رحل اخر جيل الصحفيين الحقييين. المحترفين ،الصحفيين اللي بجد ، جيل الخبر والمصدر ،جيل يعرف المسافة بين. المخبر الصحفي ومخبر السلطة ،يصنع الخبر ويزلزل عرش المسؤل ، ويحترم القارئ وبائع الصحيفة ،جيل الورق الدشت ورائحته. (لمن لايعلم متعة )،،.
في سهرة رمضانية وسحور مع ابو مازن محمود عباس كان عدد من الإعلاميين وكبار الصحفيين وبعد ان بدأ الحوار بدأ ابو مازن يتكلم فوجىئت بالاستاذ مكرم الذي كان يجلس بجواري على كرسي فوتيه ينزل ليفترش الارض وفي يده دفتر ورق دشت لااعرف من ابن اخرجه وبدا يكتب ويسال ونحن معجبون بطريقته ورغم ان الرئيس الفلسطيني كان يقف ليقول هذه المعلومات ليست للنشر او يقول بطريقه ذكيه انا لم اقل هذه المعلومة على لساني لكن فوجئت باليوم التالي في عموده بالاهرام يذكر بذكاء كل المعلومات بدون ان يحرج المصدر وكنت اقرأ وانا اقول. ياه معلم ،مكرم مدرسة صحفية ، صانع للخبر وصانع للقرار ،كان وراء المصالحات مع رموز الفكر التكفيري الذين لم يرتكبوا ارهابا في فترة عبد الحليم موسى وزير الداخليه وكنت اعرفه عن قرب منذ كان محافظا لاسيوط وكنت صحفيا صغيرا ارى كيف كان يحترم مكرم ويعمل حسابه.
قد تختلف مع مكرم وقربه من مبارك او خدمته للسلطة من اجل المناصب لكن لابد ان تحترم مهنيته. وكيف كانت المصور اهم مجلة. في عهده ، واظن ان السنوات الاخيرة في حياة مكرم وبعد ان تولى مجلس الاعلام كانت خصما من رصيده. ونهايه لم اكن اتوقعها له ،انا كنت اول مذيع يوقع عليه مجلس مكرم عقاب توقيف برنامج صح النوم. وتكررذلك التوقيف ثلاث مرات وفي احدى المرات ذهبت للتحقيق معي وقابلته وقلت له من يكتب تقارير مايسمى بالمخالفات اصلا سوابق ومفصول منوالمؤسسه التي كان يعمل بها كيف اصبح له قرار ويتحدث باسم المجلس يااستاذه مكرم فقال لي ، انا هاشيل العقوبات همه اللجنه مش فاهمين وعندما سالته هوه فيه كود او لاىحة جزاءات نسترشد بها فقال لي ،سوالك ذكي ومعناه اننا كمجلس بنشتغل بزرميط. ،خلاص بقى. ،وعدت وبعد شهرين تم اصدار قرار بتوقف اسبوعين وفي نفس اليوم وكان يوم خميس اجازتي من البرنامج كنت مدعوا لحفل سفارة الامارات وأدخلوني لاجلس بجوار الاستاذ مكرم والاستاذ مفيد فوزي الذي سأل مكرم انتو ليه مركزين مع الغيطي كل شويه قرار وقف برنامج. فنظر له الاستاذ مكرم وقال ،ازاي ماحصلش ،وهنا ادركت ان الرجل. ارهقه المنصب. وحدث ماحدث عندما اغلق مكتبه ولم يجد كرسيا يجلس عليه واستقال وذهب لمنزله مريضا الله يرحمه