أخبار عاجلة

بهي الدين مرسي يكتب: حدث بالفعل.. مكيال من المطاط الطري

بهي الدين مرسي يكتب: حدث بالفعل.. مكيال من المطاط الطري
بهي الدين مرسي يكتب: حدث بالفعل.. مكيال من المطاط الطري

 

قبل عقود، كانت دار الهلال تصدر صحيفة اسبوعية اسمها "الأثنين".

قامت المجلة بتجربة فعلية  لتثبت للقراء حقيقة كانت موضع جدل بالمجتمع آنذاك.

طلب الأستاذ فكري أباظه رئيس تحرير الهلال ومجلة الإثنين آنذاك من الأديب الاستاذ عباس محمود العقاد كتابة موضوع إنشاء بعنوان "فضل نهر النيل على حضارة مصر"، وشرح الأستاذ أباظة للأستاذ العقّاد موضوع التجربة والغرض منها، ووافق الأستاذ العقاد وكتب الموضوع في صفحة ونصف الصفحة.

أخذ فكري أباظه ما كتبه العقّاد (موضوع الإنشاء) وأرسله لمدرسي اللغة العربية الأربعة بمدرسة الخازندار الثانوية لوضع درجة من عشر درجات للموضوع بحجة أن كاتب الموضوع هو طالب في الصف الثاني الثانوي بمدرسة ثانوية بالصعيد ويرغب هذا الطالب في الالتحاق بمدرسة الخازندار التي ترعى الطلّاب المتفوقين وعليهم تقييم الطالب وفق بلاغته في كتابة موضوع الإنشاء.

راجع كل من المدرسين الأربعة موضوع الإنشاء، ووضع كل منهم درجة، وكانت الدرجات تتراوح بين 5.5 درجة و7 درجات من عشرة !!

وفي نفس الوقت قام فكري أباظه بتكليف طالب عادي بالصف الأول الثانوي بكتابة موضوع إنشاء تحت نفس العنوان، وأخذ الموضوع وعرضه على مصطفى أمين بجريدة الأخبار وأفهمه أن عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين هو من كتب هذا "المقال" ليُنشر في مجلة "الإثنين"، وألمح أباظه إلى مصطفى أمين أنه يشعر بأن المقال الذي كتبه طه حسين "دون المستوى" وأن المقال لا يرتقي للنشر ولذا فهو يخشى التسرع بنشره في المجلة، وهنا قرأ مصطفى أمين المقال وقال: أراه مقالاً رائعاً، وعلى اية حال دعني أعرض المقال على عتاولة التحرير بالأخبار، وبالفعل استدعى مصطفي أمين ثلاثة من المحررين الكبار لإبداء الرأي في المقال. وهنا - بخبث - قال أباظه : عليكم بوضع درجة من عشرة لمقال عميد الادب العربي كما لو أنه "موضوع إنشاء" لطالب.

جاءت النتيجة مُبَشرة، فقد حظي المقال بعشر درجات من عشرة وفق إفادة إثنان، بل وعلّق الثالث بأن الدرجة التي يستحقها المقال هي خمسة عشر درجة من أصل عشر درجات!!

كشف الأستاذ فكري أباظه حقيقة الموضوع في مقال نشره على مجلته "الإثنين" تحت عنوان "نحن نقيّم الناس وفق تقديرنا لهم، لا وفق حقيقتهم"، وكانت صادمة للقراء.

 

 

د. بهي الدين مرسي