى غلاء أسعار بعض الكتب الورقية المشهورة ، وفي الأخير فإنه يبقى على كل من الكاتب و دور النشر مسؤولية كبيرة في إثراء الساحة الأدبية بما يخدم الجانب الثقافي والمعرفي و يتماشى مع ميولات القراء.