الحسين عبد الرازق يكتب: ماكرون لم يخطئ والمقاطعة ليست حلاً!

الحسين عبد الرازق يكتب: ماكرون لم يخطئ والمقاطعة ليست حلاً!
الحسين عبد الرازق يكتب: ماكرون لم يخطئ والمقاطعة ليست حلاً!

عند عودته من مؤتمر باريس عام١٨٨١..قال الإمام محمد عبده ذهبت إلي الغرب فوجدت إسلاماً ولم أجد مسلمين، ولما عدت للشرق وجدت مسلمين ولم أجد إسلام  .

بداية .. أنا لا أري في كل ما قاله الرئيس الفرنسي مؤخراً أي إساءة إلي الإسلام!

ماكرون قال إن صمويل باتي ( المدرس المقتول ) قتل لأن "الإسلاميين "يريدون الإستحواذ علي مستقبلنا ويعرفون أنهم لن يحصلوا علي مرادهم بوجود أبطال مطمئني النفس مثله، إننا لن نتخلي عن الرسومات والكاريكاتيرات وإن تقهقر البعض سنقدم كل الفرص التي يجب علي الجمهورية أن تقدمها لشبابها دون تمييزأو تهميش، ثم وصف القتيل "صمويل" بأنه قد أصبح رمزا... هذا ما قاله الرئيس الفرنسي خلال حفل التأبين الذي أقيم بجامعة السوربون، وهي بالمناسبة الجامعة نفسها التي حصل منهاعميد الأدب العربي طه حسين علي الدكتوراه في الفلسفة عام ١٩١٧، وعلي دبلوم الحضارة الرومانية عام١٩١٩ ..

فأين الإساءة إلي الإسلام في ما قاله ماكرون ؟

ـ أولاً  __ رئيس فرنسا لم يذكر المسلمين ..

كان حديثه منصباً علي الإسلاميين وليس المسلمين، والبون شاسع بين المسلمين والإسلاميين، تماماً كما هو الفرق بين المسلمين والإخوان، فالمسلم وكما علمنا نبينا الكريم ( ص) هو من سلم المسلمون من لسانه ويده، عكس الإسلامي الذي يري نفسه أفضل من عموم المسلمين، ومن ثم يحق له الوصاية عليهم!

ربما أدرك ماكرون هذا الفرق فكان تركيزه علي الإسلاميين وليس المسلمين، ونعود إلي السؤال من جديد .. أين الإساءة إلي الإسلام ؟

ـ ثانياً  __هو وعد بعدم التخلي عن الرسومات والكاريكاتيرات، كما وعد بتقديم كل الفرص التي يجب علي الدولة تقديمها لشبابها  ..  فيما يخص الوعود ( كل الوعود) هذا شأنه، وأظن أنه كرئيس دولة يحق له مخاطبة شعب دولته بالأسلوب الذي يناسبه، كما أن له الحق الكامل في كسب ود شباب فرنسا بالطريقة التي يرتأيها، وأما عن الرسوم.. لم يصرح الرجل بأنه لن يتخلي عن الرسوم المسيئة لأي دين من الأديان، هو تحدث عن الرسوم ككل، وأظنه كان يقصد أنهم لن يقمعوا فناناً أراد التعبير عن رأيه بإستخدام الكاريكاتير أوالرسوم، وبخصوص وصفه للمدرس المنحور "بالرمز والبطل الهادئ" ومنحه وسام الجوقة، وهوأعلي وسام فرنسي لأسرة القتيل .. فهو حر ( موضوع يخصه ...  يارب يعمل له تمثال جنب برج إيفل ) !

والسؤال الآن .. أين هي الإساءة إلي الإسلام ؟

ماكرون لم يسئ للإسلام .. ولست أظن أبداً أن ديننا الحنيف، الذي اثني عليه ربنا في كتابه الكريم بقوله سبحانه " إن الدين عند الله الإسلام "

سوف يتأثر سلباً ببضع كلمات يقولها فلان، أو بتصريح سيطلقه علان، أيًً كان هذا الفلان أو ذلك العلان!

رئيس فرنسا أو غير رئيس فرنسا، فالإسلام دين الله الذي زكاه، وهو بكل تأكيد أكبر من فرنسا ومن رئيس فرنسا بل إنه أكبر من العالم بقاراته السبع بما فيها أوروبا التي تحوي بين جنباتها فرنسا ورئيس فرنسا ..

نحن مع الأسف مدينون بتقديم الإعتذرالواجب إلي الإسلام لأننا لم نجتهد في إعلام الغرب عن سماحة ديننا وتعريفهم بحقيقته التي يجهلونها، إكتفينا بالهتاف وترديد الشعارات الجوفاء، تركناالساحة خاوية وخالية للآخرين ليتفننوا في تشويهنا بنشر معلومات كاذبة وأفكار مغلوطة عنا إلي أن نجحوا في تسويق

" الإسلاموفوبيا" لنكن إذاً واقعيين ونعترف ، لقد تقاعسنا عن أداء دورنا، تشاحننا فيما بيننا، هانت علينا أنفسنا فكنا علي غيرنا أهون  .

أما الحديث عن المقاطعة فلا أظنه مجدياً، ولن يكون ناجحاً، وليس بالطبع ناجعاً!

عن أي مقاطعة تتحدثون ياسادة؟

وهل نجحنا في مقاطعة عقار الأنسولين الدينماركي قبل أربعة عشر عام خلت؟!

 وهل في مقاطعة المتاجر أي نصرة لدين الله؟

هل سنقاطع نوع معين من الأجبان، أونوع بعينه من زيوت المحركات؟

أم تراكم تقصدون مقاطعة العطور الباريسية أوأوراق وخامات وأدوات الرسم الفرنسية ؟!

حسناً..

لنقاطع إذاً كل ما سبق لو كان هو كل ما نستورده من الغرب!

 لنقاطعه فوراً وحالاً  لو أن فيه نصرة لرسولنا وانتصاراً لديننا !

أفيقوا أيها السادةوكونوا عقلاء ومنصفين   ..

سننتصر لرسول الله (ص) بإالإتباع الصحيح لسنته، وسننتصر لدين الله حين ننجح في نشر تعاليمه السمحة، ولينصرن الله من ينصره .

حفظ الله مصر  .