عندما تغيب شمس المعرفة تتسلل العتمة وضيق الأفق إلى عقول البشر ويصبح ما نراه باهت أو يلونه الظلام وتصبح قدرتنا على فهم الأحداث وحل المشكلات التى نتعرض لها واهية الا اذا استعنا بمصابيح صناعية توجهنا الى ما نفعله وهى فى هذه الحالة تفرض إرادتها ونحن ما علينا إلا السمع والطاعة .
والمعرفة هى بمثابة النور الذي يجلى العقول، ويضيء لها الطريق لنرى ما يجب أن تفعله عن دراية وخبرة ومعرفة ونكون قادرين على إكتشاف العقبات والتصدى لها بحلول تعتمد على التفكير العلمى فى حل المشكلات وإذا غابت تلك المعرفة أو تم تشويهها بعوامل دخيلة أصبحت كبدر معتم يستمد ضوءه من أفكار الآخرين معتمدا على ما يطرحونه من أفكار ويظل مستهلكا لتلك الأفكار دون قدرة على التحقق منها بالتأمل والتفكير وأعتقد أن هذا الطرح آفة الشعوب العربية.
وعندما تطغى عمليات النقل على العمليات العقلية فهل لنا أن نستطيع من إنتاج أفكار عربية تكون لها القدرة على الإبداع والابتكار فى عالم أصبحت فيه المعرفة هى السلاح والتقدم يعنى إمتلاك المعرفة وتطويعها لخدمة الإنسانية أم نظل بذلك الثوب الفكري المهلهل المضحك الذى يبكى القلوب عما وصلنا اليه والعالم من حولنا ينطلق بسرعة الصاروخ نحو التنمية والتقدم والرخاء ونظل تابعين لتلك الدول التى تصدر لنا إنتاجا عكفت عن إستخدامه وتحتفظ لنفسها بكل ما هو جديد .
وإذا أردنا شروق شمس المعرفة على الأدمغة العربية والعودة إلى الحضارات العربية نجد ابن سينا والفارابي وابن خلدون وأبو قراط وكثيرا من أمثالهم الذين صدروا للعالم ما انتجوه من أفكار فلابد من الاهتمام بالتعليم والبحث العلمى والثقافة وأن نضعهم أولويات لبناء المستقبل حتى يعود الفكر العربى رائدا فى كل مجال من مجالات الحياة وينقذ العرب من التسول على أفكار الغير ونقلها دون ملائمتها لواقعنا العربى فتكون النتائج كارثية.