هذه جالية تعيش في امريكا ولكنها ترفض الاندماج في المجتمع الامريكي. لايمكن مقارنتها بالجاليات الناجحة مثل الجالية الايطالية او الايرلندية او اليهودية. معظم أفرادها لايؤمنون بالاندماج نتيجة خوفهم الخاطئ من الذوبان.
ثم ينتج من هذا أن أفراد الجالية لايزال معظمهم يتكلم الأداب انجليزي (اي العربي المخلوط بانجليزي). هذا بعكس الجالية اللبنانية أو السورية أو حتى اليمنية. ولذا تجد أن ليس لهذه الجالية المصرية أي نفوذ في مجريات الحياة السياسية الأمريكية. الاندماج في العمل السياسي المحلي، والتبرع بأية مقادير مالية لأي من الحزبين الديمقراطي أو الجمهوري يؤدي إلى رفع النفوذ وتقوية الأواصر السياسية.
نجد مثلاً أسرة سدثونو أو شاهين (سوريون ولبنانيون) في الشمال الشرقي الأمريكي لها نفوذ داخل الكونجرس والبيت الأبيض والبنتاجون. أين نجد هذه النفوذ من جانب الجالية المصرية التى لاتعرف قيمة الاندماج والتفاعل، وأهمية التبرعات المالية، والعمل بدون أجر لمساعدة المرشحين السياسيين اللذين إن نجحوا عينوهم فى أماكن نفوذ واضعى القرارات؟!
الجالية المصرية تقصر جهودها على إاقامة موائد الطعام وأخذ السيلفى ولبس النظارات السوداء إيهاماً بالاعتداد بالنفس. وبعض أفرادها مهتم جداً بمقابلة الرسميين فى المطار ودعوتهم للوجبات المجانية، وهي مجاملات فارغة!!
القضية الفلسطينية في امريكا أصبحت لاغية. والالغاء جاء من عباس والغنى الفاحش (من أين لك هذا؟) والتنافس مع حماس في غزة، وإقامة المظاهرات بالعلم الفلسطيني.
نجد مثلاً الدعاية الاسرائيلية تقول: للفلسطينين دولتان: رام الله وغزة. ويرد الفلسطينيون: إنها قضية عربية. هذه قضية يحاول المسئولون عنها إزاحتها إلى أكتاف مصر مع استمرارهم فى حفر الانفاق إلى مصر. لم نخرج عن موضوع الجالية إذ أن بعض أفرادها يقوم بمظاهرات لايجتمع لها غير حوالي 20 شخصاً أمام الامم المتحدة: هتاف وأعلام لكن بدون إعلام أو حتى خبرة بتضاريس القضية.
ونتيجة للتشققات داخل الجالية المصرية وزميلاتها من الجاليات العربية الآخرى، حدثت شخصنه وتدافع من أجل "أينا أحق بالشهرة؟"
والجالية المصرية لاتعرف أن كل مدارس امريكا تدرس تاريخ مصر القديمة. وأكثر السواح الأمريكان القادمين الى نيويورك يزور معبد دندور وهو جزء من متحف متردبوليتان الضخم في شارع 81 مع الشارع الخامس Fifth Ave. ومن المؤسف أن الجالية لاتعرف طريقها الى ذلك المعبد الذي أهداه المرحوم السادات لأمريكا.
ومتى استضافت مصر زعماء وسياسيين امريكيين على حساب الدولة مثلما تفعل اسرائيل وايطاليا وايرلندا؟! إن كنا لانتفاعل مع هؤلاء الزعماء فعلينا ألا ننتظر أى تفاعل منهم فيما يخص مصر التاريخية.
ونضيف الى تساؤلاتنا الآتي: صناعة الافلام المصرية بدأت فى الثلاثينات (1930) أي أسبق من صناعة الافلام الهندية بكثير. ولكن تقهقرنا فى هذه المجال لأننا لم نوفد خبراء مصريين الى هوليوود لدراسة اهتمامات المجتمع الأمريكي وتغيراته!!
ولايوجد بين أفراد الجالية المصرية الكثيرون اللذين يعرفون تاريخ مصر القديمة ومصر الوسطى ومصر منذ عهد محمد على الكبير. التاريخ غير معروف. وأيضا الجغرافيا.
كم من المصريين فى مصر يعرف بلاد النوبة أو واحة الفرافرة أو وادى النطرون؟
ونحمد الله أن الدولة تنشئ الآن خط سكك حديدي سريع من العين السخنه الى الساحل الشمالي وتستغرق الرحلة ساعتين.
وعلينا أن نأخذ الجيل الجديد من المصريين الى البلد الأم للسياحة والتعارف وتكلم اللغة والعادات والأعراف.
الجالية المصرية هي جالية مفترية على مصر لأنها تجهلها!! وهذا جهل بأصول المواطنة الحديثة.