إيمان منتصر تكتب: تاريخ الكحل العربي

دلت رسوم الدولة الفرعونية الموجود على جدران المعابد والمقابر على جمال فنون مصر القديمة. الفنون التي أكدت اهتمام المرأة الفرعونية بجمالها وتطور أدوات الزينة التي كانت تستخدمها ملكات وأميرات الأسر الفرعونية، حيث كانت بارعة في إظهار أنوثتها ورقة ملامحها، فقد استخدمت المرأة الفرعونية لإظهار جمالها الكحل الأسود لإبراز حدود العين ولونهما، حتى تكون أكثر جاذبية، كما أنهن اعتمدن في عنايتهن بوجوههن على النباتات الطبيعية، فكانت الطبيعة بالنسبة لهن مصدرا للجمال والإلهام والأنوثة.

الكحل من أهم منتجات التجميل التي لا تستغنى عنها أي امرأة، حيث أن المرأة الفرعونية أول من استخدمت الكحل في مصر القديمة، منذ أكثر من 10 آلاف عام قبل الميلاد، وكان الرجال يستخدمون الكحل الأسود الثقيل وليس النساء فقط اللاتي يستخدمونه. حيث كان للكحل هدف آخر في الماضي وليس فقط تجميل وتوسيع وتكبير شكل العين، فقد كان يستخدم لحماية العين من إله الشمس، وللوقاية من "العين الشريرة". عاد الكحل ليصبح موضة منذ عشرينات القرن الماضي، بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922، والتي حظيت بتغطية إعلامية مكثفة من كل العالم وهو ما ساعد على عودة موضة الكحل. كان شكل الكحل في الماضي مختلف عن شكله المتطور الآن، حيث كان كثيفًا للغاية وثقيلاً وأسود غامقًا "سموكي" بعكس الموجود حاليًا. الكحل السائل ظهر عام 1950، الكحل السائل يسبب مشاكل في الرؤية، وهو ما أكدته دراسة طبية نشرت في مجلة "العيون والعدسات اللاصقة"، حيث كشفت عن أن وضع الكحل السائل ينتقل لداخل العين ويضرها ويسبب عدم وضوح الرؤية.

إذا دققت في الرسوم والنقوش الفرعونية الموجودة على جدران المقابر والمعابد التي تحتفظ بألوانها الزاهية حتى يومنا هذا ستلاحظ بشكل واضح أن الفراعنة كانوا يحرصون على رسم عيونهم بطريقة واضحة بالكحل، حتى أصبحت رسم العيون الآن بشكل بارز وواضح بالكحل وأدوات التجميل تسمى بالفعل "رسم فرعوني للعيون"، ولكن بحسب ما أوردته العديد من الكتابات التاريخية بشأن ملامح الحياة الفرعونية، فإن المصريون القدماء، استخدموا الكحل المعتمد على الرصاص والذى كان سامًا لكنهم كانوا لا يعلمون مدى خطورته، واستخدموه من أجل تجميل العيون المصرية القديمة

، وعرف عن الكحل بأنه لديه العديد من الخصائص المضادة للميكروبات، بالإضافة إلى أنه كان يرمز ويمثل الجانب السحري لاستدعاء الآلهة حورس ورع من خلال وضع المكياج الأسود.كيف يصنع الكحل مكونات الكحل الطبيعي  يعرف كحل الأثمد العربي بكونه أفضل أنواع الكحل العربي على الإطلاق، وذلك لخلوه من عنصر الرصاص الذي يوجد في معظم أنواع الكحول والتي تتسبب بالضرر للعين عند استخدامها لفترة طويلة، ويستخرج كحل الأثمد العربي من حجر يحمل الاسم نفسه ويوجد بشكله طبيعي بوفرة في بلاد الحجاز والمغرب العربي وبلاد الشام، ويتكون كحل الأثمد العربي من المسحوق المنقى من حجر الأثمد والذي يتكون من ثلاثة مركبات رئيسة وهي مركبات الانتموان، والثالث سلفور الانتموان وخامس سلفور الانتموان، وينتمي الأثمد إلى شبيهات المعادن والذي يمكن العثور عليه حر في الطبيعة، إلا أنّه غالباً ما يوجد متّحداً مع عدد من المعادن  على شكل حجر بلون فضي لامع هش سهل التفتت وللكحل  فوائد كثيره  بكونه أفضل أنواع الكحل العربي على الإطلاق، وذلك لخلوه من عنصر الرصاص الذي يوجد في معظم أنواع الكحول والتي تتسبب بالضرر للعين عند استخدامها لفترة طويلة، ويستخرج كحل الأثمد العربي من حجر يحمل الاسم نفسه ويوجد بشكله طبيعي بوفرة في بلاد الحجاز والمغرب العربي وبلاد الشام ، يستطيع كحل الأثمد القضاء على عدد كبير من الجراثيم التي تغزو العين وتتسبب في التهاباتها وحالاتها المرضيّة المختلفة، كمل يحتوي كحل الأثمد على مركب الانتموان القادر على القضاء على عدد من الطفيليّات الغازية للعين، وتستخدم مركبات كحل . قدرته على إنبات الرموش، يحتوي كحل الإثمد على عدد من المركبات التي تمتصّها طبقات الجلد: البشرة والأدمة، والتي تحفز الأدمة من أجل تنشيط حويصلات الشعر الموجودة فيها وإنبات الرموش وزيادة طولها وكثافتها، حيث تلعب الرموش دور مهم في حماية العين من الأتربة وذرات الغبار المتطايرة في الهواء، فضلاً عن المظهر الجمالي الذي تمنحه الرموش الطويلة للعين.   للكحل العربي آلية صنع معينة يمكن الحصول على حجر الأثمد من عند محلات بيع العطارة والمواد الطبيعيّة، مع ضرورة التأكد على كونه من النوع الأصلي والعالي الجودة، وأفضل أنواع حجر الأثمد هو الذي يأتي من بلاد أصفهان. ينقع حجر الأثمد مع مقدار من المياه والمقدار نفسه من الزيت الطبي لمدة ثلاثة أيام بالماء العادي بعد غليه لتعقيمه. يصفى حجر الأثمد ثم يُحمّص على نار خفيفة لبضع دقائق حتى تخرج رائحته. يفتت حجر الأثمد مع التأكد من خلوّه من الشوائب