يتساءل البعض عن حقيقة ما يقال فى وسائل الإعلام العربي عن صعوبة الوضع في بلاد العم سام ؟ و هل المواطن الأمريكي يعاني الفقر والبطالة جراء الازمة الاقتصادية و تفشي فيروس كورونا إلى آخره ....
و استطيع أن أصف لكم الوضع عن قرب بعين ترصد كل ما حولها من صغيرة و كبيرة بدون تهويل أو تهوين و بكل الأمانة اقول لكم ان الأوضاع في الولايات المتحدة الأمريكية جدا صعبة خصوصا بعد الازدياد في أعداد المصابين في الموجة الثانية من تفشي فيروس كورونا و غلق بعض المحال التجارية و الصناعية ،، و لكن لم يعاني المواطن الأمريكي بعد من الفقر الشديد أو أصبح الامريكان أمة العوز أو هناك تقصير مثلا في الخدمات الأساسية مثل العلاج و التعليم و المواد التموينية بل علي العكس كل شيء متوفر لأن الدولة قوية بمؤسساتها المختلفة و معاناة المواطن الأمريكي تقتصر فقط علي نقص الرفاهية التي اعتاد عليها معظم أفراد الشعب و هذا كل ما في الأمر !
و لأن المواطن الأمريكي يعتمد علي الدولة القوية في تصريف معظم أموره فهو يحاول ان يستمتع بكل لحظة قدر المستطاع في حدود الإمكانيات المتاحة لذلك نري عامة الناس و كالعادة ترتاد أماكن التسوق استعدادا للإحتفال بأعياد الميلاد و رأس السنة الميلادية و كالعادة تضيء الانوار و الزينة المنازل و الشوارع و كل شيء شبه طبيعي كلا في حدود إمكانياته ،،
و برغم الحديث عن قرب توفر اللقاح في خلال أشهر قليلة للجميع إلا أن اللقاح الجديد لم يحوز على ثقة جميع المواطنين الأمريكان و يقال أن النسبة تقدر بخمسين فى المائة من عدد المواطنين الأمريكان الذين قرروا أخذ اللقاح حين توفره للجميع ،، اما الإعتماد الأكبر في تسيير الحياة هذه الأيام مبني هنا في امريكا علي الحذر و الالتزام بالتباعد الإجتماعي و لبس الأقنعة الواقية و ما الي ذلك من إجراءات تجعلهم يسيرون في الطرقات و يذهبون الي أعمالهم بشكل شبه طبيعي هذا علي خلاف ما يصف به الإعلام الموالي للحكومات و الأنظمة العربية الحياة و كأنها أصبحت مستحيلة في أمريكا أو أن امريكا تنهار بسبب كورونا ! في محاولة بائسة لجعل المواطن العربي يرضخ لأي شيء و اي وضع و يقبل يده وش و ظهر علي انه مازال علي قيد الحياة لأن اعتي الدول و اغناها فشلت في مواجهة فيروس كورونا ! هذا على حد قول الإعلام الموالي ،، الشيء الذي لم يحدث بل انه كذب و افتراء و تدليس ! فالعالم الغربي يعانى الآن من نقص الرفاهية و لكن كل متطلباته الأساسية متوفرة لذلك فإن الاحتفالات في زمن الكورونا لم تتأثر كثيرا كل ما هنالك بعض الإجراءات الوقائية مثل زيادة الحرص في عدم التجمع بأعداد كبيرة و لكن مازالت الأسر تجتمع علي الولائم و مازال المواطن يشتري الملابس الجديدة و مازالت عربات البريد تنقل الهدايا في أنحاء أمريكا كلها و مازالت الحياة طبيعية رغم قسوة البرد رغم قسوة الظروف رغم إغلاق بعض المحال و المطاعم رغم كل شيء لأن الدولة قوية ،،
الكذب لم يقتصر علي الإعلام الرسمي العربي الموالي للأنظمة ،، بل أيضا الإعلام الموازي و الإعلام المعارض و الإعلام الإخواني الذي يؤكد كل لحظة بأن اللقاح الأمريكي و الإنجليزي و الألماني متوفر في بعض الدول العربية و علي رأسها مصر و لكن للقادة و الجيوش و الشخصيات المهمة و أسرهم فقط ! و أن اللقاح الصيني سيء و تم جلبه و شرائه لتحصين المواطن العادي و انه مازال تحت التجارب ! في محاولة لتقليب الرأي العام و تسخين و شحن المواطن الذي يعاني أصلا من صعوبة الوضع ليصبح بين فكي الرحى دون رحمة ! و لاثبت لكم كذب هذا الفريق ممن يصطادون في الماء العكر فهناك استحالة بأن تقوم اي دولة غربية بما فيها أمريكا بتوفير و إمداد اي دولة اخري باللقاح قبل أن تصل لمرحلة الاكتفاء الذاتي و توفر اللقاح لكل المواطنين الشيء الذي لم يحدث إلى الآن ! بل ان الحديث الآن هو عن أولويات التحصين للعاملين في المجال الصحي و كبار السن و بعض الفئات التي تعاني من أمراض معينة ! و لأن هذه الدول قوية و تحمي مواطنيها و تحسب لهم مليون حساب فهناك استحالة لتزويد دول أو جيوش دول عربية او حتي شخصيات مهمة باللقاح قبل المواطن الأمريكي ،، إن لم يكن حرصا علي توفره للمواطن الأمريكي أولا يكون خوفا من الفضيحة حال انكشف الموضوع ،، و الذي لا يجرؤ مسئول هنا مهما كان موقعه على اتخاذ قرار بيع اللقاح أو تقديمه هديه قبل توفره لمواطنيه أولا حتي و إن رفض المواطن هذا اللقاح أو شك في فاعليته
اخيرا اقول للفريقين سواء الموالي أو المعارض لا تتاجروا بالازمات للضحك علي المواطن و أقول للمواطن العربي أبتعد عن كل الأخبار السلبية في هذا الوقت الصعب و لا ترهق نفسك فى التفكير فيما يقوله الفريقين فالجميع كاذب و الحقيقة اصبحت سراب و مع نهاية العام والاستعداد لاستقبال عام جديد دعونا نودع سنة مضت و رحلت بكل ما فيها بذكرياتها و تفاصيلها بحلوها ومرها لنبدأ عام جديد بكل أمل متمنين من الله ان يسلم العالم أجمع شر هذا الفيروس اللعين و يعم الخير و السلام
حنان شلبي