اختلافى مع الرئيس عبد الفتاح السيسى ليس من باب الاعتراض المطلق على قرار منح 500 مليون دولار للشعب الفلسطيني لاعادة إعمار غزة اود ان اوضح قبل سرد اعتراضى على هذه المنحة فى هذا التوقيت أن أشير أولا عن تعاطفى مع الشعب الفلسطيني عامة ومع الشعب الغزاوى خاصه فى محنته وتعرضه إلى حرب شرسة لا ذنب لهم ولا جرم اقترفوه استشهد أكثر من 300 شخص من الأطفال والشيوخ لا ذنب لهم غير الطاعة العمياء والولاء لحكام فرضوا أنفسهم على الشعب الغزاوى بقوه السلاح والسجن والسحل لمن يعترض او يرفض منهجهم ، إذا رجعنا للماضي ليس ببعيد نجد أن المشهد صوره مكرره لأحداث سابقة وسيناريوهات محفوظه والنتيجة واحدة بعد إطلاق قذائف صاروخيه عبثية بعيدة المدى من حماس والجهاد الاسلامى وجماعات فلسطينية مسلحة لديها أكثر من 30 ألف صاروخ ذات مدى متفاوت وتفتقر الى أنظمة التوجيه تنطلق وسط الأبنية السكانيه للشعب الغزاوى تستهدف المراكز السكانية في جنوب ووسط إسرائيل والمستوطنات الإسرائيلية نجحت إسرائيل فى إحباط بعضها بنظام القبة الحديدية مما أدى إلى تدميرها قبل أن تهبط لكن هناك اعدادا سقط بعضها على الاراضى الاسرائيلية بعضها كان له أثر مميت ، أعلنت حركة حماس عن شكرها للدور الإيرانى الحاسم فى مساعدتهم وتدعيمهم بالاسلحه المتطوره فكان الرد الطبيعى للدولة الإسرائيلية ورئيس وزرائها الهجوم المركز باحدث الاسلحه والطائرات بلا رحمة لمنصات الصواريخ التي تنطلق من الأحياء السكنية فكانت النتيجه استشهاد واصابه الالاف من ابناء الشعب الفلسطينى من قطاع غزه ولللاسف هذه العمليات المكرره تتم وللاسف قيادات حماس اسماعيل هنيه وخالد مشعل تنعم قلوبهم بالطمانيه والحياه الزاهده فى قصورهم الفاخره بدوله قطر وجنودهم خلف الدشم والخنادق والشعب الغزاوى هو من يتعرض للضرب والقتل
مع شدة المعارك وسقوط الآلاف من الشهداء والمصابين بدا قيادى حماس والجهاد الإسلامي فى الصراخ والعويل والاستنجاد بالقيادات العربية لنصرة الشعب الفلسطيني واستغلال الحدث كسبوبه لينعم كل منهم بالاموال والهدايا بعد خطاب حماسى دقيق العبارات واللغه يؤكد فيه قدسيه الحرب واستمرارها لنصرة الاسلام والقضية الفلسطينية وعودة القدس ، طبعا هذا أسلوب رخيص بالمتاجرة بدماء الشهداء من اجل السلطه وبضعه دولارات منددبن مؤكدين رفضهم التطبيع العربي الإسرائيلي مطالبين سحب معاهدة السلام المصريه - الاسرائليه هدفه جر مصر والعرب إلى حرب مباشرة لتدمير اقتصادها وبنيتها الأساسية والعودة إلى نقطة الصفر ... نجحت حماس والجهاد الإسلامي في ارتفاع سقف المزادات الوطنية للزعماء العرب واعلان تضامنهم مع الشعب الغزاوى ومنحهم مليارات الدولارات لاعاده الاعمار
ولهذا اعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى عن منح غزة نصف مليار لاعادة الاعمار وليس الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الانقسام والتفكك وما بينهم من حروب ومواجهات دموية تدخلت القاهره للحل الخلافات الايديولوجيه للاسف فشلت معها كل المحاولات للتقارب فى وجهات النظر كما فشلت معها الاقتراحات والمؤتمرات التي قدمت لحل المشكلة الفلسطينية تحت مظله دوله واحده لاحتدام الصراع بين حماس وفتح حال دون الوصول الى حلول
هذه مقدمة كان لابد من طرحها قبل ما ابدى اعتراضى على منح غزه نصف مليار دولار من دولة تعانى من الديون الخارجية وصلت إلى 130 مليار دولار مقسمة الى ديون قصيرة المدى بفائدة 3.5% وقروض طويلة المدى بفائدة تصل إلى 5.5 % تسدد حتى عام 2070 هذا بخلاف ديون داخليه تعدت 4.5 تريليون جنيه مصرى للبنوك والمؤسسات بجانب اننا نعانى من تقصير فى بناء المستشفيات والمدارس والقرى والنجوع واماما مشاكل عديده وكثيره مع استمرار تعنت الجانب الاثيوبى فى بناء سد النهضة والعواقب وخيمة مع بداية ملىء المرحله الثانيه والثالثه والرابعه ، ايضا نعاني من مشاكل اقتصادية رهيبة وتقصير الدولة فى مواجهة فيروس كورونا وعدم منح الشعب المصرى حقوقه المشروعة فى مواجهة الفيروس ويكفى ياريس ان العديد من أبناء الشعب المصرى تم تدميرهم معنويا وجسديا فى عدم وجود مستشفيات حكومية لاستقبال مرضى الكورونا فى الوقت الذى تتوافر فيه اماكن بالمستشفيات الخاص وباسعار تعدت 30 ألف جنيه فى الليلة الواحدة بل مات العديد من شعبنا لانه لا يملك ثمن المسحه الطبيه او شراء الدواء
ياريس .... تعلم تأييدي المطلق لمشوارك الطويل لبناء مصر الحديثة والطفرة الرائعه الذى لا ينكرها غير كل حاقد نحو الاستثمارات والبناء لكن هل يعلم سيادتكم ان الشعب الفلسطيني يملك من امكانيات ماليه هائله ورجال أعمال مليارديرات منتشرون فى دول العالم منهم من يقيم بالقاهرة وأمريكا وكندا والسعودية ولم نسمع عن تبرعاتهم لإعادة بناء دولتهم وعندي من الأسماء تتعدى آلاف
ياريس .. نحن عانينا ومازلنا نعاني من الإرهاب المنظم والجماعات الإرهابية فى تدمير قوتنا وقتل ابنائنا رغم ما قدمناه من 150 ألف شهيد من اجل القضية الفلسطينية بخلاف تدمير بنيتنا التحتية و معداتنا الحربية وتهجير مدن القناه وإغلاق قناة السويس واحتلال سيناء ثم إعادة البناء وحرب الكرامة 6 اكتوبر المجيده ، لن تسقط من ذاكرتنا تصريحات وتهديدات اسماعيل هنيه بعد ثوره 30 يونيو بوجود 25 الف مقاتل وخمسه الاف انتحارى على استعداد لضرب مصر
ياريس ... قد يكون لفخامتكم وجهة نظر قصيرة المدى وبعيدة المدى قد لا نستوعبها الآن او تخطيط لصالح الامن القومى المصرى لكن هذه السطور هى من حقى ان اعبر فيها عن رايى ورفضى لهذه المنحة التى قد ياتى يوما تستغل لضرب ابنائنا فى سيناء وتدمير منشآتنا باموالنا وتزيد من أعبائنا الاقتصاديه والماليه ولنا من الماضى ما يؤكد هذا ... نحن نثق فى حكمتك وقدرتك وذكائك فى اداره شئون مصر وتدعيمك ومسانده الشعب الفلسطينى فى محنته وسعيكم النبيل فى ايقاف نزيف الدم وايقاف الحرب وتدخلك المباشر مع الرئيس الامريكى فى تحديد ساعه الصفر وايقاف الحرب واعاده السلام فى المنطقه ... سيدى الرئيس قد لانستوعب ماتقوم به الان من تقديم منح وتنازلات من اجل عقيده راسخه خاصه للعالم الاسلامى لتحرير القدس وانهاء الصراع العربى الاسرائيلى قد يكون له اثرا كبيرا على الامن القومى المصرى ولكن نثق فى حكمتك فى اداره هذه الملفات وعلينا ان ننتظر