لم يعد أمام الدبلوماسية المصرية إلا أوراق محدودة يمكن استخدامها في مواجهة التعنت والصلف الإثيوبي بشأن مفاوضات سد النهضة والإصرار علي الانفراد بالقرار في شأن عملية الملأ والتشغيل .. ومن الاوراق التي تستخدمها ” دبلوماسية النفس الطويل ” إتاحة الفرصة لدخول الدول الكبري علي خط هذه المفاوضات تجنبا لتطور الموقف .. وبعد أن أبدت الولايات المتحدة رأيها وأكدت ضرورة التزام إثيوبيا بالدخول في مباحثات جادة .. انضمت روسيا الي الدول المهتمة بالأمر الي جانب رغبتها في تطوير علاقاتها مع مصر في كافة المجالات .. وتأكد ذلك من استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية .. وتأكيده على تعزيز علاقات الشراكة الممتدة مع روسيا الاتحادية في إطار التطور المستمر الذي تشهده تلك العلاقات، والذي تكلل بإبرام اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة وتصديق البرلمان المصري عليها مؤخرًا، والتي تفتح آفاقًا جديدة رحبة للتعاون الثنائي بين البلدين الصديقين في العديد من المجالات والمشروعات المشتركة .. وشهد اللقاء تبادل الرؤى بشأن تطورات الموقف الحالي لقضية سد النهضة، و أكد الرئيس على استمرار مصر في إيلاء هذا الموضوع أقصى درجات الاهتمام في إطار الحفاظ على حقوق مصر التاريخية في مياه النيل، باعتبارها مسألة أمن قومي بالنسبة لمصر، من خلال التوصل إلى اتفاق قانوني شامل وملزم بين الدول الثلاث بشأن قواعد ملء وتشغيل السد، ومشددًا على أن عدم حل هذه القضية من شأنه أن يؤثر بالسلب على أمن واستقرار المنطقة بالكامل .. و أكد وزير الخارجية الروسي موقف بلاده الثابت برفض المساس بالحقوق المائية التاريخية لمصر في مياه النيل ورفض الإجراءات الأحادية .. وتطلع بلاده إلى التوصل إلى حل يحقق مصالح كافة الأطراف من خلال المفاوضات في أقرب وقت ممكن.
و الارتقاء بالتعاون المثمر والوثيق القائم بين البلدين واستمرار التنسيق والتشاور مع مصر بشأن مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وتقديرها لدور مصر بقيادة السيسي كركيزة أساسية للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا .. وتم بحث عدد من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية بين البلدين، ومنها التعاون على الصعيدين العسكري والأمني، بما فيها آلية التعاون المشترك في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب على مستوى الأجهزة المعنية، بالإضافة إلى الجهود المشتركة لاستئناف الرحلات الجوية الروسية إلى مصر .. والمؤكد أن مصر لن تلجأ لأي خيارات أخري للتعامل مع سد النهضة إلا إذا استنفذت كل الخيارات الأخري علي مرأى ومسمع من الجميع !!