مما لاشك فيه ان كل الكوارث والاخطاء والفساد السياسي ياتي من الانظمة والمجتمعات الشمولية التي ترفض التعددية والاختلاف والمعارضة والتي تتجه الي سياسة الاقصاء لكل ماهو معارض او مختلف او يدعو للتغيير اويسير في اتجاه مخالف للاتجاه العام لسياسة الدولة او قراراتها .للاسف ان معظم الدول العربية تتبع النظام الشمولي والذي يحارب المعارضة بكل قوة حتي وان كانت معارضة وطنية تهدف الي التطوير والتغيير للافضل وتعلي من شان وقيمة الفرد داخل الدولة وتطالب باعطائه مزيد من الحرية والحقوق الانسانية ليحيا حياة آدمية كريمة .فقد تصل محاربة المعارضة الي الاقصاء نهائيا او السجن او النفي واحيانا الي الاغتيال .وهذه الانظمة السياسية التي ترفض التعددية الفكرية والحزبية هي انظمة فاشية مستبدة نهايتها الفشل بكل تاكيد .لانه لايوجد سياسة بدون اختلاف بدون تغيير بدون تطوير الافكار والقرارات وتغييرها للافضل وللاصلح .هذه المقدمة كنت اتناولها بشكل عام .اما علي الصعيد الخاص وما يخص الحبيبة مصر وبكل وضوح بكل اسف اصبح النظام المصري نظام شمولي واحادي سياسيا كله يسير في اتجاه السياسة العامة للدولة وكله يخدم علي قرارات الحكومة ويؤيدها وبرغم كل ما يروج له الاعلام الذي اصبح اعلام سياسي او بمعني اصح اعلام الدولة لوجود احزاب معارضة علي ارض الواقع وان لايوجد ماينمنع التعددية الحزبية والسياسية .الا انها جزء من الدلالة علي ان الاعلام لم يصبح حرا او منارة لتنوير الشعب او حتي منبر محايد لعرض الراي والراي الاخر ولكنه وبكل تاكيد اصبح جزء لايتجزأ من الكيان السياسي للدولة واداة لدعم كل قراراتها دون اي اعتراض او تقديم اي نمط مخالف لذلك .اصبحت كل المؤسسات توصل رسالة كاذبة ان دعم كل قرارات الدولة والتصديق عليها دون معارضة او مناقشة او حتي تطوير هو مقياس الوطنية ومادون ذلك يعتبر خيانة وعمالة ورغبة في هدم استقرار الدولة .اليوم وانا اشاهد كل برامج التوك شو تعزف نفس اللحن في مهاجمة اي تصريحات خارجية او داخلية تنتقد بعض الامور الخاصة بالحريات وحقوق الانسان لمجرد النقد او رفض التدخل بدون تقديم حجج قوية ودلائل حقيقية تنفي بشكل قاطع كل هذه الاتهامات فهو دليل علي وجود خلل حقيقي في النظام السياسي وممارسة الحقوق والحريات .علي ارض الواقع لا اري معارضة وطنية قوية او تعددية حزبية تفرز لنا خبرات سياسية قوية واجيال لها معرفة وخبرة وثقافة سياسية تستطيع من خلالها ان تطالب بالافضل وتحاسب الانظمة السياسية ان اخطأت وتمنعها من الشمولية واحادية القرار والدكتاتورية الغير معلنة ولكنها واضحة تماما .