بداية .. أنا علي يقين بأنه لايوجد شعب واحد علي ظهر كوكبنا العامر هذا، هو راضٍ تمام الرضا عن حكومته، كما لا توجد حكومة قادرة علي إرضاء شعبها، نظراً لإختلاف البيئة والثقافة والوعي والتعليم، حتي في الأسرة الواحدة قد لا يستطيع الأب إرضاء جميع أبناءه .
(مقدمة هامة وإستهلال لابد منه ) ...
تابعت بالأمس حديث السيد الرئيس خلال إفتتاح سيادته لعددٍ من المنشآت التعليمية، أصغيت بأذني لكل كلمة في الحديث، وأنصت عقلي لما لم يقله الرئيس !
كان القائد ودوداً كما عهدناه كلما إلتقي أبناء شعبه، وكان الحديث صريحاً جريئاً مفعماً بالوضوح والمكاشفة.
عدة رسائل قصيرة وجهها الرئيس بنبرة صوت هادئة " هدوء الواثق بالله ، والمتوكل عليه دون سواه "، تلك الرسائل، وعلي الرغم من قلة عدد الكلمات فيها، إلا أنها كانت قوية كافية ووافية أدت الغرض الذي قيلت من أجله، فوصلت إلي قلوب كل من إستمعوا إليها ، واستوعبتها عقول كل المستهدفين منها أو المعنيين بها .
سأقوم الآن بإذنكم وسماحكم وسماحتكم بالتذكير ببعض ما قاله السيد الرئيس، وسأجتهد بعد الإتكال علي الله في قراءة مالم يقله سيادته ....
ــ عمري في كلامي ما أسأت لحد .. هذا ما قاله الرئيس، ومالم يقله سيادته أنه هناك دول بعينها ناصبتنا العداء بلا سبب، إتخذت من الهجوم علي بلدنا والإساءة إلي رموزنا منهجاً لها، فقامت بإستجلاب الخونة والمارقين والمأجورين والكارهين لدولتنا، أغدقت عليهم المليارات وفتحت لهم القنوات ومنحتهم الجنسيات ليجعلوا من الهجوم علينا والتحريض ضدنا شغلهم الشاغل بهدف إفشالنا وإسقاطنا وهو ما لن يحدث بإذن الله أبداً .
ــ من 100 سنة وأكتر كانت الدولة المصرية ظروفها الإقتصادية أفضل وكانت بتساعد وبتتعاون من أجل الخير والبناء ، وأردف الرئيس متسائلاً ..
هو ده الجميل اللي بتردوه لمصر ؟
ما لم يقله الرئيس، أنه كان عليكم أيها الأشقاء العرب والأصدقاء الأفارقة الإصطفاف معنا، والوقوف إلي جانبنا مؤازرين لنا، وداعمين لجهودنا الدبلوماسية الني نخوضها نصرة للحق، وحفاظاً علي العدل، لا نبتغي من وراءها غير الحصول علي حقوقنا التاريخية، ولكنكم لم تفعلوا ....!!
قال السيد الرئيس ..
ــ كان عندنا مشاكل في الوقود والطاقة والكهربا هل إنتهت ؟
ــ الحكومة بتتحرق معايا علشان مصر ماتتحرقش
ــ لو أنا كنت النهارده متردد في إتخاذ إجراءات الإصلاح الإقتصادي ، هل كنا أصلحنا ؟
ولكن ما لم يقله سيادته ...
أنه لولا إجراءات الإصلاح الإقتصادي التي أقدم الرئيس علي إتخاذها بمنتهي الجرأة والشجاعة ، لما إستطاع بلدنا الطيب هذا المرور بسلام من زلزال كورونا المدمرالذي ضرب العالم بأسره، وتأثرت بتوابعه كبريات الدول، ومن قبله كانت موجة الطقس السيئ الذي تعرضت له البلاد، والتي وجه سيادته خلالها بإتاحة مبلغ 100 مليون جنيه لتعويض ضحاياها والمضارين منها، لم يرد الرئيس تذكيرنا بأنه قد وجه أيضاً بتخصيص مبلغ مليار جنيه لتمويل الخطة الشاملة وما تضمنته من إجراءات إحترازية لمواجهة كورونا !
لم يقل الرئيس مثلاً أنه وخلال أكثر شهورالجائحة إشتداداً، لم تتوقف الأفران يوماً واحداًعن إنتاج الخبز نظراً لنجاح الدولة في توفير القمح أوالدقيق، لم تغلق محلات ومنافذ صرف مواد البطاقات التموينية أبوابها في وجوه المستفيدين، لم تنتقص جراماً واحداً لأي من السلع المقررة بعد أن نجحت الحكومة في توفيرالإحتياطيات اللازمة منها، لم تغلق المتاجر والأسواق ومحال البقالة في مصر أبوابها في وجوه زبائنها، نظراً لخلوالأرفف من المنتجات والسلع مثلما حدث في لندن والعديد من العواصم الأوروبية، لم تتعرض تلك الأسواق أو المتاجر لأي هجوم من الخارجين علي القانون من أجل سرقتها أو نهبها، لا خلال عملها ،
أوبعد غلق أبوابها ( رغم خلو الشوارع تماماً من المارة خلال ساعات الحظر )نظراً لإستتباب الأمن ويقظة الأجهزة الشرطية، لم يتأجل صرف المرتبات ، لم تتوقف مكاتب البريد عن صرف المعاشات" بكل فئاتها"، لم تخلُ ماكينات الصرافة من أوراق العملة النقدية ، لم تشكو ربة بيت من أي نقصٍ في إسطوانات الغاز المنزلي، لم يذهب أحدنا للصيدلية من أجل الحصول علي دواء فيعتذر له الصيدلي ويخبره بعدم توافره .
ــ إحنا ماعندناش ثروات بتطلع تغطي تكاليفنا، لكن عندنا عقول ناس وإرادة شعب ...
لم يقل الرئيس مثلاً أن وزير التعليم الذي لطالما هاجم الكثيرين جهوده في تطوير التعليم، هو الوزير نفسه الذي تمت بفضل الله ثم إرادة شعبنا إمتحانات الثانوية العامة بنجاح و" أمان " في ظل توليه للوزارة، رغم وجود كورونا، كما ساهم مشروعه للتابلت التعليمي في مساعدة أبناءنا علي تحصيلهم الدراسي بعد أن توقفت الدراسة بسبب وجود الجائحة!
نعم، لدينا عقول وإرادة ...
ولدينا معهم وقبلهم زعيم مخلص لشعب عظيم .
إطمئن ياسيادة الرئيس، لن يستطيع أحدٌ إضاعة المصريين ...
ولأن الله دائماً مع الصادقين،
فلاخوف علي وطن أنت قائده .
حفظ الله مصر