لقد عانى الأرمن وهو يبذل محاولات مستمية للإعتراف بالمذابح التركية فى حق الأرمن ؛ فبالرغم من نجاح اللوبي الأرمني في محاصرة تركيا، عبر انتزاع الاعتراف بهذه المجازر، حين بحثت لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، في جلستها المنعقدة في مارس 1979 التقرير المتعلق بالإبادات الجماعيّة، وقررت اللجنة، بأغلبية ساحقة، إعادة الفقرة (30) إلى التقرير، المتعلّقة بالمذابح الأرمنيّة، التي تم حذفها من التقرير، نتيجة الضغوط التركيّة واتخذت قرار يقضي بإدراج المذابح المرتكبة بحق الأرمن عام 1915 كأول جريمة إبادة في القرن العشرين ؛و كذلك نجاح اللوبي الأرمني في انتزاع اعتراف بهذه المذابح من البرلمان الأوروبي و إعلان كنيسة " اتشميادزين " قداستهم كشهداء أبرار فى حضور شخصيات رسمية و رؤساء الكنائس المسيحية المشرقية و ممثلين من الكنيسة الكاثوليكية و البروتستانتية.؛ إلا أن تركيا لا تزال تعاند بمنتهى العجرفة و بكل إصرار على عدم الإقرار بتلك المذابح البشعة و إلا إنسانية و كأنها تُصر على تصدير شرها للعالم .
و الأن وبعد تورط تركيا فى العصر الحديث بتمويل مشاريع الإخوان و مساعدتهم ماديًا على ارتكاب جرائمهم التى شهد عليها التاريخ و شاهدها العالم كله؛ يتأكد لنا أهداف و مطامع تركيا و محاولتها إقامة دولة خلافة جديدة فى الشرق الأوسط و هو السبب الغير معلن لدعمها الانحيازى لاذربيجان و دورها السلبى فى العلاقات بين أرمينيا وأذربيجان، عن طريق دعم القيادة الآذرية فى محاولات زعزعة استقرار الوضع على الحدود بين البلدين وفى منطقة تماس اذربيجان مع ناجورنو-قارة باخ، و الذى يؤكد هذا أن وزارة الخارجية التركية أصدرت فى بيان رسمى لها أن أنقرة ستواصل دعم أذربيجان بكل إمكانياتها، كما أكدت وزارة الدفاع التركية أنها ستواصل منح كل المساعدة الممكنة لحليفتها الوثيقة ضد أرمينيا عملا بمبدأ أمة واحدة ودولتان .
مما دعى السفير الأرمنى فى مصر كارين كريكوريان بتوجيه اتهامات فى حوار له بالزميلة " الدستور " قائلا ": تركيا تدعم أذربيجان عسكريًا وسياسيًا، واستغلت علاقاتها الوثيقة بجماعات الإرهاب والتطرف حول العالم فى جلب مرتزقة من سوريا وليبيا للقتال لصالح باكو، و إن الرئيس التركى، يسعى من وراء تدخله العسكرى فى الصراع بين أرمينيا وأذربيجان إلى تحقيق أى انتصار يغطى به على خسارته نفوذه فى إفريقيا وشرق المتوسط ، كما أن خطابات الساسة والعسكريين الأذريين، قعمل على تنشئة الأجيال الشابة على فكرة الاستيلاء على إقليم «ناغورنى قره باغ»، وإبادة سكانه الأرمن من خلال التطهير العرقى ، نحن دائمًا منفتحون على الحوار، كما أننا بحاجة إلى جهود المجتمع الدولى بأسره لوقف هذه الحرب، لذلك قبلنا وقف إطلاق النار من أجل تبادل الجثث والأسرى، والتزامنا بها يتوقف على مدى التزام الجانب الأذرى.
ولعل من بين أهم ما أشار إليه السفير التأكيد على أنه لا يوجد سوى إطار عمل واحد معترف به دوليًا للتعامل مع النزاع، وهو الرئاسة المشتركة لمجموعة «مينسك» التابعة لمنظمة الأمن والتعاون فى أوروبا، فهى المعنية فى الأساس بوقف هذا الصراع، والدول المشاركة فى رئاسة "مينسك"، روسيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية ، علاوة على ذلك، ستندهش من إعلان الزعيم الحالى لأذربيجان أن «يريفان»، عاصمة أرمينيا، هى أرض لأجدادهم، فمثل هذه التصريحات المضحكة تثير استياء مواطنينا، كما أنها دليل واضح على سعى أذربيجان التوسعى نحن اليوم نرى عدوان تركيا فى شرق البحر الأبيض المتوسط وليبيا وسوريا والعراق وأرمينيا و«ناغورنى قره باغ»، كما أننا نشاهد ابتزازها الاتحاد الأوروبى والدول الأعضاء بقضية المهاجرين، إضافة إلى رعايتها وتدريبها وتجهيزها المنظمات الإرهابية والوجود العسكرى فى عدد من الدول الأخرى ، دور تركيا مزعزع للاستقرار ليس فقط على المستوى المحلى، ولكن أيضًا على المستوى العالمى، فقد أصبحت تشكل خطرًا على العالم بسبب دعمها التطرف والإرهاب، فكل هذه التطلعات من علامات التركية العثمانية الجديدة ".
انتهى الاقتباس من الحوار و نعود للتساؤلات .
- فأين دور برلمان الدول التى أعترفت بتلك المذبحة فى الضغط على تركيا للإعتراف بها ؟
- متى ستتشكل لجنة دولية للإشراف على الحكومتين التركية و الأرمنية أثناء محاولة الاتفاق فيما بينهما على الاعتراف بالمذبحة ؟
- العلاقات والتحالفات التاريخية بين الأتراك والتتار " أجداد الأذريين واسمهم حتى ثلاثينيات القرن الماض"، كل هذا يوضح أن التحالف العسكرى السياسى التركى- الأذرى يهدف للقضاء على وجود الأرمن ليس فقط فى " ناغونو قره باغ"، ولكن أيضًا فى أرمينيا فأين منظمات العالم من هذا التحالف العدوانى و ما هى مساعى منظمة " مينسك " فى دعم عملية السلام بين الدولتين .
- لماذا تخلق أذربيجان عدوًا لها؟ ونحن لدينا مجموعة " مينسك" التابعة لمنظمة الأمن والتعاون فى أوروبا أيضًا لفض هذا النزاع، فالوضع النهائى لـ"ناغورنى قره باغ" لم يتم تحديده بعد، لذلك لماذا يتحدثون عن وجود احتلال لأراضيهم؟
- إلى متى يتم فرض مفهوم العداء لأرمينيا فى كل خطاب عام أو فيلم أو كتاب وغيره من المنتجات الثقافية داخل أذربيجان إلى أن أصبحت السياسية المعادية لأرمينيا حجر أساس فى الدولة الآذرية ؟ .