شر البلية ما يضحك مثل عربي مشهور لا اعرف قصته أو متي تم استخدامه بالتحديد و لكن ما اعرفه ان الناس في بلادنا اعتادت أن تردده في المواقف الصعبة و الشدائد التي ليس لها حل و جاءت في وقت غير متوقع أو عندما يعجز الناس عن حل مشكلة ،، و أحيانا تقال مع ظهور حل ليس له علاقة بالمشكلة أو حل غبي للمشكلة و يا لسخرية القدر !
و ما أكثر المشاكل و ما أكثر العاجزين الذين يتصدرون المشهد و يطلون علينا بحلول جهنمية و أفكار مدمرة بحيث يساهمون فى تعقيد المشكلة بدلا من حلها ! الشيء المضحك أن البعض أحيانا يصف هذا التعقيد بأنه إنجاز ! و لا نملك إلا الضحك أو الصمت بعد أن أصبح النفس محسوب و يا ويله من تسول له نفسه أن ينتقد هؤلاء ( حلالين العقد ) المتعالين حتى و لو كان نقد بناء ،، لأن المسئول لا يحب غير من يطبل له و يدخل في عداء شخصي مع اي مواطن ينتظر منه إنجاز حقيقي !
و لكم فى حكومة الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري مثلا ! و الذي لا نعرف معظم وزرائه و كأنهم ينفذون كلام الفنان محمد صبحي عندما قال : القاعدة الأساسية عندنا تشتغل كتير تغلط كتير تترفد تشتغل نص نص تغلط نص نص تتجازى ماتشتغلش خالص متغلطش خالص تترقى ،، لذلك معظمنا لا يعرف معظم هؤلاء الوزراء و من اشتهر منهم قد اشتهر بالكوارث التي صنعها مثل وزيرة الهجرة و وزيرة الصحة و وزير التعليم الي آخره من أسماء وزارات ارتبطت بالفشل و الإخفاق و لم يجرؤ أحد علي محاسبتهم او نقد أدائهم أو أداء البرلمان المصري المسئول عن استجواب اي وزير و محاسبته إن أخطأ أو أخفق لأن الأساس ان يعمل ممثلو الشعب لصالح الشعب و ليس لصالح الحكومة ! و يصبح الوضع و كأننا لدينا برلمان و كأننا لدينا وزراء و كأننا داخل دولة يحكمها القانون و الدستور لأن الجميع يمثل الدور بإتقان و الجمهور ما بين متفرج أو مقهور و شر البلية ما يضحك !
تردت كثيرا قبل أن أكتب هذه السطور ليس خوفا إنما بسبب الإحباط الذي أصابني من كثرة الكلام دون جدوي في بعض الملفات خاصة ملف المصريين في الخارج هذا لأنني واحدة منهم و كلي أمل هذه المرة أن تعلم القيادة السياسية ان الإحباط قد أصاب الكثيريين في الخارج كما الداخل لأن صوت المواطن العادي غير مسموع و طاقته مهدرة و غير مستغلة و آرائه مشكوك فيها إن خالفت صانعي العقد ! و ملفات المطحون و قضاياه هي اخر هم المسئول الذن نحسب أنه ما خلق ليحمل أمانة المسئولية اصلا لكن أتت ببعضهم الصدفة لذلك تشبث بالمنصب رغم فشله علي الارض و نجاحه كان بامتياز في البرامج و المقابلات فقط ! مع إعلاميين و صحفيين مدفوع لهم أو لهم مصلحة ما مع هذا المسئول ،، و المصالح تتصالح !
و السؤال إلي متي سيظل هذا الوضع ؟؟ الي متي سيظل المسئول يخفق و الإعلام يكذب و يضلل و يقلب الحقائق ؟ إلي متي يعمل الرئيس بمفرده (علي حد قول البعض) ؟! بالرغم من ان هؤلاء الوزراء هم من اختارهم الرئيس أو وافق علي ترشيحاتهم من قبل كهنة المعبد و هو مسئول عنهم مسئولية كاملة و بالتالي محسوبين عليه !؟ و لعانتهم سوف تصيبه في يوم ما كما أصابت رؤساء قبله ،، الي متي سيظل المسئول الناجح أو النشيط حالة فردية نادرة لا تتكرر كما في حالة وزير النقل المصري الفريق كامل الوزير مثلا و كأن مصر لم تنجب غير كامل واحد ! ديه مصر ولادة و الله
العيب كل العيب على من يصدق المعلومات و الأخبار المغلوطة أو المفبركة التي تقدم ليل نهار دون التدقيق في صحتها ،، العيب علي من يلهث وراء الشائعات و الفضائح و الأخبار التافهة و يجعل منها أولويات ؟ العيب كل العيب على من يقلل من نفسه حين يصدق كلام الإعلاميين الدجالين عن أننا لسنا مؤهلين للديمقراطية و حرية الرأي ؟! العيب علي من يلجأ الي الاخبار التي تبث من قنوات و جهات معادية ليجد لنفسه بديلا في التعبير فيقع في فخ اخر ليتم غسل دماغه بطريقة جهنمية في منتهي الخبث تسبب له مزيدا من العقد و الإحباط و التشويش ،، العيب ان يصمت كل من يري كل هذا و لا يتكلم بحجة الخوف من الدولة البوليسية و البديل المنتظر و هي الجماعات الإسلامية و كأننا لسنا موجودين أصلا ! مع اننا الاقوي و الاولي بهذه البلد ،،
لقد حان الوقت للتوقف عن الضحك من الألم والوجع ؟!
حنان شلبي