هام قيس بليلى ،فطغى حبه على كل المحبين ،وانتزع مكان الصدارة ،والعشق ،حتى صار اسم ليلى ،يستخدم بدلا من اسم أية حبيبة،حتى يقال إلى الآن( كلٌٌ يغني على ليلاه) !!
ولما منع أبو ليلى وعشيرته المجنون من زواج ليلى ،ظل يغشى بيوتهم فشكوه إلى السلطان ،فأهدر دمه ،لكن ذلك لم يمنع قيسا من التشبيب بليلى ،حتى اشتهر امرهما،وتقدم ،لخطبتها رجل من ثقيف ،يدعى ( ورد بن محمد ) فتزاحم معه قيس على خطبتها للمرة الثانية ،وحينئذ اختارت ليلى وردا الدفع عن نفسها ،تهمة الاتصال بقيس فيما مضى !!
وتخرج ليلى من حي بنى عامر ،إلى حي زوجها ،وتتكرر نفس قصة جميل وبثينة،فيتواعد قيس وليلى ،ويلتقيان على غفلة من زوجها ورد ،وهو ما تؤكده الاخبار الواردة عن قيس وليلى وهذا البيت يثبت صدق ما أدعيه للمجنون حيث قال :
فإن كان فيكم بعلُ ليلى فإنني
وذي العرشِ قد قبلت فاها ثمانينا
وفي كتاب الاغاني للأصفهاني ،قرأت يوما :
إن ابا ليلى وزوجها خرجا إلي مكة ،فأرسلت إلى المجنون ،فأقام عندها ليلة ،وأخرجته عند السَّحَرْ ،ثم قالت له :
سر اليَّ في كل ليلة ،مادام القوم في سفرٍ ،وبالفعل كان يذهب إليها كل ليلة ،حتى قدموا ،وقال في آخر ليلة لقيها فيها مخاطبا زوجها:
تمتع بليلى إنما انت هامة
من الهام ِ يدنو كل يوم حمامِها
ولعل هذا ما يجعل قيسا يتطاول فيسأل وردا هذا السؤال :
بربك هل ضممت إليك ليلى
قبيل الصبح أو قبَّلتَ فاها
وهل رفتْ عليك قرونُ ليلى
رفيق الأقحوانة في نداها
كأن قرنفلاً ورحيق مسكٍ
وصوب الغاديات شملنَّ فيها
فأجابه زوجها (ورد بن محمد ) :
نعم عانقتها ولثمتُ ثغراً
يحاكي وردةً يُحيي شذاها
وملت إلى اللمى وشربت خمرا
بها داويت روحي من أذاها
يدل ذلك على أن كلا من قيس ،و ورد بن محمد ،كان يظن أن ليلى حبيبته وحده ،وأنها لا تصل غيره ...
ولكن ليلى بقلبها الكبير كانت لا تغضب مجنونها قيس ،وزوجها أيضا !!!!!!
المراجع : الأغاني للأصفهاني .