علي مدار فترات طويلة لم يكن اي وجود حقيقي لمجلس شعب يمثل الشعب ويكون دعما وسندا له ولمطالبه لدي الحكومة ولكن ماشاهدناه مع وجود البرلمان السابق برئاسة الدكتور عبد العال هو مجلس هش البنية ضعيف خاضع لقرارات الحكومة علي حساب الشعب دون اي مسألة منه او استجواب لهذه القرارات وكانت الفترة السابقة عبارة عن برلمان واعلام في خدمة الدولة وبكل وضوح . 2021 ذهب المجلس السابق بكل سقطاته وبكل ماناله من الشعب من سخط واتهامات بالعدم والتقصير والتقاعس ذهب ومعه كل الدعوات الا يمر علينا برلمان بمثل هذا السوء والخنوع والفشل.
والان لدينا برلمان جديد 2021 يحمل الشعب المصري امالا واحلاما ولو قليلة ان يكون خيرا مما سبقه او اكثر وطنية وشعورا بالشعب واكثر شجاعة وجرأة في المطالبة بحقوقه. وانعقد البرلمان الجديد برئاسة المستشار حنفي الجبالي وبالرغم من ان تمثيل حزب الدولة مستقبل وطن يمثل الاغلبية في البرلمان الا انه يوجد نخبة لاباس بها من المعارضة الوطنية وتمثيلا غير مسبوق للمرأة مما جعل الكثيرين يحاولوا ان يتوسموا خيرا في هذا البرلمان الجديد متعشمين ان يكونوا الاعضاء الجدد استفادوا دروسا مما سبقوهم ومن سخط ودعوات الشعب عليهم.
اما بالنسبة لاول قرارات البرلمان باستجواب الحكومة فلاشك ان الجميع تنفس الصعداء وابتهج وقال لقد اتينا العوض من الله .اخير سنري برلمان يستجوب الحكومة ويناقش قراراتها ويحاسبها من اجل مصلحة الوطن والشعب.
وجاء ذلك محبطا للغاية فاذا بنا نجد الاستجواب لرئيس الوزراء عبارة عن ساحة لاستعراض انجازات الحكومة واعمالها واشارة الي نجاحاتها دون اي اعتراض علي اي قرارات خاطئة برغم من وجود حزمة من القرارات الخاطئة التي لاحصر لها.للاسف لم نجد استجوابا حقيقيا كما توقعنا.
الاستجواب الخقيقي والجلد واستعراض القوة كان للوزير المغضوب عليه من الدولة والاعلام اسامة هيكل .هو الوحيد الذي كان كبش فداء لهذه الجلسة وتعالت الصيحات والاتهامات له بالفساد الاداري والمالي وكان واضحا جدا انه تم الزج به من اجل ان يكون هناك مصداقية في استجواب البرلمان بالاتفاق بين الحكومة والبرلمان.للاسف بعد هذه
المسرحية الهزلية استطيع ان اؤكد ان الحكومة تسللت وبنجاح لهذا البرلمان بشكل او باخر ولا تتوقعوا ان نري برلمانا حقيقيا كما كان يعارض الحكومة ويحاسبها كما عهدنا في عصور لن ترجع ابدا فقد كان الوزير يرتعد عندما يطالبه البرلمان بالحضور للاستجواب .الان الحكومة بكل تاكيد لاتخشي الادوات التي كانت تحاسبها لابرلمان ولا اعلام.
فقد قامت الحكومة بتقليم اظافر الاعلام والضغط عليه بوسائل عديدة حتي اصبح صوتا لها بعد ان كان اداة للرقابة والتنوير وكما ذكرت تسللت بحزب الاغلبية والمواليين الي برلمان الشعب للسيطرة عليه مثل البرلمان السابق وجعله مجلسا اخر لتمرير قراراتها.
انها الديكتاتورية الخبيثة .ليست نظرة تشاؤمية لكن واقعيه .فما اشبه اليوم بالامس (لاجديد ).